* الحديث عن مراكز بث هوائيات خليوية ظاهرة ومخفية مقابل مبالغ مالية كبيرة والاهالي يصرخون خوفاً بعد ارتفاع عدد المصابين بمرض السرطان
* بشير عبد الرازق عن البلدية: "منح التراخيص ليس من صلاحياتنا"

اجرت صحيفة "كل العرب" تحقيقا حول هوائيات البث الخليوية، وكشف التحقيق النقاب عن وجود 32 مركز بث خليوي في محيط مدينة الناصرة لوحدها، وجاء في التقرير الذي نشرته الصحيفة انها حصلت على قائمة حديثة ومحتلنة من وزارة حماية البيئة لأماكن نصب الهوائيات المرخصة في مدينة الناصرة، ومن خلال جولة ميدانية الى الأماكن المذكورة والى أحياء مختلفة، وبعد الاستعانة بالخارطة التفاعلية على شبكة الانترنت لوزارة البيئة، تبين ان هنالك هوائيات ظاهرة ومخفية وتتواجد على بعد قليل من أماكن مركزية في المدينة تستقطب يوميا مئات المواطنين الكبار والصغار، مثل المدارس، المستشفيات، العيادات، المراكز الجماهيرية والتجارية وغيرها من مؤسسات وبنايات. وعلى سبيل الذكر لا الحصر، في حي المطران الذي تتواجد فيه عدة مدارس، وهي مدرسة المطران، المخلص، ومدرسة ابراهيم طوقان، ومؤسسات اخرى، تم إحصاء 6 هوائيات على الأقل، وكل 3 هوائيات قريبة من بعضها البعض،( كما ظهر في الخارطة التفاعلية لوزارة البيئة) وإحدى الهوائيات كانت قد نصبت على سطح فندق "جراند نيو" كما أظهرت قائمة وزارة حماية البيئة. اما في مركز المدينة فجاء في القائمة ان هنالك هوائية على بناية فرع بنك هبوعليم (عمارة احمد عفيفي) مع العلم انها تتواجد في محيط الهوائية عدة مدارس ومن بينها مدرسة الفرنسيسكان، تيراسانطة، مدرسة الحرش، وفي البناية نفسها توجد مكاتب هامة يرتادها مئات المواطنين في كل يوم. أما في حي النمساوي، فيتضح من القائمة أن هنالك هوائية عنوانها المستشفى الايطالي (النمساوي) وهو على مقربة من مدرسة مار يوسف الشاملة. كما أظهرت القائمة انه توجد هوائية أخرى في المستشفى الانجليزي أيضا.

ورد مكتب وزارة البيئة على توجه الصحيفة بانه يوجد "في مدينة الناصرة 32 موقع بث هوائيات خلوية مرخصة من حيث تشغيلها وقياس مستوى الإشعاع المنبعث منها. الإشعاعات التي تنبعث من الهوائيات المرخصة لا تشكل خطرا على صحة الجمهور في المحيط القريب منها. وفي حالة اكتشاف هوائيات غير مرخصة تستصدر الوزارة اوامر قضائية بإزالتها،  اما بالنسبة لمرض السرطان فتعمل الوزارة وفق تعليمات منظمة الطب العالمية، وتتبرع بأموال من اجل تمويل ابحاث بهذا الخصوص، وحتى اليوم وبعد مئة سنة من الابحاث في مجال اشعاعات الراديو، وعشرة اعوام بحث في مجال الامواج الخليوية، اتضح ان التأثير الوحيد نتيجة التعرض لإشعاع الراديو هو تأثير حراري قد يؤدي الى احراق طبقات الجلد التي تتعرض للإشعاع، وبالرغم من ذلك فان الوزارة تعمل ضمن سياسة الحذر وتحديد قوة الإشعاعات بأقل قدر حددته منظمة الصحة العالمية".

كافة مواقع البث الموجودة والمشغلة في البلاد بما في ذلك مدينة الناصرة، تخضع لسلطة القانون ومصادق عليها من قبل وزارة حماية البيئة التي تضمن سلامة عملها واستيفاءها لجميع معايير وأنظمة السلامة والأمان الأكثر صرامة. وعن علاقة الاشعاعات بالامراض وتخوف السكان، فجاء في الرد: "لا شك أن هنالك قلقا من وجود الهوائيات الخليوية وهذا أمر مفهوم، لكن بحسب منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة لا علاقة بين الإشعاع الصادر من الهوائيات الخليوية والهواتف الخليوية وانتشار الأمراض على مختلف أنواعها. وخلافا لتخوفات الجمهور، فان زيادة الهوائيات الخليوية (الأنتينات) يقلل من قوة الأشعة الخليوية. جميع الخبراء في هذا المجال متفقون أنه من أجل تقليل قوة إشعاع الأنتينا الخليوية والهاتف الخليوي على حد سواء يجب تقليل البعد ما بين الأنتينا والهاتف الخليوي. وبناء على هذا من المستحسن زيادة عدد الهوائيات الخليوية في المجمعات السكنية التي تكتظ بالسكان بهدف تقليل قوة البث. وان وزارة حماية البيئة ووزارة الصحة توصيان بزيادة عدد الهوائيات الخليوية بهدف تقليل قوة البث والأشعة الخليوية المنبعثة من الهواتف الخليوية ومواقع البث الخليوي".

وردت ادارة المستشفى الايطالي ان الهوائية الموجودة في المستشفى هي هوائية صغيرة ولا ينبعث منها اشعاع خارج الغرفة التي وضعت فيها الهوائية وأجهزتها. وأشارت ادارة المستشفى الى أن وزارة حماية البيئة قامت باجراء عملية فحص وقياس نسبة الاشعاع المنبعث من الهوائية في ساحة المستشفى وأظهرت النتائج ان نسبة الاشعاع هي صفر.
وجاء رد بلدية الناصرة من المهندس بشير عبد الرازق، نائب الرئيس ومسؤول قسم الهندسة في البلدية ورئيس اللجنة المحلية للتنظيم والبناء وقال ان عملية المصادقة على تراخيص لنصب هوائيات خلوية تتم من خلال لجنة التنظيم والبناء اللوائية وليس عن طريق اللجنة المحلية التي تعمل في إطار البلدية. وأشار عبد الرازق ان قسم الهندسة في بلدية الناصرة وبالتعاون مع باقي الاقسام في اوج حملة للكشف عن الهوائيات في مدينة الناصرة والتي قسم منها بدون ترخيص والعمل على ازالتها. فيما حاولت "كل العرب" الحصول على تعقيب السيد احمد عفيفي صاحب عمارة بنك "هبوعليم" وتعذر الحصول على تعقيبه لتواجده خارج البلاد.