حالة من السباق مع الزمن تعيشها عائلة الطفلتين جنى(سنة ونصف) وحلى(خمسة اشهر) عواد، من طمرة، بعد ان اكتشف الاطباء لديهما مرض امعاء نادر الوجود لا يمكن علاجه وانقاذ حياتهما الا بواسطة زراعة امعاء جديدة لكلتيهما.
قبل حوالي سنة ونصف السنة، ولدت الطفلة جنى، لكن سرعان ما اكتشف لديها الاطباء مرض امعاء يسبب لها الاسهال الدائم في كل مرة تتناول فيها الطعام. سنة تقريبا بعد ولادتها، انجب والدا جنى، سهيلة وحاتم، ابنة اخرى، لكن شاء القدر ان تكون المولودة الجديدة حاملة لنفس مرض اختها الكبيرة. وبعد عرضهما على الاطباء، اتضح انهما تعانيان من مرض باسم  MICROVILLOUS INCLUSION DISEASE وهو احد الامراض الخطيرة التي قلما تصيب الانسان، والتي تعرض حياته للخطر وتصّعب عليه ممارسة حياته الطبيعية بسبب الاسهال الدائم عند تناول الطعام.

احد الاطباء الذي واكب حالة الطفلتين منذ ولادتهما هو رون شاؤول، مدير قسم الجراحة الداخلية في مستشفى بني تسيون في حيفا اعلم اهل الطفلتين انهما للاسف تعانيان من المرض المذكور، الذي اصاب في السنوات الاخيرة ثلاثة اشخاص فقط في البلاد. واشار ان الطفلتان لن  تتمكنان من تناول الطعام او الشراب عن طريق الفم، لذلك سيم اطعامهما من خلال الوريد بواسطة ربطهما بالانفوزيا طيلة ساعات اليوم.
ام الطفلتان سهيلة تقول في حديث لـ"كل العرب:" سنة ونصف تعيش جنى يوميا وهي مرتبطة بالانفوزيا في وريدها، اما الان وبعد ولادة حلى وبعد ان اتضح انها تعاني من نفس المرض، اصبحت الطفلتان مرتبتطان بالانفوزيا داخل الوريد طيلة الوقت، مما يسبب لهما معاناة كبيرة ويتطلب منا، كأهل، جهودا كبيرة للاعتناء بهما ومراقبتهما لضمان ربطهما بجهاز الانفوزيا طيلة ساعات الليل والنهار".
الطبيب رون شاؤول اشار في حديثه عن الطفلتين الى ان استمرار اطعام الطفلتين بواسطة الانفوزيا الوريدية يترتب علية عوارض خطيرة تصيب الكبد. لهذا فالامكانية الوحيدة لانقاذ حياة الطفلتين هي اجراء عملية زرع للامعاء في احد المستشفيات الامريكية في ولاية ميامي، الا ان تكاليف هذه العملية ستكون باهظة الثمن، خاصة وان العملية ستجرى على حساب العائلة لكل من الطفلتين.
واضاف ايضا:" مع مرور الوقت وبسبب الربط المتواصل للطفلتين بالانفوزيا داخل الوريد ادى هذا الامر الى حدوث خلل في نظام عمل الكبد لديهما الامر الذي قد يستدعى اجراء زراعة كبد لهما اضافة الى زراعة الامعاء. اما تكاليف العملية للطفلة الواحدة تبلغ مليون دولار لهذا يتوجب توفير مبلغ مليوني دولار لاجراء عمليتان للطفلتان المريضتان في الولايات المتحدة الامريكية في اقرب فرصة لتخفيف معانتهما، من جهة، ولانقاذ كبدهما المعرض للخطر ايضا بسبب ربط الطفلتين المتواصل بالانفوزيا من جهة اخرى". كما اشار شاؤول ايضا انه يتوجب على الطفلتين المكوث هناك بعد اجراء العملية مدة طويلة قد تتراوح حتى العام تقريبا تحت المراقبة مما سيضطر الاهل الى ترك عملهما في البلاد والمكوث هناك بجانب طفلتيهما متحملين ايضا تكاليف الاقامة والمصاريف اليومية".
واكد د. شاؤول ان عملية الزراعة للطفلتين قد صودق عليها فعلا من قبل صندوق المرضى العام الذي اعرب عن استعداده دفع نصف هذا المبلغ الا انه يتبقى مبلغ مليون دولار يتوجب على العائلة دفعه لاجراء العملية للابنة الثانية.
احد الاخبار السارة  التي تلقتها عائلة الطفلتين قبل ايام معدودة والتي بعثت في قلبهم الامل من جديد كانت من مشفى ميامي في الولايات المتحدة حيث خضعت فتاة اسرائيلة من مدينة بئر السبع عانت من نفس المرض للعملية هناك بعد ان استطاعت تجنيد مبلغ المال المطلوب لاجراء العملية وما زالت تخضع لمراقبة الاطباء هناك.
ام الطفلتين سهيلة والتي تعمل مدرسة لللغة الانكليزية تضطر الى تقسم وقتها بالتناصف بين عملها كمدرسة لضمان لقمة العيش وبين ابنتيها للاعتناء بهما. تقول سهيلة:" اناشد جميع اصحاب الخير بمساعدتنا في تجنيد المبلغ المطلوب لان كل ساعة تأخر تؤدي الى تلف في الكبد لا يمكن اصلاحه مما يصعب الامر على الطفلتين التان قد تضطرا لزراعة كبد ايضا" وتضيف سهيلة:" الفتاة اليهودية التي اجرت عملية زراعة الامعاء مؤخرا تلقت دعما كاملا من قبل اصحاب رؤوس الاموال ورجال الاعمال والمواطنين اليهود كافة، بمساعدة وسائل الاعلام الاسرائيلية التي طرحت مشكلتها بتوسع ودعت الى التبرع لتجنيد مبلغ المال المطلوب، الامر الذي تم فعلا خلال فترة وجيزة حتى انه تم جمع مبلغ اكبر مما هو مطلوب.
لهذا فاني اتوجه الى جميع المواطنين كافة ولكل من بامكانه المساعدة لتقديم الدعم لنا للسفر قريبا قدر الامكان لاجراء العملية في محاولة لانقاذ الطفلتين".
في نهاية حديثه تقول سهيلة ام الطفلتين:" لا نملك سوى جنى وحلى خاصة بعد ان حذرنا الاطباء من محاولة الانجاب مرة ثانية خشية ان يكون المولود مصاب بهذا المرض لهذا نحن بحاجة الى انقاذ طفلتينا باي ثمن ممكن لاننا لا نملك سواهما في هذه الدنيا"