الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 13 / مايو 00:02

سلام الأن


نُشر: 11/03/09 07:29

سلامي لكم يا احبائي ,
عندما أمسكت بأباخسي قلمي الرصاصي نابني شعور غريب بدأ يدفعني  للكتابه ولشق الورق بهواجس كلماتي وبدأت أفكر وهديل حمامتي يزعجني تاره ويسليني تاره وكأنها مقطوعه موسيقيه فاقت بروعتها معزوفات شكسبير.
حمامتي البيضاء بقربي تفكر مثلي تماما ، وقد خلعت إكليل السنابل من على رأسها وتأنقت بربطة عنق مصنوعه من اغصان الزيتون وكنت انظر اليها مرارا حيث كنت أخشى أن تخنقها تلك الاغصان فتموت. كما لم أنس أن ألبسها خوذة وسترة واقية من الرصاص كي تصل بسلام حاملة رسالتي إلى دياركم جميعا.
قد تتعجبون لمَ أكتب لكم عن السلام في هذا الوقت  تحديدا وفي الوقت التي ما زالت فيه اليات القتل الاسرائيليه والصواريخ الفلسطينيه تطلق صرخاتها المدويه والهائله في قطاع غزه وجنوب اسرائيل ,ولكن أيها الساده لتونا قد دخلنا عاما جديدا،ولتونا قد هتفنا لبعضنا البعض "بكل عام وانتم بخير ونأمل من الله ان يحل السلام في ربوعنا" وقد احتفل العالم قبل أيام  من أقصاه لأقصاه وبألف فارق في الصخب والدهشة، إلا أن هذا العام الجديد امتداد لنا، لأحداثنا،ولصمتنا و لتاريخنا الموبوء بالآلام والقهر والأخطاء والفشل والحرب -وكأني سمعت الان استنكارا من أحدكم او كاني اقرأ تعقيب احدكم على مقالتي، كما سمعت دوي انفجار في نزل يعج بالمدنيين - نعم حرب القيم والثقافه والأفكار كما حرب العدوان والإرهاب والدبابات والأمم.
لقد استشهد السلام في وطن السلام وغاب فجر العدل عن هذه الارض , لم يعد للسلام موطن بينكم لان غالبيتكم قد رفضته وأختاروا سبل الحرب والقتل كوسائل للتفاهم وكصيغه توصلهم لمبتغاهم , ونسينا فئه ظريفه قد ضاعت بين غياهب أطماعنا وأهدافنا تلك الفئه التي تعيش بيننا وتأكل معنا ولا ينظرون للعالم بعيوننا ولا يزنون الامور بموازيننا , ان لهم نظره خاصه واحكاما مختلفه, فقد يستحقرون ما نستعظمه وقد يستعظمون ما نجده حقيرا تافهاً ولكنهم نادرا ما يتسلل اليأس الى طيات قلوبهم المليئه بالحب والسلام والعطف  وكثيرا ما يتصالحون مع أنفسهم ومع العالم ببسامتهم الصغيره الهادفه فلا يجد الإكتاب طريقه اليهم فتراهم يبكون وما هي لحظات حتى تنفرج اساريرهم وتضيء الضحكه وجوههم وتنير قلوب الكبار ..إنهم الأطفال ..ملائكه الارض واحباب الله.
ولكن اليوم وبعكس جميع من نصروا غزه بكلماتهم وعزائمهم سأنصرها انا بدعائي لها للسلام , لأن أطفال غزه بحاجه اليوم للسلام أكثر من حاجتهم للسلاح , فهذا ما يحتاجه الاطفال من السلام ولكن الكبار والقاده لهم مئارب اخرى وويلات لا نهايه لها .
ليس الاطفال وحدهم الذين  يتمنون أن يعم السلام الكون بأكمله بل جميع البشر لهم نفس الاماني والتطلعات , بعدما انتشرت الحروب في العالم كما تنتشر النار في الهشيم وعبثت سمومها في العالم بأكمله وعمت الفوضى في الكون بأسره وطغى طغيانه وجبروته على سلمه وسكينته.
أن السلام تربيه بحد ذاتها وانها ثقافه تتعدد مدلولاتها بتعدد البيئه التي يعيش فيها الانسان , ان مفهوم السلام الواسع يعنى السلام الايجابى كسلوك حيوى معيشى ينبع من قيم المجتمع وثقافته وان يربى الافراد منذ الطفولة على ممارسة السلام فى حل الخلافات البسيطة في حياتهم اليومية وبحيث ينبذ الفرد العنف بشكل قاطع ولا يلجا اليه كحل للتعامل مع من حوله من بشر او بيئة مادية فيكون التصرف الطبيعى فى مواجهة مشكلاته وحل خلافته هو التسامح والسلام والمحبه اضافه لذلك التركيز على السلام الداخلي للإنسان، باعتباره يرتبط بالضرورة بالسلام على المستوى الكلِّي.
كنت قد قرأت قبل فتره عن تجربه وفكره قد قام بها اساتذه اسرائيلين ومصريين ابان السلام مع مصر وفي عهد الرئيس المصري انور السادات عن الاطفال وكيفيه تصورهم للسلام ,وما هو السلام بنظرهم وكيف ممكن ان يحل السلام بين مصر واسرائيل , وذلك بواسطه فعاليه وهي تنص كالتالي: قام مدرس اسرائيلي بجمع رسومات لمئه طفل اسرائيلي, كيف يتصورن السلام بين اسرائيل ومصر وكذلك في الجانب المصري ايضاً فقد قام مدرس مصري بجمع مئه رسمه لاطفال من مدرسه مصريه ,كيف يتصورن هم ايضاً السلام بين مصر واسرائيل وذلك طبعاً  ان اطلعوهم وحدثوهم  في كلا الجانبين عن الحروب والماسي والويلات والدماء والدمار التي تخلفها الحرب.
وبعد ان جمعت الاوراق لم يجدوا اختلافا كبيرا بين مفهوم السلام عند الاطفال في الجانبين, فكلهم رسموا حمامه السلام البيضاء وفي منقارها اغصان الزيتون, وهنالك من زرعوا البنادق في الارض الخضراء فأزهرت واثمرت, وبعد أن رأى الرئيس انور السادات كل هذه اللوحات والرسومات, قدمت له في النهايه المفاجأه التي جعلته يضحك كثيرا حتى انهارت الدموع من عينيه, فقد تخيلت طفله اسرائيليه ان المشاكل التي بين اسرائيل ومصر ستحل وسوف يعم السلام الجميع اذا تزوج  الرئيس المصري انور السادات رئيسه الوزلااء الاسرائيليه انذاك جولدا مائير...
هذه هي نظره الاطفال الى السلام , لنصلي من أجل السلام ومن أجل الاطفال فقد قال سيدنا يسوع المسيح "دعوا الاولاد يأتون الي ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات" (مرقس 10 ) وأنا اقول لكم ارفعوا صلاتكم للسماء من أجل أن يعم السلام ربوع هذه الارض التي جمعت بطياتها كل الديانات وافتخروا بأننا مميزون.
طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون (متى 5/9)

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.73
USD
4.02
EUR
4.67
GBP
229599.62
BTC
0.52
CNY