الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 00:02

  يسوعُ  حُلوٌ

زهير دعيم
نُشر: 30/03/24 07:11

عاد حنّا الصّغير من الكنيسة دامع العينين ، عاد حزينًا بعد ان شارك  في جنّاز المسيح في ليلة الجمعة العظيمة  ، ووضع باقة من الياسمين والزنبق على سرير يسوع.

  رأته أمُّه والدّموع تنهمر من عينيْه فتعجّبت وسألته بحنان :

- ما بكَ يا ولدي ؟ ما بك يا حبيبي ؟

ورفع حنّا عينيه الدامعتين وقال :

لقد ماتَ ...ماتَ يسوع..صلبوه... قتلوه يا أمّي ، فمن يساعدني بعد اليوم في المدرسة ؟ ولمن أشعل الشّمعة وأسجد في هذه الليلة ؟ مع من أحكي بعد اليوم ...انّه لن يسمع صلاتي!!

  عانقت الأمّ ابنها بحرارة وهي تضحك :

- بلى انّه يسمع ، فيسوع حيّ يا ولدي .

- لا.. لقد مات.. قتلوه ... ألم تشاركي مثلي في الجنّاز ؟

  احتارت الأمّ ...كيف تُفسِّر لوحيدها  الصّغير ، أنّ الجنّاز ذكرى ، وأنّ يسوع انسان كامل وإله كامل ، فالذي مات يسوع الانسان ، أمّا الإله فهو حيّ أبدًا.

  ورفعت الأمُّ نظرَها ويديها نحو العَلاء  قائلة :

  " يا الهي أعنّي ، ساعدني، ماذا أقول له ...

يا ليتك تعود باكرا يا أبا حنّا فتساعدني انت أيضًا "

  وطمر حنّا رأسه في وسادته ورفض أن يُصلّي ، فيسوع مات ولن يسمعه !!!

 وركعت الامّ في غرفتها والدموع تنزل على وجنتيها : " يا يسوع ؛ يا غالي ، أرجوك اقنع ابني ...أظهر له ذاتك ، انّه متضايق لأجلك ، متألم ، أرجوك لا تُخيّب رجائي "

  نام حنّا الصّغير في تلك الليلة متنهدًا ودون ان يركع كعادته ودون ان يشعل الشمعة.

  وفي الصّباح استيقظ مع أوّل  زقزقة عصفور ، ودخل سريعًا الى غرفة والديْه وعانق امّه بحرارة : أنتِ على حقّ يا أمّي ، يسوع حيّ ، لقد رأيته ، رأيته في منامي ، لقد جاء وداعب شعري ووعدني بأنّه سيساعدني في المدرسة ....ما أحلاه وما أجمله !!..يسوع حلو  يا أمّي ....يسوع حلو أكثرممّا نتصوّر...لقد رأيته..

فصرخ الأبوان على وقع رنين الاجراس : يسوع حلو... حقًّا ... يسوع حلو..المسيح قام...بالحقيقة قام ،  ونحن شهود على ذلك.

مقالات متعلقة