الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 03:02

ديموقراطية الإرهاب وإرهاب..


نُشر: 05/04/09 15:56

اتفقت الكتل الطلابية في جامعة حيفا (ايام الحرب على غزة) على تنظيم مظاهره احتجاجا على ما يطول أهلنا في غزه, وعليه فقد أبرقت كوادر الكتل إلى جميع الطلاب العرب بدعوات للمشاركة بهذه المظاهره, لممارسة هذا الحق الشرعي والإنساني الذي تكفله ديموقراطية هذه الدولة المفتعلة, للتعبير عن الرأي الطلابي, لإطلاق صرخة حق بوجه سلطان جائر, ولأول مره يطلب الحضور باللباس الأسود والكوفيات, والتجرد من رموز الأحزاب لتكون هذه الوقفة شعبيه غير فئوية أو حزبيه, لأنه لكل فرد منا بقايا وأشلاء عائله تناثرت في غزه بعد النكبة, وهذه المظاهرة قبل أن تكون منظمةً للتأثير على الجهات العليا ولا سيما الجامعة, فهي منظمةٌ لتفريغ الشحنات السالبة المكبوتة لدى الطلاب نتيجة الأوضاع, رفض عميد الطلبة تأشير المظاهرة, وذلك لنجاح عدة فعاليات قامت بها الكتل الطلابية, فقد قرر تكبيل حرية التعبير زاعما الرغبه في الحد من الاحتكاك بين الطلاب العرب واليهود في الجامعة,  وبالتالي أُرجئت المظاهره النظاميه المزمع عقدها, ولكن بما أن الطلاب اليهود (كتلة نيتو وهتكفا), قاموا بتنظيم تجمع لدعم جنودهم في غزة يشمل رفع شعارات وهتافات, كان لابد لنا كطلاب أفراد وليس كجماعات بالرد بأضعف الإيمان واثبات الوجود بإعتصام صامت بالتنسيق مع قائد الشرطة, وقد تم ذلك بوقوف الطلاب العرب كل مجموعه مكونه من خمسة أفراد في منطقة ( كفي ديشي) المشهورة بتجمهر الطلاب العرب فيها وذلك في أي يوم عادي.
المشهد الأول:الثلاثاء 06/01 الحادية عشر والنصف ظهرا 250 نفر من القوات الخاصه بعتادهم وفرقة خياله في الحرم الجامعي, يطوقون منطقة كفي ديشي والمعبر بين المبنى الرئيسي في الجامعة إلى مبنى رابين, حيث احتشد علوج اليهود على الجسر الواصل بين المبنيين, المشهد مشحون جدا, الطلاب تخرج من محاضراتها لاستراحة بين المحاضرتين, يتجمع الطلاب العرب عند بابي المبنى الرئيسي, ليرقبوا هذا الكم من الشرطة فربما انتقلت الحرب من غزه إلى حيفا, ليشاهدوا بأم أعينهم حرية التعبير الجليّة في هتاف اليهود: الموت للعرب. والشرطه لا تحرك ساكنا حيال ذلك.
المشهد الثاني: الشرطة تراقب الطلاب العرب, كتلة اقرأ تستشعر عاصفة ما بعد الهدوء, فيتراجع الكادر الطلابي محاولا إبعاد الطلاب عن أفراد الشرطة المجهزين, ودعوتهم للتجمع داخل المبنى الرئيسي في طابق السبعمائة, عساهم يحصلون على تصريح بإقامة صلاة الغائب, ينزل القياديون في الكتل الطلابية لتفريق الطلاب في فناء كفي ديشي لمجموعات صغيره لإضفاء الصبغة القانونية, والمحافظة على المسار الرمادي في السياسة الطلابية, وقد تم ذلك.
المشهد الثالث: الساعة الحادية عشر وخمسون دقيقه, رهطٌ من قوات الشرطة يقف أمام بابي المبنى الرئيسي ليحول دون خروج الطلاب, الأمر الذي يؤدي إلى إزدحام وتكاثف الطلاب العرب أمام المخرجَين, وقد وقعوا في الشرك المنصوب.
 المشهد الرابع: الساعة الثانية عشرة وبضع دقائق الفرقة المتواجدة على بابي الرئيسي تنضم إلى الفرقة الأكبر المحاصرة للطلاب العرب في الفناء, مما يؤدي إلى خروج الطلاب من البابين زمرة واحده, وهكذا تصور الكاميرات تدفق حشد كبير من الكوفيات من المبنى لتثبت انه كان هنالك مظاهرة غير قانونيه.
