الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 20:01

جمهورنا العربي والضغوطات الحياتية/ بقلم: مرعي حيادري

مرعي حيادري
نُشر: 06/07/22 09:37,  حُتلن: 11:57

مجتمعنا العربي فلسطيني الهوية في داخل إسرائيل اليوم ،لهو مجتمع محاط بكم من الإشكاليات الاجتماعية الحياتية ، والفكرية والثقافية ، ناهيك عن الظاهرة الاقتصادية ،فكل الصور مجتمعة ، وفي ظل غياب المساواة مع الآخرين من المجتمع اليهودي ،يبقى تحت وطأة الظلم والمعاناة معاملة في التنظير والتنفيذ معا ، فنسمع الوعود غير الآبهة من منطلقات عدة وعديدة وأهمها أننا شعب عربي فلسطيني في نظر أولاد العمومة اعداء لهم ، على الرغم من أننا عشنا معا ردحا من الزمن لا بأس به من السنوات (أربعة وسبعين عاما)،!! ومع ذلك ورغم أننا بنينا القسم الأكبر من تلك الدولة ومناحيها بكل مشاربها المختلفة، إلا أن عدم الثقة ،تبقى العلامة الفارقة في التصرف مع هذه الشريحة كأقلية تأتي مكانتها في مراتب متدنية في نظر كافة الحكومات المتعاقبة ،
وخاصة مع من أقتربوا منها وكانوا الجنود المخلصين بكل ما للكلمة من معنى، لا بل هم هؤلاء من ذاقوا الأمرين في التعامل المزدوج وكشف الأوراق المزورة من وعود لا رصيد لها إطلاقا، في ظل تصعيد اليمين والتحريض الراهن من على منبر اكبر مجلس تشريعي ،إلا وهو الكنيست الإسرائيلى..

المشاكل الاجتماعية:
______

منبعها عدم الأهتمام بضائقة العمل التي تشكل الجزء الأهم والمركب الرئيسي وتسجيل أعلى نسبة من البطالة في المدن والقرى العربية، والدليل على ذلك مكتب العمل والبطالة في سخنين مدينتنا، فبدل أن يجعلوا المستثمرين ويشجعونهم بالقدوم لإقامة مصانع التشغيل وحل مشكلة البطالة ،يهتمون في فتح مكاتب العمل لنا،وهذا يسمونه إنجازا للأسف..! حري في الحكومة أن تعمل على توسيع مسطحات نفوذ القرى والمدن العربية لتشجيع الأستثمار في هذه المناطق فهل من سامع لتلك المطالب..؟!

الجانب الزراعي:
____

تم إقفال ملف الزراعة في القرى والمدن العربية،بل بسياستهم العنصرية سرقوا كل ماهو أسمه (فلاح عربي) وزراعة عربية تم نقلها إلى (الموشافيم والكيبوتسات) ،فبعد أن كان المواطن العربي يفلح الأرض ويربي الدواجن والبقر وينتج الحليب ،أوقفوا ذلك الجانب وجعلوه منهيا، ناهيك عن أن ما تبقى لنا في الجليل من سهل البطوف الذي تمر من أراضينا قناة المياه القطرية حين تمت مصادرة الأرض بسنوات الستين، وللأسف حتى يومنا هذا وبعد أربع وسبعين عام، ما زال سهل البطوف وأراضيه دون الري..؟! فقد أغلقوا مصانع رب البندورة ومصانع شمندر السكر بعد أن كانت المصدر الرئيس للمزارع العربي،حتى اعدموه نهائيا ،واليوم نرى سهل البطوف يبكي الماضي الذي كان..!

الأرض والمسكن والجانب الثقافي:
_________

في سنوات الخمسينات والستينات وأوائل السبعينات، لم تكن هناك نهضة معمارية كما هو اليوم في المدن والقرى العربية، فقد كنا نملك قسما لا بأس به من الأراضي الزراعية وكانت القسائم متوفرة لأراضي البناء بخلاف ما تم تحديثه في سنوات الثمانينات ومصادرة القسم الأكبر في مناطق الجليل والمثلث والنقب، بحجة أنها مناطق عسكريه وما كان من ورائها ألا المصادرة لصالح أقامة الكيبوتسات والموشافيم من المستوطنين الجدد، والهدف تغيير المعالم الجغرافية الفلسطينية لصالح دولة اسرائيل..
حيث تضع إسرائيل يد ملكيتها على نسبة 97 % من أراضي الدوله ونسبة ال 3% وهي ما تبقى للجمهور العربي من أراض زراعية وأراض للبناء..
الجانب الثقافي التعليمي، ليس ببعيد عن تلك الإحصائيات من قبول الطلاب العرب المتدني في جامعات وكليات إسرائيل ، حيث تتم التسهيلات لمن يخدمون في الجيش والخدمة الوطنية التي لا تنطبق على كافة الشرائح العربية ،الا في القليل من بعض الطوائف والأجحاف يلاحقها حتى ضمن من هم في خدمة المؤسسات التعليمية العليا والأكاديمية ،فهم السابقون في الاجحاف والتمييز في هذا المجال،ناهيك عن الفبركة في مناهج التاريخ والتعليم والجغرافيا ومعالم الدولة والمدنيات وتحريف ما تأقلمنا عليه ماضيا..

طبعا هناك إرهاصات حياتية يومية شاملة بكل نواحي الحياة ،ومنها غلاء المعيشة ورفع السلع الغذائية ورفع
أسعار المحروقات، ناهيك عن المصروفات الجانبية اليومية للعوائل كثيرة الاولاد ومتوسطة الأولاد، فالحياة باهظة وخاصة لجمهورنا العربي ،وما يعانيه من تقصير وإهمال في الأجحاف بما ذكرناه آنفا وبكافة أشكال الطيف الحياتي..
نتوجه إلى الحكومات المتعاقبة ومؤسسات الدولة أن تضع في مقدمة اولوياتها مصلحة الجمهور العربي الذي يشكل نسبة 22%من مجمل سكان الدولة، بحيث ترتقي في تصوراتها أهمية وقيمة المواطن العربي في دولة إسرائيل..

فهل لوجودنا كنواب عرب في الكنيست على مدار 74 عام أي تأثير على مصالح الجمهور العربي..؟!

اللهم اني بلغت ،وأن كنت على خطأ فيقوموني.. 

مقالات متعلقة