الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 06:02

باحات مسجد بئر السبع تحولت لمتحف وساحة رقص وغناء

البلدية: الاحتفالات تُقام بطريقة لائقة ومحترمة

ياسر العقبي
نُشر: 20/06/22 16:10,  حُتلن: 22:49

في الفيديو| صلوات احتجاجية خارج ساحات المسجد عام 2015 + الشيخ المرحوم حسن ابو عبيد يلقي خطبة الجمعة من خارج أسوار المسجد الكبير في مايو/أيار 2015. (تصوير أرشيف: ياسر العقبي - كل العرب)

أعلن ناشطون وسياسيون من عرب النقب عن احتجاجهم على تحويل ساحات المسجد الكبير بمدينة بئر السبع، مساء كل يوم اثنين، إلى ساحات للغناء والرقص، بما لا يليق بقدسية المكان. ومن المتوقع أن تُعقد مساء اليوم جلسة طارئة للجنة التوجيه لعرب النقب وناشطين ورؤساء سلطات محلية في النقب، قبل ساعات من إقامة احتفال آخر في ساحات المسجد.

وفي يونيو وحزيران من كل عام تقوم شركة "كيفونيم-اتجاهات" التابعة لبلدية بئر السبع بتنظيم حفلات رقص وغناء في ساحات المسجد – التي منعت فيها حتى الصلاة الاحتجاجية للمسلمين العرب في النقب بذريعة "قرار المحكمة العليا"!

 

حفلات رقص وغناء في ساحات المسجد (تصوير: دنيئيل كوهن ودياغو ميتلبرغ)

مس واضح بكرامة المسلمين

الشيخ عطية الأعسم، رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، فقال لمراسل "كل العرب": "إقامة الحفلات الماجنة في ساحات المسجد هو مس واضح بكرامة المسلمين جميعا، حيث تعوّدت بلدية بئر السبع إقامة هذه الحفلات في ساحة المسجد للمس بشعور المسلمين، وفي الآونة الأخيرة هبطت أخلاق دنيلوفيتش إلى الحضيض ولبس لباس عداوة العرب والمسلمين، وهو يتعمد المس بهم من خلال هذه الحفلات في كل عام، ونحن نقول لليهود أصحاب العقيدة، هل ترضون أن تدخل الخنازير إلى معابدكم؟ نحن نعرف أن اليهود يرفضون دخول الخنازير إلى كنسهم لأنه يمس بشعورهم، ونحن تمس الخمور والغناء والرقص في ساحات مسجدنا بشعورنا، كما تمس الخنازير بهم. نطالب البلدية ورئيسها بالكف عن هذه المهاترات وهذا التعدي الواضح على شعورنا".


وقال الناشط السياسي يوسف الزيادين، من قرية وادي النعم، إنّ هذه الاحتفالات في ساحات المسجد غير مقبولة على المجتمع العربي والمسلم عامة، وأضاف في حديث لمراسل "كل العرب": "هذا المكان يجب أن يكون طاهرا بعيدا عن الصراعات وبعيدا عن كل شيء. نطالب بفتح المسجد وإعادته للمصلين المسلمين وليس للسكر والعربدة".


ووجه الزيادين أصابع الاتهام لرئيس بلدية بئر السبع، روبيك دنيلوفيتش، الذي وصفه بالعنصري وأضاف: "علينا مقاطعة هذه المدينة، في ظل الاحتفالات غير الأخلاقية التي هدفها إهانة الجمهور العربي في الجنوب ومحاولة فرض أمر واقع على الناس، خاصة وهم يعلمون أن جميع المسلمين يرفضون المساس بالأماكن المقدسة. هناك العديد من الساحات في مدينة بئر السبع – كالمسرح المفتوح شرقي المدينة – التي يمكنهم استخدامها للغناء والرقص والسكر والعربدة، واختيار ساحة المسجد هو دليل على عنصرية البلدية وعنصرية الشرطة والأجهزة الأمنية لخلق عداء معنا".

لجنه التوجيه لعرب النقب تستنكر

وفي بيان لها، استنكرت لجنة التوجيه بشدة تصرف بلدية بئر السبع بإقامة حفل غنائي في باحات المسجد حيث قالت إنه "اليوم وفي هذه الأجواء اليمينية المتطرف تقر بلدية بئر السبع إقامة حفل غنائي في ساحات المسجد. مسجد بئر السبع هو وقف إسلامي بحت وملك للمسلمين الذين هم السكان الأصلانيين لهذه البلاد ويجب اعادته إليهم فقط، لذا نطالب بالتوقف فورا عن المس بحرمة المسجد ومحيطه، والسماح للمسلمين بالصلاة فيه لسكان بئر السبع والمنطقة وممارسة الشعائر الدينية حق أساس لكل الديانات وموثق في القوانين الدولي".


