الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 09:02

قلبي على ولدي وقلب ولدي على غزه


نُشر: 09/01/09 16:20

هل حاولت يوما اخي ان تسلب (دميه) من طفل بريْ؟ وهل حاولت ان تطفئْ النور ولو للحظه على طفلك ممازحا اياه. او ان تختفي عن ناظريه وهو في اشد الحاجه اليك؟
ترى ماذا تتوقع حينها من ردود افعاله. الكل يعرف الجواب اليس كذلك؟ اذا سيصدر منه انفعالات نفسيه طفوليه يعبر لك في مضمونها عن حاله تفتقد للامان المؤقت جراء ممازحاتك الثقيله على وجدانه...
ترى فما بالك بمن يسلبون من الاطفال النور ويحرمونهم الحق في الحياة. وما بالك اخي بمن يصوب بندقيته على صدور اطفال ثلاثه وكان الموت هنا عدوى تصيب اطفال غزه.
انا اجزم ان الطفل الشهيد الاول قد ابتسم بوجه قاتله ظنا منه ان القاتل ينوي تقديم الدميه القاتله له هديه!!! ولكن ماذا كان شعور الطفل الشهيد الثاني وهو يرى اخاه يرضخ بدمائه؟؟؟ بل وماذا كان شعور الطفل الشهيد الثالث وهو يعيش المشهد المرعب ويسمع عن قرب دوي الرصاص الرهيب؟ أتمنى على القاتل (المغوار)انه لم يعطي لحفلة القتل الوحشيه الوقت المنغص الذي ياْذن بصرخات الموت لهؤلاء الابرياء سوى من تهمة عروبتهم!!!!
فعذرا يا ولدي فكل شيْ قد تغير ما قبل غزه وما بعدها. وكذلك طعم الابوة العاجزه الا من مداعبة طفولتك وملامستها. فانا املك على تطعيمك بمضادات صحيه ضد الفيروسات في المجال الصحي لكني اجهل كيف اغنيك بمضادات ضد الصواريخ التي تنزل الان على توائمك في العروبه واقرانك في الانسانيه في قطاع غزه!!
فلما تبتسم يا ولدي حين ترى الذئاب تصك على اسنانها في محاوله لانذارك من القادم!
ولما تبتسم وانت تنظر الى اشلاء اطفال غزه فهؤلاء ليسوا بدمى بل هؤلاء مثلك تماما فهم منك وانت منهم....
فدع سذاجة طفولتك البريئه جانبا فالموقف لا يحتمل تجاهلك اكثر. ودعني اوصيك كما اوصى لقمان ابنه وهو يعظه بل واكثر. فانا لا اعرف ان كنت احضرتك للحياة او للموت او للترحيل او لتهديدات طغاة العسكر.كيف لا وانت لم ولن تنسلخ وراثيا عن اقدار اطفال فلسطين وعن قدرهم بالحياة وعن موتهم المظفر.
فدعني اوصيك بما عجز عنه كل اباء الدنيا. فما اصعب ان توصي طفلا لم يتجاوز بعمره الاشهر الاربع!!! ولعل هذا ايضا قدر اباء فلسطين ان يبحثوا عن الطفوله داخلهم وان يستشعروا الرجوله في اطفالهم!
يا بني لقد خاب من حمل ظلما. فتلك الطائرات المحمله بانواع القتل والظلم وذلك القصف والتشريد لن يحمل الا مشروعا طارئا ملؤه الفشل يعد بمثابة القشور على جوهر الانسانيه شانه شان الامراض الجلديه المؤقته كالطفح الجلدي او ما شابه..
يا بني انا اثق بالله انك ستكبر يوما وستكون سدا منيعا بوجه الظلم المستهجن. وستعذرني حينها لاني صادرت من ازقة طفولتك ما يحظى به اطفال الدنيا. حتى دميك والعابك البريئه باتت لا تليق بطفولتك المسلوبه حتى من اهاتها.
ستعذرني يوما لانك ستعلم باذن الله ان قدرنا واحد وبانك طفل يحمل اعباء امه مثل توائمك في غزه الذين يسقطون بتنازلهم عن طفولتهم كل البرامج المظلمه والمشاريع التامريه على مستقبلهم.
يا بني اوصيك ان ترفض الموت وان تنشد الحياة لك ولاطفال فلسطين في كل مكان.
واعذرني اخيرا اه بني عن تشتت افكاري وعن عدم فصاحة لساني. فانا اقتاد بلقمان ولكني لست بفصاحة القران...

مقالات متعلقة