لقد تميز الحضور السياسي الامريكي في المحافل الدولية بالحضور القوي منذ الحرب االعالمية الاولى ورسخ هذا الحضور مؤسسات الدولة الامريكية وخاصة مؤسسة الرئاسة الممثلة بالرئيس القوي والحكومة القومية ومؤسسة البرلمان الممثلة بالكونغرس الامريكي ومؤسس القضاء والمحكمة العليا ، وتجلى هذا بحضور سياسي خارجي قوي تمثل بالحضور العسكري الامريكي في العالم والحضور السياسي القوي والمؤثر في القضايا الدولية والاقليمية الشائكه.

ولعبت شخصية الرئيس الامريكي على مر السنين دورا محوريا وفاعلا في السياسية الامريكية الداخلية والخارجية ، وذلك استنادا الى عوامل ومؤثرات فاعلة ومهمة وضاغطة بتوجهات داخلية وخارجية وانعكاسات قوية سياسية واقتصاديا وعسكريا ودبلوماسيا ، تنعكس على ثقة الجمهور الامريكي ومدى تحقيق التطلعات الخاصة بالناخبين من كل رئيس منتخب وخاصة في سنوات حكمه الاولى وتاثير ذلك على مزاج الناخب الامريكي وخاصة فئة المترددين والصوت المرجح في الانتخابات.

تنستند قوة او ضعف الرئيس الامريكي الى عدة مؤشرات اهمها مدى الدعم الذي يلقاه من الكونغرس الامريكي ومدى ارتفاع شعبيته في استطلاعات الراي المحلية ومدى تاثير الولايات المتحدة في القضايا الدولية والسياسة العالمية ومستوى التضخم في الولايات المتحدة والوضع الاقتصادي الداخلي ، واذا حللنا هذه المتغيرات والعوامل والمؤثرات في سنوات حكم الرئيس باين الاولى فنرى ان لدينا رئيس ضعيف باغلبية ديمقراطية بسيطة في مجلس النواب وتعادل بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ واغلبية جمهورية محافظة في قضاة المحكمة العليا واستطلاعات راي تعطي شعبية منخفضة جدا للرئيس وتاثير سياسي خارجي معدوم في القضايا السياسية الدولية ونسبة تضخم عالية ومرتفعه في الاقتصاد الامريكي وغلاء في اسعار المواد الغذائية والاولية والمحروقات وتراجع دور الولايات المتحدة في التاثير في السياسة الدولية ، اضف الى ذلك ضعف الرئيس والحالة الصحية المتردية له وضعف نائبته وقلة خبرتاها في السياسة الدولية ، كل هذه العوامل والمؤشرات اجتمعت مع بعضها حتى اصبح من الواضح ان من يسكن البيت الابيض في واشنطن مثالا للرئيس الضعيف في الولايات المتحدة الامريكية.

هذا الضعف والتراجع السياسي والوضع الاقتصادي الصعب في الولايات المتحدة الامريكية سيكون له ارتدادات قوية وقريبة في الانتخابات النصفية في نوفمبر 2022 في سيطره جمهورية على الكونغرس الامريكي بشقيه النواب والشيوخ وخسارة الديمقراطيين لعدد من حكام الولايات مما يضعف الرئيس الامريكي بشكل اكثر وقد يصبح الرئيس بايدن اضعف رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية ويكون لذلك انعكاس قوية في خسارة مرشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية في نوفمبر من العام 2024 ، ويصبح الرئيس جوزيف بايدن رئيس يضرب به المثل كمثالا للرئيس الضعيف او الرئيس الاضعف في تاريخ الرؤساء الامريكيين الذي سكنوا البيت الابيض على مدى تاريخ الولايات المتحدة الامريكية.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com