رئيس لجنة التوجيه لعرب النقب، النائب السابق جمعة الزبارقة، قال لمراسل "كل العرب": "هذه الاحتفالات مرفوضة تماما علينا جملة وتفصيلا. وجهنا رسالة مناشدة لرئيس بلدية بئر السبع بأن يقوم بتغيير المكان، لأن هذا المكان باحة مسجد وهو مكان مقدس للمسلمين، وناشدناه بأن يلغي كل هذه الاحتفالات داخل ساحة المسجد. لدى بلدية بئر السبع مسرح خارجي كبير والعديد من المتنزهات التي يمكن أن تُقام فيها الحفلات – مثل متنزه وادي بئر السبع الأضخم في البلاد".
وتابع قائلا: "تلتئم جلسة للجنة التوجيه مع رؤساء المجالس في الجنوب، ومع اللجان الشعبية، من أجل مناقشة هذه القضية الخطيرة التي تمس بمشاعر المسلمين".

 

صلوات احتجاجية خارج ساحات المسجد عام 2015 | تصوير: أرشيف كل العرب

 

إرفعوا أيديكم عن مسجد بئر السبع

وتحت عنوان "إرفعوا أيديكم عن مسجد بئر السبع"، استنكر حزب الوفاء والإصلاح إقدام بلدية بئر السبع ومؤسسة "كيفونيم/اتجاهات" التابعة لها على "إقامة مهرجان صيفي موسيقي غنائي مع توابعه من خمور وغيرها وذلك مساء كل أثنين من شهرَي حزيران وتموز".
وجاء في البيان: "لم تكتفِ المؤسسة الإسرائيلية بما قامت به من تهجير ومجازر بحق أهلنا في ديرة بئر السبع، فحاولت التنكر للمسجد فحولته الى "متحف" بمنطق القوة، ولكن هذا لا يغير من الحقيقة شيئًا، فمسجد بئر السبع له تاريخ ضارب في جذور هذه الأرض منذ العام 1906، حيث بناه العثمانيون، وفي ساحته حيث يريد الإسرائيليون الرقص والغناء كان يلتقي الأهل والتّجار من كل أطراف الشام وسيناء. إزاء ذلك لا بدّ من رفع الصوت في وجه السلطات الإسرائيلية لتوقف نكأٌ جراح نكبة شعبنا بهذا الإنتهاك الصارخ لحرمة المسجد".

الصلاة الأخيرة عام 2015!

مسجد بئر السبع الذي بنى عام 1906 بإيدي العثمانيين والذي ساهم في بنائه أهالي بئر السبع العرب آنذاك بالإضافة للعشائر الموجودة في المنطقة، وكان مكان عبادة أيضا للتجار الذين يمروا من مصر الى بلاد الشام وشرقي الأردن


بعد دخول الانجليز الى فلسطين استمر المسلمون بالصلاة فيه حتى عام النكبة وعندما سقطت بئر السبع استعمل كسجن من قبل إسرائيل ومن ثم متحفا عاما. في العام 2002 أقرت بلدية بئر السبع إقامة مهرجان للخمور في ساحات المسجد والذي كان مفروض ان يشارك فيه أكثر من 30 منتجا للخمر مما ادى باحتجاجات من قبل سكان المنطقة وتم الغاؤه.


في العام 2011 وبعد صراع طويل مع بلدية بئر السبع والوصول إلى المحكمة العليا جاء الاقتراح منها الى تحويله لمتحف خاصا لثقافة الاسلام والشعوب الشرقية وما زال كذلك.
وكانت أول صلاة جمعة بعد الاستيلاء على المسجد حين احتلال مدينة بئر السبع جرت في سبتمبر/أيلول 2012 واستمر المسلمون بالصلاة خارج أسواره لسنوات، حيث كانت الصلوات احتجاجية ومطالبة بتحريره.


وتمّ إقامة صلاة الجمعة الأخيرة في العام 2015 لمدة أشهر، تلبية لدعوة اطلقها مجموعة شباب من أهالي النقب والمركز اطلقت على نفسها "نداء الأحرار" والتي منحت تصريحا قانونيا من شرطة بئر السبع، بعد أن توجه الشيخ المرحوم حسن أبو عبيد عضو بلدية الرملة طالباً هذا التصريح من الشرطة، للسماح للمسلمين بالصلاة في داخل المسجد. وقال الشيخ أبو عبيد رحمه الله في حينه إنّ الشرطة بررت منعها الصلاة داخل أسوار المسجد بوجود قرار من قبل المحكمة العليا الإسرائيلية "يمنع التظاهر والصلاة داخل أسوار المسجد القديم" الذي تم تحويله إلى متحف تابع لبلدية بئر السبع ولاحقا بأمر من المحكمة العليا تم تحويله إلى متحف الثقافة الإسلامية وشعوب الشرق – ولكن مُنعت الصلاة فيه.


وكان عشرات المسلمين العرب في النقب أدوا صلاة الجمعة بجانب أسوار المسجد والتي اتسعت بصعوبة لعدد كبير من المصلين، علما أنّ الصلاة توقفت هناك بعد فاجعة وفاة الشيخ في يونيو/حزيران 2016 عن 48 عاما بصورة مفاجئة، والذي كان من المناضلين لتحرير مسجد بئر السبع وإعادته إلى المسلمين البدو الذين قاموا ببنائه في بداية القرن الماضي بأموالهم. 

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.81
USD
4.09
EUR
4.77
GBP
246162.45
BTC
0.53
CNY