الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 07:01

30 عام على رحيل شاعر الأرض


نُشر: 11/02/07 17:42

من: تيجان أفندي
نظمت جمعية "ديرتنا" داخل أراضي48 أمسية خاصة، تولى عرافتها الإذاعي محمد يونس، احتفاء بالذكرى الثلاثين لرحيل الشاعر الفلسطيني راشد حسين، أحد أركان الأدب المقاوم. وذلك بمبادرة، مها مصالحة-زحالقة، مديرة قسم الثقافة في مجلس كفر قرع المحلي، وكان نائب رئيس المجلس المحلي، المحامي جمال أبو فنة قد رحب بالضيوف باسم السلطة المحلية. وتطرق الدكتور مصطفى كبها إلى راشد حسين الصحفي المبدع ولفت إلى أن الراحل كان من أفضل الكتاب في الصحف الفلسطينية منوها إلى إهمال شخصيته الصحفية وأضاف" كتب راشد المئات من المقالات في زوايا مختلفة منها " من أفواه الناس" و"كلام" موزون" و"الحكاية" ضمن صحف المرصاد والفجر والاتحاد ونشرات الأرض وفيها برز صحفيا متمرسا يتسم بالشجاعة والصراحة والأسلوب الساخر المؤثر وأضاف " تأثر راشد بكتاباته بحسنين هيكل. وأكد كبها الباحث بالتاريخ والأعلام أن راشد امتاز بالكتابة الناقدة اللاذعة والتصويرية ضد السلطات الإسرائيلية والمجتمع العربي أيضا لافتا إلى دفاعه عن الفكر القومي ومناوشاته مع الشيوعيين وأضاف" في قصائده ومقالاته كان راشد من أوائل المؤسسين للرواية التاريخية الفلسطينية ولا شك أنه من أبرز المعالم الثقافية في أراضي48 أبان فترة الحكم العسكري. وأشار كبها لحوارات راشد الساخنة مع مثقفين إسرائيليين فكان يؤكد لهم أن السد بين الشعبين ليس من زجاج أو الصخر بل أنه في القلوب تأكيدا على صعوبة هدمه وأضاف" بهذه المناسبة أرغب بضحد محاولات الغمز واللمز على راشد الذي يشاع أحيانا وكأنه نشط في صفوف حزب مبام وأضاف" راشد كتب وعمل في صحف مبام لكنه لم ينتم له ولدي نسخة العقد بين الطرفين وفيها يحفظ لراشح حق التعبير كما يشاء ".



وقدم الشاعر.د فاروق مواسي محاضرة عن السخرية والمرارة في أشعار راشد حسين ونوه لأسلوبه الساخر على خطى الجاحظ والمازني والحكيم والشدياق وسواهم. وتلا مواسي قصيدته التي تلاها يوم الجنازة " يا راشد".
كما تحدث الأستاذ طلعت شرقاوي أحد أتراب راشد في مدرسة "الأميرية" في مدينة أم الفحم ومدرسة الجليل في الناصرة فلفت الى تفوقه وإبداعه في جيل مبكرة إضافة لكونه صديقا وفيا سخيا وأضاف" بعد تخرجه عمل مدرسا لكنه ما لبث أن ترك المهنة غير أبه باحتجاجات ذويه حرصا على الوظيفة". وتطرق شرقاوي للملاحقات السلطوية التي تعرض لها راشد حسين إلى أن رحل للولايات المتحدة كبعض المثقفين الفلسطينيين الذين خرجوا للبحث عن أفق جديد بالفضاء الواسع أمثال فوزي الأسمر ورستم البستاني وإبراهيم شباط. كما ألقى رأفت أغبارية الشاعر الشاب قريب الشاعر الراحل قصيدة "الغلة الحمراء".


شاعر الارض راشد حسين

وكان راشد حسين الذي ولد في قرية مصمص في المثلث الشمالي سنة 1936 وتلقى تعليمه في حيفا والناصرة وأم الفحم قد بدأ يقرض الشعر بسن مبكرة وأصدر ديوانه الأول وهو بالعشرين من عمره. عرف راشد كمؤسس لشعر المقاومة الفلسطيني الملتزم في الداخل، وأصبح أحد رموزه لدى الجماهير التي حفظت قصائده وتغنت بها. يشار إلى أن راشد حسين كان من نشطاء حركة الأرض ومحررا ً لنشرتها السياسية وقد تعرض للملاحقة والاضطهاد من قبل السلطات الإسرائيلية، وفصل من عمله كمدرس بعد عام واحد فقط من تعيينه. كما عمل محرراً لمجلة "الفجر" والمرصاد " والمصوّر قبل أن يغادر البلاد لأمريكا عام 1966 حيث نشط من أجل قضية شعبه إعلاميا وسياسيا إلى أن قضى جراء احتراق شقته في نيويورك.
وكان الآلاف من أبناء شعبه من جهتي الخط الأخضر قد شاركوا في تشييع جثمانه في مسقط رأسه، مصمص، التي رفعت في مدخلها لافتات مهيبة تقول  " الوطن يرحب بابنه العائد "  ! و " راشد يرحب بضيوفه الكرام ".
وأفادنا الكاتب الأديب حنا أبو حنا مع الفجر" كانت مجموعته الشعرية الأولى التي أبرزت مدى عمق الصلة بين راشد حسين وبين  قضية اللاجئين كما يبدو في قصائد " الخيمة السوداء" و"الام اللاجئين" و"أزهار من جهنم" وأضاف" في ديوانه الثاني " صواريخ" تتألق الروح الوطنية للشاعر. وأضاف "حينما اعتقلت عام 1958 توقفت عن كتابة زاويتي الأسبوعية في صحيفة " الاتحاد" –" وحي الأيام" أخذ راشد يعبئها بقصائد من لدنه موقعا باسم مستعار. راشد، وهو من الرعيل الأول من جيل ما قبل النكبة وبعدها ،شاعر نضجت موهبته بمرحلة مبكرة والمؤسف أنه رحل. وهناك كتب القصائد واستعاد نشاطه الأدبي الواسع وهو لا شك من أركان الحركة الأدبية الفلسطينية. راشد هو الحلقة الوسطى بيني وبين محمود درويش. "وقال أبو حنا أن قصيدة راشد تتميز بالرشاقة وبلغته المكتوبة على طريقة السهل الممتنع فالألفاظ بسيطة لكنها تصور لوحات جميلة سيما اللوحات الوطنية المهمة.


