الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 14:02

بين الكوفية ورغيف الفلافل !!!


نُشر: 22/12/08 21:34

بين الكوفية ورغيف الفلافل , نصل صوب  المفترق الذي يؤدي بنا إلى دروب وعرة , مليئة بالصراعات والنزاع على إثبات هوية كل شيء حولك  , نتابع السير نحو بقايا صور معلقة على هامش المنعطف , وشريط ذاكرة صامت يبث أحداث مرور أكثر من ستين سنة على هذه الأرض .
في وسط زحمة الأحداث دوار محاط بعدة اندماجات تتوسطه مرآة ,تعكس عليك أن حقيقة كل ما تملكه هي أشــــــلاء مما تبقى لك من تراث ,ثقافة,  انتماء حتى لغة!
وأنك تصارع للحفاظ على متبقي منها بمخالب مغروزة , في حال كسر أحدهم  سينتزع منك ما تبقى.
" على هذه الأرض ما يستحق الحياة", وفيها أيضاً ما يسحق الحياة والعيش .
لم تولد فيها العدالة بعد , لازال جزء من أبنائها يعانوا الحصار والتجويع .
في هذه الأرض , نلمس التناقض والانتقاد , منذ أحداث الـ 48 وكل ما تلاها, من
احتلال ,استيطان وتهجير, نكبة واستقلال, لاجئ أو مواطن يحمل الهوية والجنسية التي يخاف أن تسقط منه حتى لو أراد أن يتنكر منها! 
نحن نعيش الاندماج مع "المحتلين", والحفاظ على الخطوط التي ما قبل الحمراء كي لا نسقط في هاوية الانصهار بمجتمعاتهم.
ثقافة الاحتلال تعدت حدود القرية والأرض , بدأ يتفشى داء التهويد و"الأسرلة" أكثر كل يوم . كل ما ينبض بدم عربي , بدأ يزفر بهواء متشبع" بالاسرلة" والتهويد , من الموسيقى والألحان  المستنسخة , الطعام إلى أن وصلنا إلى رغيف الفلافل والكوفية !

الكوفية , الحطة , الشماغ أو الغترة أسماء متعددة  لغطاء الرأس عند الرجال.
ربما كان ارتداء شخص كعرفات والانتفاضة أو حتى رسومات ناجي العلي ,أثر في توسع  وانتشار الثوب والتطريز الفلسطيني و خاصة الكوفية ضمن الأسواق ومزاج الموضة العالمية , حيث اعتمدها الكثيرين في العالم كإكسسوار عالمي ,من الفرد العادي إلى المشاهير.
بداية هذه الظاهرة كانت ملفتة, من حيث الألوان الجديدة المستخدمة وتغير بعض ملامحها الأصلية والخروج عن الكوفية التقليدية.
كان رد فعل غير ثابت إذ لاقى الأمر انزعاجاً لدى بعض الشباب في معمورة العروبة لسبب أخذها من رمز وانتماء للثقافة العربية إلى موضة عالميه, مما اضطرهم للقيام  ببعض الحملات عبر صفحات الانترنت, تناهض هذه الطفرة التي ستزول مع دخول ثوب جديد يغزو ساحات العرض.
حظيت الكوفية بأن تروج عالميا كسلعة تباع , مرفقة بعلامة استفهام , إن كان المستهلك الغربي  يملك المعلومة حول ما يخفي هذا "الوشاح" بين طيات أنسجته  وارتباطه بشعب كامل من المحيط إلى الخليج؟!
لأنه من الممكن أن يجهل مدى امتداد صلته بالعرب وإنه جزء من تاريخهم و ارتباطه بعنف الثوار العرب المقاتلين والمتمردين على الاحتلال والاستعمار الغربي لبلادهم؟
و مدى اقترانه بالقضية والانتفاضة ألفلسطينيه ؟ وبأنه شعار لكل من هو موالي للقضية والمقاومة ألفلسطينيه وضد السياسة الاسرائيليه. في تظاهراتنا ومسيراتنا لا نتخلى عن ارتداءه,في أي ذكرى وحدث كان .
كــوفيـــة جديدة تعرض في الاســــواق المحلية وستكون منافساً للكوفية العربية!.
 لقد تأسـرلــت الكـــوفية وهودت كما هودت معالم هذه الأرض , لقد طرز على أنسجتها  نجمـــة داوود ألسداسيه , وتحول لونها من الأبيض والأسود , إلى الأبيض والأزرق! شيء مألوف على إسرائيل أن تســــتولـــي على كل شيء حتى على صحن الحمص والفول.
" واحد حمص و واحد فول ... بحبك يا همشمار غفول " !!! هذه المقولة أصبحت شعار حرس الحدود الإسرائيلي لدى اعتقاله "مطلوبينه".عليك أن تردد هذه المقولة كي لا تطول إقامتك في السجن ؟!
أما بالنسبة لرغيف الفـــلافــل ,فقد أصبح يحمل ..."الجنـــسية الاســرائيلـيه, ويحتفل باستقــلال هذه ألدوله وسينــشد هتكــفا" ! كما انه غرز على آخر حبة فلافل سقطت داخله علم إسرائيل!!!
كان من المستفز رؤية علم صغير يرفرف فوق رغيف الفلافل ضمن اثنتا عشر صورة لرزنامة  قد سوقت في المحال التجارية إبان رأس السنة لدى الطائفة اليهودية , وكأنها وجـه من وجــوه ثقافــة الدولة!, تعودت العين على رؤية الحدائق البهائيـة من ضمن هذه الوجوه , لكنها رفضت تقبل رغيف الفلافل و"عشيرته" من ضمنهم.
 