نهاية الحلقة: ساعتها تأتي الصيحة التي خبرناها مذ كفر قاسم, ذات الصيحة التي تتلوها صرخات الألم:" تتكدمو شوطريم", كعادتها القوات الاسرائيليه تهاجم بشكل حدوة الحصان, فتضطر المعتصمين إلى التراجع, أي الانسحاب إلى ما وراء المبنى الرئيسي, حتى يبتعدوا عن عدسات الكاميرات لتختلي بهم خلوة إسرائيل الشرعية, لتمارس معهم ديموقراطية الدولة المشتركة, معلنة المساواة بين الجنسين فتضرب بالقبضة الحديدية الطلاب والطالبات على حد السواء, وتعلن إيمانها بحوار الأديان والتعددية الحزبية فتعتقل الاشتراكيين, القوميين والإسلاميين, دون تفرقة بين جبهوي وتجمعي, بين ملتحي تدينا ومن هو لحيته على الموضة.
نعم هذا ما حدث وكنت احد الشهود الذين خرّوا صَعِقين عندما رأوا خوذة على الأرض تتشبه برب السماء, تفعل بالعباد ما تشاء, تمعسهم ..تهرسهم..تدوس عزتهم وشرفهم بالحذاء, تمرّغ بالأرض جبروت شعبنا, إباءه والكبرياء, تجر الفتيات من شعرهن من الفناء إلى موقف السيارات, وأجسادهن تعانق ارض حيفا لتزداد شرفا, كنت هنالك التقط صورة للبذه الارهابيه تسقط الإسلام عن رأس فتاة لتمرغ حجابها بالتراب, كنت هنالك ابكي وزملائي رجولتنا التي عجزت عن حماية أفراد القبيلة, كنا نبكي حليب أمهاتنا الذي فار في دمائنا لسماعه صراخ الفتيات يتلوون ألما ويتلقون عنا الضربات.
أما بعد: إن ما حصل في جامعة حيفا ما هو إلا حلقة أخرى في المسلسل الاسراطيني, بقعة أخرى من الوطن تحاول السيادة الاسرائيليه فرض ديموقراطيتها الارهابيه فيها. ولكن هنالك أسئلة استنكاريه مبتذله لا بد لها من  أجوبه : لماذا قامت جامعة حيفا- التي تعتبر نفسها منبر السياسة الطلابية الأكبر, والتي لطالما افتخرت بتخريج قوى وكوادر سياسيه للمجتمع الإسرائيلي ولا سيما الكنيست- بالعوز إلى هذا الكم من قوات "اليسّام" لتفريق اعتصام صامت مسالم؟ ما هي مبررات هذا القرار المخجل على الصعيد الإنساني قبل الصعيد المؤسساتي لهذه الاكاديميه؟
والإجابات بازغات لا ينتطح فيهن كبشان, ولا يختلف فيهن مستفتيان, فالسنة الاخيره تميزت من حيث الفعاليات السياسية لجميع الكتل الطلابية, يذكر عودة أبناء البلد لنشاطها, كما تضخم الكادر الإسلامي (اقرأ) في الجامعة, ويشهد على ذلك المظاهرات الكبيرة التي نظمتها, هذه الكتل, والمنشورات التي ساهمت بزيادة الوعي السياسي لدى الطلاب العرب- بالأخص المستجدين على الحياة الاكاديميه- وقد خشيت جامعة حيفا من عملية ردكله تلوح في أفق الجبهتين العربية واليهودية على حد تعبيرهم كإدارة. فقاموا بمنع مظاهر الفعاليات السياسية بشكل عام, ولكن يبدو أنهم غضوا الطرف عن الطرف اليهودي, وقاموا بتطبيق المنع على القوى العربية, لدرجة إغلاق الطاولات الحزبية للخدمات الطلابية, كذلك منع جمع التبرعات لضحايا الإرهاب في غزه, وحظر التجمعات في مساكن الطلبة, والتشجيع على إقامة حفلات في المساكن وبترحيب خاص بالراقص العربي, محاولة منهت لتغييب الوعي لدينا كطلاب بكأس وغانيه, كما وحاولت جامعة حيفا إرضاء الطرف اليهودي, والنقابة العامة المتطرفة بطبيعتها ونهجها, ظنا منها أنها بذلك تخفف حدة الموقف وتفرّغ الجو المشحون. ولكن لا هكذا تورد الإبل يا عميد الطلبة.
