اختتمت  يوم الجمعة 15 تموز/ يوليو وقائع الجلسة السنوية للجماعة الإسلامية الأحمدية في الديار المقدسة والتي استمرت على مدار يومين متتاليين في حيفا.

بدأت فعاليات يوم الجمعة بأداء صلاة التهجد جماعة في مسجد الجماعة الكائن في حيّ الكبابير غربي حيفا، كما أدى المجتمعون صلاة الجمعة التي أمها الأستاذ محمد شريف وركز في خطبته على تبيان المشابهة بين حالة العالم إبّان بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وبين حال العالم في زمننا هذا حيث عادت الجاهلية في أقوى صورها تنشر العنف والجريمة وشريعة الغاب.

وعند الساعة الخامسة مساءً اشترك الحاضرون بمراسم رفع لواء الأحمدية الذي له طقوس وتقاليد شديدة الدقة والاحترام، ليتوجه الجميع بعدها إلى قاعة أسفل المسجد حيث بدأت الفقرة الثانية للجلسة برئاسة المربي شمس الدين مالاباري والتي تضمنت مجموعة من الفعاليات والخطابات.

عند حوالي الساعة 20:15 انطلقت فعاليات الفقرة الثالثة (الختامية)، وقد ترأسها السيد محمد شريف عودة أمير الجماعة في البلاد، وقدم التلاوة السيد حسين المصري ضيف الجلسة القادم من المملكة الأردنية الهاشمية، تلى ذلك إنشاد أبيات من قصيدة عربية عمودية من نظم مؤسس الجماعة، قدمها السيد فرج عودة، ثم خطاب حول سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في رفع الظلم عن البشرية، قدمها الداعية "شمس الدين مالاباري" المربي المسؤول في مركز الجماعة في الكبابير والوافد من الهند، والتي ركز فيها على نبذة من تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم وسنته التي كان لها الدور الكبير في إقامة العدل في العالم منطلقا من أصعب بقاع الأرض وأكثر المجتمعات بعدا عن التحضر إلا أن حضرته نجح في تأسيس مملكة العدل والإحسان ورفع الظلم عن الضعفاء والمسحوقين ولغى التمييز والعنصرية وأحل محلها العدل والمساواة أمام القانون، وجعل التفاضل في الأخلاق والتقوى، وجعل الأخوة والحب الخالص والمواساة والإحسان هي السمات التي نهضت بالمجتمع العربي ليسبق أكبر الحضارات آنذاك، الفرس والروم.

وبعد هذا الخطاب عرض فيلم وثائقي يسجل شهادات مجموعة من الأحمديين، من بلاد مختلفة، حول تجاربهم الروحانية الشخصية. وقد اختتمت الجلسة بدعاء جماعي صامت.

يذكر أن هذه الجلسة استمرت على مدار يومين متتاليين نطق اليوم الأول، الخميس، باللغة العبرية وشهد بث رسالة مصورة أبرقها رئيس الدولة اسحق هيرتسوغ مباركا ومثمّنا دور الجماعة في حفظ الانسجام والتعايش في حيفا، بعد ذلك كانت الكلمة للأستاذ محمد شريف عودة أمير الجماعة في الديار المقدسة والتي تمحورت حول قيام الأمن العالمي من خلال معرفة الخالق والتخلق بأخلاقه تعالى. وقد كانت لرئيسة بلدية حيفا د. عينات كالش كلمة هامة ثمنت من خلالها دور الجماعة في حفظ النسيج والفسيفساء المميزة لمدينة حيفا. هذا وقد حضر القاضي زايد فلاح والسفير التنزاني "أليكس كالوا" ومندوب عن القائد الروحي لطائفة الموحدين الدروز "موفّق طريف" إضافة إلى لفيف من رجال الدين اليهود والمسيحيين، ورئيس جامعة بار ايلان هيرزكوفيتش الذي قال: "حضرة الأمير أنت تستحق لقب المايسترو كونك تنشيء انسجاما بين أفكار وأديان عديدة وذلك عن طريق خطابك، أفكارك وإيمانك، وأسلوبك تجاه الناس..".

يشار إلى أنه قد أقيم على هامش الجلسة معرض صور، كتب ومنشورات محطات شهدت نقاشات هادئة أجاب فيها المنظمون عن تساؤلات الضيوف الذين توافدوا من المناطق المحلية وبلدان مختلفة كالأردن والمغرب والنرويج وألمانيا وهولندا وبريطانيا والأراضي الفلسطينية، ووصل عدد المشاركين نحو 800 شخص.