بداية، باسم جميع أهالي مدينة عكا العرب، أرفع أسمى آيات الشكر والعرفان، لعشرات الآلاف من وسطنا العربي الذين اختاروا عكا القديمة لقضاء عيد الأضحى المبارك فيها، رغم برودة الطقس وأحواله الماطرة، حيث نعتبر قدوم تلك الأعداد المباركة من العائلات العربية إلى عكا في يوم العيد تضامنا حقيقيا وصادقا مع أهلها، أدى إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية لمئات المحال التجارية والعائلات العكية، وإلى شعور المواطن العربي العكي بالافتخار لانتمائه لبلده وموطنه وثباته على أرضه. وهذه مناسبة طيبة نهنئ من خلالها أبناء شعبنا من الطائفتين المسلمة والدروز بمناسبة عيد الأضحى المبارك، كما نهنئ أبناء شعبنا من الطوائف المسيحية بحلول ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام، فكل عام وجميع أبناء وطننا بألف خير.

الأيام تمضي بشكل سريع، ولم تبق إلا عشرة أيام لتسجيل القوائم لانتخابات الكنيست. والصورة واضحة لجميع قادة الأحزاب العربية بأن كل استطلاعات الرأي تشير إلى تزايد قوة اليمين الإسرائيلي المتطرف، مما يشكل خطرا كبيرا على الوجود والصمود العربي في داخل البلاد. كما أننا على يقين بأن بإمكاننا وبأيدينا أن نوقف أو على الأقل أن نقلل من هذا الخطر الجدي، وأن نمنع من اليمين المتطرف تشكيل "حكومة حرب وترانسفير"، فلماذا لا تتعالى القيادات العربية عن المصالح الحزبية الضيقة، ولماذا لا نعطي للمواطنين العرب محفزا عظيما للخروج للتصويت وللمشاركة الفاعلة في انتخابات الكنيست القريبة، وذلك من خلال وحدة الصف العربي، والتي تعتبر في رأس سلم أولويات المرحلة القادمة، وحتى تكون وحدتنا درسا عظيما للقادة الفلسطينيين من فتح وحماس أن عليهم هم أيضا توحيد صفوفهم لمواجهة المرحلة المقبلة ولبناء الدولة الفلسطينية المستقلة، ولكن حتى تكون لدينا نحن القدرة على التوجه لأشقائنا الفلسطينيين بضرورة التوحد يجب علينا أن نكون نحن أولا موحدين. وكما ننظر نحن إلى فرقة الفصائل الفلسطينية بأنها مأساة، كذلك ينظر أبناء وسطنا العربي في الداخل إلى فرقتنا نحن الأحزاب العربية على أنها مأساة، خاصة في وقت اجتمعت فيه كلمة كل الأحزاب الصهيونية على "يهودية الدولة".

نحن في حزب الوسط العربي نعلن عن استعدادنا الكامل لضرورة وحدة جميع القوى الحزبية الفاعلة في الوسط العربي، الإسلامية والقومية والوطنية، لأن مثل هذه الوحدة هي أمل ومطلب أهلنا وأبنائنا في الوسط العربي.