 لقد أثبتت الجامعة ضعفها في التعامل مع الظروف الطارئة وشهدت على نفسها بأن الوضع قد خرج عن طوع إدارتها, وذلك باستعاذتها بالشرطة, لقد اعترفت كيف تضرب حرية الطالب العربي وحقوقه عرض الحائط, كيف تسعى لقمع إرادة البقاء في نفسية الطالب, كيف تضع حياته ومستقبله على المحك, فلم يكن تواجد الشرطة عرضا عسكريا بل مناورة تكلفت الدولة كلفتها ودفع الطلاب ثمنها, أيد كسرت وأنفسٌ أرعبت وأدمغة أرهبت, لقد تدرب اليسّام علينا تحسبا لأي طارئ في الشارع العربي النازف غضبا. فتراه يضرب دون تردد ويرمي بالطلاب من ارتفاع شاهق, يلخص ما يحصل في غزه على ارض الحرم الجامعي.
قبيل المحاضرة التي أعدتها الجامعة بفن الإرهاب, وألقاها "اليسّام" يوم الثلاثاء الماضي, وضع عميد الطلبة الطلاب العرب أمام مفرق طرق خطر بتحريمه للنشاطات السياسية, فإما ان يذعنوا لسياسة الإرهاب ولجان الطاعة وبث الرعب, وعندها سيضطر الطالب العربي  إلى طلب الإذن لأداء أي حق وممارسة أي حرية  حتى الدخول إلى المرحاض, وإما رفض هذا النهج والثبات على ارضنا, وقد اخترنا يومها إلقاء محاضرة بفن البقاء تحت إرهاب الديموقراطيه. وبعدها منحتنا ديموقراطية الإرهاب خيارين ومفترق آخر إما الإذعان والخنوع والخضوع لإرهاب الديموقراطيه وإما مقاومته. فالآباء الذين شاهدوا بناتهم صوتا وصوره يتمرغن في الأرض لا بد لهم من الخضوع ومنع بناتهم من ممارسة فن البقاء, والأم التي ناحت طول الليل اعتقال ابنها لا بد لها أن تستحلفه بمرضاتها أن يبتعد عن المقاومة الفكرية قبل العملية, ولكن الذي لم تحسب له الجامعة وقبلها ديموقراطية الإرهاب, أن هذا الطالب إن أذعن اليوم فسينفجر غدا, فكما عميد الطلبة يثمل فرحا لقمع العرب, أنا متيقن أشد اليقين أن من ضحايا يوم الثلاثاء سيخرج فدائيون, يلقون بعض المحاضرات الارهابيه في الشارع الاسرائيلي أو حتى بالجامعة نفسها.
جامعة حيفا هذه الدولة داخل الدولة يجب أن تعي أن من يزرع الريح يحصد الزوابع, وانه بزرعها الرعب في الطالب العربي لن تحصد غير الرعب في مجتمعها.
وأخيرا أقول لكل الذين تظاهروا واعتصموا وصابروا وصبروا ورابطوا فاعتُقلوا وغضبوا فضُربوا:
يا دامي العينين والكفين إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية  ولا زرد السلاسل
أهالي الطلاب وإخواني الطلبة, إن إرهاب الديموقراطية في الجامعات يسعى مذ أعوام بالحد من عدد الطلاب العرب ولست في خضم مناقشة هذا الموضوع ولكن علينا الجهاد في دراستنا وانخراطنا بالاكاديميه الاسرائيليه, لنعلّم إرهابهم كيف تلاطم اعيننا مخارزهم, علينا المصابره في مسار التعليم العالي المحفوف بالمخاطر, فلا يشك احد بان المرة القادمة ستعتقلنا الوحدة الخاصة في قاعات المحاضرات لمجرد أننا نتلقى العلم, ولكن هيهات لهم أن يثنونا عن تعاضدنا ووقفتنا الوحدويه لنصرة أهلنا في غزه وأنفسنا في ذات الخندق.
" إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
4.00
EUR
4.66
GBP
237452.42
BTC
0.52
CNY