دولة الهجرة والاحتلال, الاندماج والانصهار , دولة الحضارات والثقافات المتعددة المستوردة الآتية داخل حقائب القادمين  والمهاجرين الجدد من أنحاء العالم , "اسرلت "كل ما على هذه الأرض! حتى "التــبولــه" التي وصفنا لأجلها بأننا " نأكل العشب "أصبحت من ضمن هذه ألقائمه.
في النهاية,لست ضد انتشار الزي الفلسطيني والثقافة ألفلسطينيه . لكن مقابل انتشارها كسلعة , علينا نشرها كثقافة وملكية تابعة لهذا الشعب والتحدث عن تاريخها وارتباطها بالفرد العربي , لأنه يوجد منا من استورد حتى لو من دون قصد ثقافة دول أخرى, من زيٍ ومأكل . لان هذه صناعة في حال أعجبتني سوف أقدم على اقتناءها.
 أجهل مدى اكتراث الشباب العربي حول "أسرلة" الحطة أو الكوفية العربية , لكن صدى صوت العديد منهم بدا مسموعاً.
أشك بأن تصنع الكوفية الاســرائيلـيه في مصانع  محلية لدعم صناعة " ابيض , أزرق" ,بينما أكاد أكون متأكدة من أن الكـــــوفية العربيــة  قد صنعت في الصين ,كما هو حال  الشماغ الخليجي الذي هو سعودي مئة بالمائة لكنه صنع في لندن.
لا يوجد نزاع حول إن كان "السوشي" أكل ياباني يعرض على مائدة الطعام الصيني أو التايلندي , لكن في حال انه تم مسابقة عالمية بين طاه عربي وآخر إسرائيلي , سوف يشب نزاع على ملكية وحق وأصل هذه الأكلة!
اقدر على أن يكون الحل بين أعضاء لجنة الحكم لهذا النزاع, متشابها لحل هيئة الأمم  حول ملكية الأرض ومدينة القدس :-
كدولة و عاصمة واحدة لشــعبيــن , ستمنح جائزة واحـــدة للطـــاهيين , وفيما بعد , سوف يصبح التراث والثقافة ملكـــــا للشــــعبين!!! . نختلف عنهم من هذه الناحية ’ بأننا من الشعوب التي تملك حضارة وثقافة متعارف عليها عالمياً, وهم من قراصنة الحضارات والثقافات التراث الأكل الشعبي, الأغاني, الأمثال والاهم من ذلك القرية والأرض.

 


 

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
4.00
EUR
4.66
GBP
238509.62
BTC
0.51
CNY