أقام سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم قداس الأحد داخل القبر المقدس داخل كنيسة القيامة وذلك بمشاركة الأكليروس البطريركي وكذلك وفدا كنسيا روسيا وأخر يونانيا وبحضور حشد من المؤمنين والمصلين والحجاج.

وأثناء الخدمة الألهية رفع سيادته صلاة خاصة من أجل الشعب الفلسطيني عامة ومن أجل أهلنا في قطاع غزة بشكل خاص ، أولائك الذين يمرون بلحظات عصيبة نتيجة القصف المتواصل عليهم.

وفي كلمة ألقاها في نهاية القداس قال سيادته: نحن في الوقت الذي فيه نجتمع من أجل الصلاة هنالك أخوة لنا محاصرون مظلومون مهددون في غزة تنهمر عليهم القذائف بكافة أشكالها وألوانها مخلفة دمارا هائلا ودماء زكية تُسفك وشهداء يسقطون بالمئات والجرحى المصابون لا مكان لهم في المستشفيات وفي المراكز الطبية التي لا تملك الوسائل لمعالجة أصابات من هذا النوع.

أننا حزانى في هذا اليوم لأن ما شاهدناه البارحة من مشاهد مروعة يدل على أنه هنالك أمعانا في أنتهاك الكرامة الأنسانية وهنالك من لا يحترمون قيم أو شرائع أو مبادئ تحرم قتل الأنسان والأعتداء على حياته التي هي هبة ألهية.

أننا نلتفت الى أخوتنا في قطاع غزة معربين عن تعاطفنا ووقوفنا الى جانبهم ، فالجرح واحد والنزيف والألام واحدة هي. وأننا ندين بشدة هذه الممارسات الأحتلالية العنصرية التي تستهدف شعب أعزل يعاني الحصار والتجويع في كل يوم وفي كل ساعة. ونحن نقول لمن يحتفلون بأعيادهم اليهودية ، وهي عيد الأنوار: هل يحق لكم في عيد الأنوار أن ترسلوا نارا لقطاع غزة!! وهل يوم  السبت الذي تقدسونه قتل العرب فيه حلال!! فأين هي أنسانيتكم؟ أن ما تقومون به في غزة هو جريمة ما بعدها جريمة تضاف الى جرائمكم الكثيرة التي أرتكبتموها بحق شعبنا.

وألى شعبي الفلسطيني ألتفت قائلا: لا يوجد أمامك أي خيار أخر سوى نبذ الفتنة والفرقة وأستعادة الوحدة الوطنية. أن الدماء البريئة التي سُفكت يجب أن تكون حافزا لتوحيد الصفوف ، فالقضية الفلسطينية هي قضية حية ولن تموت ، فتوحدوا يا أيها الفلسطينيون وتوحدوا يا أيها العرب لأن المؤامرة أكبر مما تتوقعون.

وأننا ندعو الى أوسع رقعة تضامن مع الشعب الفلسطيني لأنهاء الحصار ووقف العدوان ، فالقذائف العنصرية التي تنهمر على شعبنا هناك ، أنما تستهدفنا جميعا ، تستهدف كرامتنا ، تستهدف قدسنا ومقدساتنا. أننا في هذه الكنيسة المقدسة نتضرع الى الله أن يحفظ شعبنا الذي نحبه وننتمي أليه والمسلم والمسيحي في بلدي هم الوطن الواحد والشعب الواحد والقضية الواحدة. وأننا ندعو كل دعاة حقوق الأنسان في العالم بأن يعملوا على أيقاف هذه المجزرة المروعة التي ما زالت في أولها والتي يُراد لها أن تحرق الأخضر واليابس ، فلنعمل من أجل تضامن عالمي ووقفة عالمية جادة مع شعبنا المظلوم الذي لا يملك أي وسيلة للدفاع عن نفسه سوى من خلال الصمود والأباء والتمسك بالأرض والمقدسات والثوابت.