الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 21:02

عن الشعر

يوسف حمدان -
نُشر: 27/02/24 20:52


الِشعر ليس أفيوناً يشلُّ الحواسَ
لكيلا نرى ما لا نريد..
وليس دواءً يداوي جراحَ 
حروب القبائل..
ولا هو قادرٌ على نقل قومٍ
من حالة الضنك إلى العيش الرغيد..
الشعر يسهم في علاج جراح النفوس
وفي فتح ممر ينقلنا من عالمٍ غاربٍ
إلى بهجةِ عالمٍ جديدْ..
الشعرُ مِعْوَلٌ نستعين به
كي نقتلعُ الأشواكَ من نفوسنا
لنزرعَ في مكانها قمحاً وياسمينْ..
الشعر طاقةٌ تنبع من أعماقنا، 
تعرف كيف تستخرج الحُلمَ
من متاهة الحزن والحنين. طاقةٌ
تعرف كيف تزرع في حلكة الليلِ
ومضةَ النور المُبينْ..
الشعرُ يلمسُ نبضَ الحياةِ
عندما يرى قطرةَ الندى 
لامعةً على خدّ وردةْ..
وعندما يرى نحلةً
تستخرج الشهدَ
من حلق زهرةْ..
الشعر يجْهدُ باحثاً
عن معنى السعادةِ
عندما يرى دمعةً بريئةً
تلمعُ في عين طفلةْ..
ويسعى ليشرحَ للناسِ
أن معنى الحياةِ يظلُّ ناقصاً
حتى يرى الإنسانُ
أن الناسَ، كلَّ الناسِ، أهْلَهْ..
الشعر يعرف كيف يلتقط الصُوَرْ..
فقد صوَّرَنا عندما افترشنا سطح بيتنا
والتحفنا سماءً مزخرفةً بالنجوم والقمرْ..
الشعر يرى دائما فتحةً في السياجْ..
يؤكد أن المرورَ بعد الجُهد
غير مستحيل..
يؤكد دائما أن الروح لا تموت..
ويرى أن الحبَّ طاقةٌ 
تطلق النسائمَ كي تدفع الأمواجَ
في بحور الحياةْ..
يسجِّل في دفتر الذكريات
أن لكل حبٍّ سيرةً وقصةْ..
وأن ملاقاةَ المشقَّةِ
قد تنجِبْ فرصةْ..
الشعرُ يقول للناسِ
أن الدفءَ لا يأتي إلى البيتِ
إلا عندما تلتمُّ فيه الجماعةْ،
وأننا بدونها، 
سنشعر أن البردَ قارصْ..
الشعر راقب الناسَ فأيقن
أن معنى حياتنا، بدون الغير، ناقصْ.

مقالات متعلقة