الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 23:01

نصر الله والأسد وقاعدة الرد المناسب في الوقت المناسب

الاعلامي احمد حازم
نُشر: 04/04/24 00:09

عشرات المرات ومذ سنين تتعرض الأجواء السورية لانتهاكات الطيران الحربي الاسرائيلي وقصف العديد من المنشآت والمواقع العسكرية السورية، ولا يزال النظام السوري يردد مقولته الساخرة وعبارته المستهلكة: سيأتي الرد المناسب في الوقت المناسب، وحتى اليوم ينتظر الشعب السوري الرد، الذي لن يأتي ما دام بشار الأسد على رأس النظام. كما ان كل المؤشرات تدل على عدم وجود أي نية لدى النظام السوري في اتخاذ اي اجراء، ما عدا التهديد والوعيد الكلامي فقط.
بعد عملية اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خلال ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت في الثالث من شهر يناير كانون ثاني الماضي، قال حسن نصر الله ،" ان العملية  لن تمر عندما يتم انتهاك اجوائه من الطارات الإسرائيلية وقصفها لمناق سورية أبدا من دون رد وعقاب، وان  ما حصل هو اعتداء خطير على لبنان وتطور خطير في مسار الحرب". والذي حصل بعد ذلك تماما كما يحصل دائما مع النظام السوري عندما يتم قصف طائرات إسرائيلية لمناطق سورية: 
" الرد في الوقت المناسب" ولا أحد يعرف متى وأين. 
المهم ان "أبو هادي" طمأن مناصريه ان نية الرد موجودة تماما كما يطمئن بشار شعبه. لا أعتقد بأن نصر الله قادر على رد الصاع صاعين لإسرائيل في هذه المرحلة من القتال بين حزب الله وإسرائيل وهي المرحلة التي وصفها نصر الله بالخطيرة. لماذا؟ اسمعوا الحكاية:
بعد حرب 2006 تم اغتيال ثلاثة مسؤولين كبار لدى حزب الله من اهم قياداتها الأمنية ووعد نصر الله برد حاسم فما الذي حصل؟ لا شيء. وفي العام 2008 اغتيل القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية في انفجار وقع في دمشق. واتهم الحزب اسرائيل باغتياله. وقتها تعهد حسن نصر بالثأر لاغتيال مغنية مهددا بان "كل اسرائيل ستكون في مرمى صواريخنا ولن يستطيع أحد ان يحميها." ولم يكتف نصر الله بذلك بل قال أيضا:" أقسم بالله دمك يا عماد لن يذهب هدرا". ولا يزال دم عماد في انتظار تنفيذ ما وعد به نصر الله. 
ويبدو ان الوقت المناسب لم يأت بعد.
الأسير اللبناني السابق سمير القنطار الدرزي المذهب، قضى 30 عاما في السجون الإسرائيلية وأفرجت عنه إسرائيل عام 2008 في إطار صفقة تبادل مع حزب الله، وانضم بعدها للحزب كرد جميل له لإطلاق سراحه. القنطار كان يقاتل في صفوف حزب الله في سوريا، وقُتل في غارة صاروخية إسرائيلية على دمشق عام 2015. وفي بيان له وعد حزب الله بالثأر لمقتل القنطار بالقول "إن دمه لن يذهب سدى". ولغاية الان لم نسمع شيئا عن الثأر المنتظر.
ويبدو ان الوقت المناسب لم يأت بعد.
في العام 2016 تعرض القائد العسكري البارز في حزب الله مصطفى بدر الدين للاغتيال في انفجار كبير قرب مطار دمشق. وعلى فكرة بدر الدين هو صهر عماد مغنية. وفي كلمة له توعد نصر الله الاسرائيليين قائلا " سيكون ردنا مباشرا وقاسيا وخارج مزارع شبعا.” وكالعادة لم يحدث أي شيء.
ويبدو ان الوقت المناسب لم يأت بعد
وأخيراً...
إذا كان حزب الله لم يقم طيلة السنوات الماضية بأي عملية انتقامية نوعية لأهم قياداته العسكرية الأمنية، فكيف سيقدم على عملية ما للانتقام للقيادي الفلسطيني صالح العاروي الذي اغتالته إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت المعقل الشعبي لحزب الله علماً بأن نصر الله وضع معادلة "بيروت مقابل تل أبيب"؟
من المؤكد بانتظار الوقت المناسب. فهل سيأتي هذا الوقت؟ ننتظر


 

مقالات متعلقة