الشاعر راشد حسين مع القدومي

ودعا الشاعر سميح القاسم لتكريم الراحل بشكل مميزة واقترح تسمية قريته "الراشدية" أو إطلاق اسمه على شارع وادي عارة. وقال القاسم أن راشد حسين هو مؤسس لمرحلة هامة من مراحل الشعر العربي في فلسطين لافتا إلى أن قصيدته قدمت مناخ المواجهة الفلسطينية-الصهيونية على الصعيد الشعري وأضاف " أقصد المواجهة الحياتية-اليومية بحكم تورطه بالحياة المشتركة بشكل قوي وعميق. في شعر راشد بدأت ملامح الأنسنة في المواجهة وغدت بين أنسان وأنسان بما يتعدى المواجهة السياسية والفكرية وانعكس ذلك في قصائده المتأخرة". وأوضح القاسم أن اغتراب راشد حسين أبعده عن بؤرة الحدث لكن اغترابه تحول إلى قصيدة حزينة ومؤثرة جدا منوها الى أن الحالة الشعرية رافقته في المنفى بقوة فلم يستعر مناخا شعريا جديدا بل اصطحب مناخه الشعري وحافظ عليه".
وحول تميز تجربته الشعرية قال القاسم أن قصيدة راشد حملت وجعا استثنائيا وتوقع أن يأتي زمن يقوم فيه النقاد بمعاينة تجربة راشد بقراءة جديدة يبقي الضوء على مواقفه الوطنية والقومية والإنسانية الراقية وأضاف" تميز راشد بأنه لم يجامل المناخ الغوغائي الدهمائي فاحترم قصيدته ووعيه وموقفه وعروبته وإسلامه وفلسطينيته وأمميته رافضا  العنصرية رفضا قاطعا ولدي على الأقل أصبحت مفاهيمه الإنسانية وسيلة استفيد منها وأدافع بها عن الأمة في العالم حيث أقدم راشد نموذجا للقصيدة وللروح الشعرية التقدمية والأممية في الشعر العربي".
ولماذا غادر راشد حسين ومحمود درويش البلاد فيما بقي سميح القاسم سألنا فقال الأخير أنه يفضل عدم الدخول بهذا الموضوع معتبرا إياه مؤجلا إلى ما بعد رحيلهم جميعا من هذا العالم. وأضاف" ومع ذلك ألفت لضرورة رؤية تفاوت الظروف فرحيل راشد ليس كرحيل محمود وينبغي التنبه للتفاصيل. طبعا هذه مسألة رؤيوية تاريخية بعيدة المدى وأنا مع الرؤية عابرة القارات والأزمنة".
ودعا القاسم إلى أنصاف تجربة راشد عبر دراسة جديدة لشعره تركز على خصائص نتاجه الاستثنائي. وكان الكاتب اللبناني ألياس خوري قد استذكر رحيل راشد حسين فقال في مقاله، "أعراب النهاية ":" الشاعر الفلسطيني الذي مات محترقا بسيجارته المشتعلة في شقته النيويوركية، لم يعد إلى وطنه. مات غريبا ووحيدا.
وقال الكاتب توفيق فياض وهو ممن كانت الغربة والمنافي نصيبه:"وشاء القدر أن أكون رفقة الشاعر محمود درويش في مركز الأبحاث الفلسطيني في بيروت حين أتاه الخبر تماما كما شاء حين مرّ بي ومحمود في حيفا مودعا وهو في طريقه إلى أمريكا عام 1966. بات عندنا ليلتها وكنا نسكن سوية.. وفي الصباح ودعنا إلى ميناء حيفا.. وارتحل.. وضع محمود سماعة الهاتف.. قال ودون أن ينظر إلي: تكسر صوته.. مات راشد حسين.. لقد احترق.. ثم أطرق طويلا، تاركا لغرته المناسبة على كفه المظللة لدمعه وهو يتمتم.. كنت أعرف يا راشد.. كنت أعرف.. فقد كانت النيران دوما تسكنك طيف راشد حسين يقترب من طيف محمد الماغوط. شاعران كتبا النهاية بجسديهما. الأول احترق والثاني تورّم فيه القهر والانحلال. الأول لم يعد الى وطنه، والثاني لم يعد وطنه اليه.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.70
USD
3.98
EUR
4.62
GBP
230783.84
BTC
0.51
CNY