الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 11:02

الكوفية بين السرقة والتحدي


نُشر: 18/01/09 13:38

بعد الأجتياح الأسرائيلي الغاشم لقطاع غزة , كانت هناك ظاهرة  أرتداء للكوفية الفلسطينية بين فئات الشباب وطلاب المدارس  في المظاهرات داخل مناطق ال 48 , وذلك كتعبير عن هويتهم الفلسطينية وأنتماءهم للشعب الفلسطيني الذي تنفذ فيه أبشع المجازر الهمجية . ولأن فلسطيني ال 48 يعيشون في أزدواجية بين هويتهم الفلسطينية ووجودهم كمواطنين في دولة أسرائيل , رأو في الكوفية أمتداد لتواصلهم  الفلسطيني الفلسطيني في  كل أماكن تواجدهم.
لكن ما دعاني لكتابة هذا المقال, ليس ظاهرة أرتداء الكوفية أو الحطة فحسب , وأنما  الصور التي وصلتني من أحدى الزميلات والتي تظهر فيها الحطة بأشكال مختلفة كان اّخرها تلك الحطة المكونة من لونيين الأزرق والأبيض وبشكل نجمة داوود ، وهنا تأكدت أن القضية ليست قضية صرعة أو موضة وأنما " لغاية بنفس يعقوب".
وهنا تساءلت , ألا يكفي ما سرقوه من خيرات بلادنا ؟.
ألأ يكفي أنهم سرقوا الفلافل ليصبح في قائمة الماكولات الأسرائيلية  العالمية ," لقمة سليمان ".!
ألا يكفي أنهم سرقوا " المغربية أو المفتول ", لتصبح ضمن قائمة منتوجات شركة " أوسم الأسرائيلية ". ! وقائمة الأحتكار طويلة شملت الحلويات والمأكولات وألأزياء والدبكة وغيرها …
أذكر وضمن مشاركتي في أحدى الندوات في مدينة رام الله كيف وقفت السيدة مها السقا المختصة بالزي الشعبي الفلسطيني ,  وعلقت على ما فعلنه مضيفات  شركة العال من  سرقة "  لثوب الملك "  الزي الشعبي لمدينة بيت لحم وأرتداءه كزي شعبي اسرائيلي , لكن اليقظة والتوجه للمؤسسات الدولية  والأعلام والمواجهة, جعلهن يتنازلون عن الفكرة فأعيد الثوب لأصحابه الأصليين ..
ماذا بعد ؟
بعد هذه المقدمة لا بد وأن نذكر أن تراثنا الفلسطيني والذي يعود بتاريخه الى الحضارة الكنعانية والى تلك الحضارات التي أعقبتها , مرتبط أرتباطا وثيقا بالأنسان الفلسطيني وبرصيدةالثقافي , التاريخي والحضاري.
أن فلسطين ذات حضارة عريقة , فأن ما أنتجته من ثقافة تراكمية على مر العصور بين ما هو مستجد ( مكتسب ) وبين ما هو موروث , ناتج  عن تماسك حلقات هذا المجتمع والتي تتناغم فيه قدراته المعرفية والفنية  و خبراته الأجتماعية والمادية ورموزه المختلفة, هذه الرموز التي تركها لنا في عاداتنا  وتقاليدنا ,  في المعابد والطقوس الدينية  والزي الشعبي حتى أصبحت جزء لا يتجزء من تاريخه وحضارته.
اليوم وفي ظل هذه الظروف المعقدة , تصبح الكوفية الرمز الفلسطيني مصدر أزعاج وأستفزاز  للمؤسسة الأسرائيلية خصوصا أولئك الذين يسهرون على تذويب هويتنا الفلسطينية ,  حيث قام المصممان الأسرائيليان " جابي  بن حاييم " وزميله " موكي هرئيل " بتصميم الكوفية الفلسطينية المعروفة تاريخيا بألوانها الأبيض والأسود , بألوان العلم الأسرائيلي الأزرق والأبيض
وبشكل نجمة داوود , وبألوان أخرى منها الأصفر , الأخضر والبنفسجي ....أن هذه التصاميم الجديدة  للحطة الفلسطينية جاءت بأعتقادي كرد فعل للدور الذي تلعبه الحطة في الحفاظ  على الذاكرة الفلسطينية الجماعية بين أفراد الشعب الواحد.
ليس هذا فحسب , بل  أصبحت  رمزا  ثوريا  لكل حركات التحرر الوطني والحركات الراديكالية في العالم . أمابداية رمزيتها , فتعود لبداية الثورة الفلسطينةالتي أشتعلت  بين الأعوام 1936-1939 م. حين بدأت المقاومة الفلسطينة في العمل المسلح ضد الأستعمار البريطاني . وبعدها حين أصبحت رمزا للفدائي الفلسطيني في السبعينيات من القرن الماضي  .
وأزدادت شعبيتها ورمزيتها  أكثر وأكثر حين أعتمدها الزعيم الراحل ياسر عرفات غطاء لرأسه  فأشتهر بكوفيتة وطريقة تنسيقها بشكل  يشبه خارطة فلسطين .
وأستمدت رمزيتها العالمية  في الأنتفاضة الأولى عام 1987م لتصبح رمزا عالميا . وما أن بدأ ت الحرب على غزة حتى أنتشرت كأنتشار النار في الهشيم  بين كل المتظاهرين في كل أرجاء المعمورة فكانت الرمز الأكثر دلالة للتضامن مع الشعب الفلسطيني .
 في معترك هذا  الصراع الفلسطيني الأسرائيلي , يدرك الاّخر أن هذه الرموز تصبح مقلقة فيحاول طمسها وتذويبها وتغيبها على أمل أن تفقد هويتها ورمزيتها واليوم وفي خضم المسيرات والمضاهرات.
أقول لكل من يلبس الحطة الفلسطينية , أن حافظوا على رموزكم وهويتكم  , حافظوا على  الحطة الفلسطينية بلونيها الأبيض والأسود من السرقة والضياع والطمس , ولا تنقادوا وراء بهرجة الألوان والأصباغ التي تغير من رمزيتها .

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
4.00
EUR
4.66
GBP
237028.44
BTC
0.51
CNY