الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 07:02

عصية على الغياب

يوسف حمدان
نُشر: 22/01/24 06:30

عيونُها أسْرَتْ بروحي

من خشونة الصحراء

إلى نعومة الحدائق الغنّاءْ..

أراها أينما كنتُ،

لأن حُسنَها الشافي

وسِحرَها البريء

يُبهجان الأرضَ كلَّها

ويرسمان لوحة باهرةً في

الفضاءِ بين الأرضِ والسماءْ؛

لأن هذه القريبة البعيدةْ،

بروحَها الفذّة الشمّاءْ،

تُحَوِّلُ وحشة الغيابِ

إلى أُنس اللقاءْ..

مهما بعدتُ عنها

أراها كلَّ يومٍ قريبةً

كأنها نصب عيني،

لكنني أتوقُ دوماً إلى حضورها في مكانٍ

نشتم فيه عطرَ تربة الجذور..

أريد أن أعانقَ الدفءَ الذي تبُثَهُ،

وأن استنشقَ الشذى الذي

يفوحُ من مِسك أنفاسها...

أريد قُربَها كي أرى لؤلؤَ النجومِ

إذ يشعُّ في عيونها؛

أريد البدرَ، شارحَ الصدورِ،

إذ يدور في مسارها..

فهذه الدنيا وما فيها

من العجائب العِجابْ-

هذه الدنيا التي تزرع الزهورَ

في جراحات الصخور؛

والتي تحرر الضياءَ

من قبضة الضباب-

تدين في جمالها لها

لأنها مرآةُ وجهها..

وهي مرآة لا تتيح للقُبح،

أينما وحينما يشوب هذه الدنيا،

أن يُري في مجالها.

مقالات متعلقة