- غبطة البطريرك ميشيل صباح في كلمته:

* في سماء غزة نزلت صواعق الإنسان على الإنسان وسماء غزة هي سماء بيت لحم، وسماء فلسطين كلها

* هذا الذي نراه هو تدمير للإنسان في غزة وفي كل مكان. تدمير  لفلسطين كلها وللفلسطينيين. وهو تدمير للإسرائيليين

* الحل الجذري ليس في القنابل تلقى على غزة. بل هو في اقتلاع الشر من أصوله، اقتلاع الاحتلال فيتوفر السلام والأمن

* لماذا يجب أن يستمر الاحتلال فيولّد كل ما يولّد فينا من إذلال وموت ودمار، وفيهم من خوف وانعدام أمن وضياع للإنسانية؟

من زهرة المدائن الشامخة مدينة القدس، وجه غبطة البطريرك ميشيل صباح (بطريرك القدس للاتين سابقا) نداءه الى الاسرائيليين لوقف الحرب وصنع السلام.
جاءت أمنيات ابن عاصمة الجليل مدينة الناصرة ، البطريرك صباح، خلال صلاة امس الاحد والتي رفعت من اجل السلام في دير الآباء الدومينيكان في القدس.
وقال البطريرك صباح في كلمته: "ما زلنا في الأعياد الميلادية. ولد لنا مخلص. ولذلك سمعنا في سماء بيت لحم نشيد الملائكة: المجد لله في العلى والسلام على الأرض لذوى الإرادة الصالحة. وفي سماء غزة نزلت صواعق الإنسان على الإنسان. وسماء غزة هي سماء بيت لحم، وسماء فلسطين كلها بل سماء كل إنسان. هذا الذي رأيناه وما زلنا نراه ، والذي سنراه مع الأسف مكررا جيلا بعد جيل، ليس فعل إنسان خلقه الله على صورته ومثاله، خلقه للمحبة والعدل والمصالحة. بل هذا الذي نراه هو تدمير للإنسان في غزة وفي كل مكان. تدمير  لفلسطين كلها وللفلسطينيين. وهو تدمير للإسرائيليين. لأن طرق الأمن والسلام تختلف كل الاختلاف عما يجري في غزة".

غبطة البطريرك ميشيل صباح (بطريرك القدس للاتين سابقا)

وأضاف صباح: "ما حصل ويحصل في غزة حرام وهدية عيد قاتلة. ما حصل في غزة حوّل العيد والقلوب جميعا إلى صلاة وابتهال وتضرعات... حوّل الأعياد إلى لحظات تأمل في ما يجري في أرضنا. صلاة تقول: اوقفوا المجازر، فمن خلالها لن يتبدل شيء، بل تتبدل القلوب حربا وغيظا وغياب أمن وسلام. وليست هذه هي طرق السلام. ولا هذا هو المطلوب".
"لنتطلع نحن نحو السماء ونحو أنفسنا. وليتطلع الإسرائيليون إلى السماء وينظروا ويسمعوا ما يقول الله، وما هي طرق السلام. هي العدل. الحل الجذري ليس في القنابل تلقى على غزة. بل هو في اقتلاع الشر من أصوله، اقتلاع الاحتلال فيتوفر السلام والأمن. لماذا يجب أن يستمر الاحتلال فيولّد كل ما يولّد فينا من إذلال وموت ودمار، وفيهم من خوف وانعدام أمن وضياع للإنسانية". هذا ما اضافه البطريرك صباح في كلمته المؤثرة امام المصلين. وتابع: "ليتطلع الفلسطينيون إلى السماء وإلى أنفسهم، وإلى أنهم شعب واحد وليسوا أحزابا ولا جغرافيا ممزقة. هم شعب واحد وهم مدعوّون إلى أن يحققوا وحدة جغرافية وإنسانية. لا يجوز للمصالح أو للتوجهات الحزبية أن تقسم الشعب فتضحي به، بينما تدعي أنها له ولخلاصه. نقول إن إسرائيل ظلمت وتجبرت وتجاوزت الحدود، ونقول لأنفسنا إننا ما زلنا دون المطلوب منا من حيث الوحدة والاستقامة في تصريف شؤون الشعب".

وقف الحرب
وطالب صباح بأن تتوقف إسرائيل عن الحرب، وسوف تتوقف وتكون قد جنت دمارا وموتا لا أمنا ولا سلاما على حد تعبيره وقال ان المطلوب منا هو مراجعة عامة وتجديد في الرؤية وفي العمل وفي محبة بعضنا بعضا وفي الزهد بالمصالح والفرديات والأيديولوحيات. الشعب يريد حريته وأرضه. بعد ستين عاما آن الأوان لأن نتعلم ونعرف ما هي الطر ق المؤدية إلى الحرية واستعادة الأرض ونهاية الاحتلال.
وختم قائلا: "نسأل الله في هذه الأعياد أن تتحول أعيادنا وأيامنا كلها وحياتنا كلها إلى صلاة، فنرى الله في أرضنا، ونسمع صوته يقول : سلام وعدل ومحبة. وتصبح صلاتنا كلمة فاعلة ومولِّدة لِما استحال توليده حتى الآن: أي تحرر من الاحتلال، وأرض غير ذات مذلة، تصلح للإنسان الذي خلقه الله على صورته ومثاله."