الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 01:02

جاجة حفرت على راسها عفرت

بقلم: السفير منجد صالح

منجد صالح
نُشر: 19/06/22 12:45,  حُتلن: 14:56

ينطبق هذا المثل الشعبي الفلسطيني على حال ومآل بعض الدول الاوروبية أو بعض الاشخاص من مواطنيها الذين يتعمّدون ويصرّون على الاساءة إلى النبي محمد (ص).
آخر المهرولين مع جوقة المُسيئين الغلطانين الغارقين في الجهل والضلال بالرغم من قشرة "الحضارة" والديمقراطية هي هولندا، أو كما يسمّونها "الاراضي المنخفضة" أي المخسوفة، "مخسوفة من دار أبوها" ولا تحتاج لمزيد من غضب الله حتى يخسفها بأهلها وبما اقترفت ايديهم.


الغرب المُتوحّش المنافق المداهن يملأ الدنيا صراخا ضد العرب والمسلمين على أيّ شيء، على أيّ صغيرة وكبيرة، أو أيّ موضوع حتى لو كانت "جرّة حبل"!!!! لكن هذا الغرب بذاته وبشحمه ولحمه وبصفاته يغرق في الاساءة لنبي الله، آخر المرسلين، الذي بُعث رحمة للعالمين، ولا نسمع أصواتا جدّية حُرّة تستنكر ذلك، لا من ماكرون ولا من ما يحزنون!!!!
سلسلة التجنّي والاساءات بدأت واستمرّت بوتيرة تصاعديّة دون انقطاع، منذ بداية الاساءة للإسلام كدين، من سلمان رشدي، بريطاني الجنسيّة، وتأليفه كتاب "الآيات الشيطانية"،... فضاقت عليه الارض بما رحبت وأهدر دمه من معظم الدول الاسلامية وعاش سنوات كخلد الارض تحت الارض في الظلام.


وتبعه في الاساءة بعد سنوات رسّام الكاريكاتير الدنمركي الذي رسم ونشر رسوما كاريكاتيريّة مسيئة للنبي محمد (ص)، وقد عاقبه الله، نعم عاقبه الله، ونحن نؤمن بذلك أن مات ميتة شنيعة، حيث صعدت على السيارة التي يتواجد فيها على الطريق السريع شاحنة ضخمة "بسّطته" وجعلته جثّة "مهروسة" تحت عجلاتها.
وتبعته في الفتنة والضلال جريدة شارلي أبيدو الفرنسية الساخرة، ونشرت الرسومات المسيئة وسخرت من آخر المرسلين (ص)، فنالت عقابها والعاملين فيها بالهجوم العقابي عليها ومقتل العديد من صحفيّيها.


وتبعها مؤخّرا "مُدرّس التاريخ الفرنسي، الذي أساء إلى التاريخ والدين والمُقدّس، فنال جزاءه بأن "طار" رأسه عن جسده، ليلتحق باساءاته. "وزعبر" ماكرون وقتها".
لكن لا أحد يضع أصبعه في الغرب على الجراح، وهو أن هذا الموضوع حسّاس وممنوع اللعب في ناره وجمره، وأنّ الله ناصر رسوله وحاميه ولو كره أؤلك الغشماء الساهمين النائمين في عسل عنصريّتهم وادعاء تفوّقهم الحضاري بجلودهم البيضاء وشعرهم الاشقر وعيونهم الزرق وأسنانهم الفُرق!!!!


ماذا يدفع هولندا الدولة المُفترض أن تكون حضاريّة إلى صناعة وبثّ فيلم كرتوني يمسّ الرسول الكريم وحياته وخصوصيّاته!!!! إلا النفسية العنصرية المُدعية المداهنة المتغطرسة السوء.
سيكون مثل هولندا كمثل "الدجاجة التي حفرت وعفرت التراب على رأسها"، فان الله سيسوق عقابه عاجلا أم آجلا ضد كلّ من يُسيء لنبيّه الكريم (ص) ولن يكون حالها ومآلها ومرساها بأفضل من سلمان رشدي والرسام الدنمركي وصحيفة شارلي ابيدو ومدرّس التاريخ الفرنسي.


نحن العرب المسلمون وخاصة نحن الفلسطينيّون لا يمكن أن نردّ الصاع صاعين لهم في الغرب بسبب سموّ أخلاقنا وتجذّر حضارتنا الحقيقيّة وتسامحنا وخاصة الديني ولأن عيسى المسيح، يسوع الناصري التلحمي ابن مريم هو ابننا الفلسطيني والمُعذّب الأول. نحن من خلال ابننا يسوع المسيح أضأنا العالم وأعطيناه الديانة المسيحية التي من المفترض أن تكون سمحة كما كان يسوع الناصري، لكن الغرب الظالم أدخل كثيرا من السياسة والمصالح في الأمور الديني، واستخدم الدين المسيحي حروبا صليبيّة ضد الشرق منبع ومصدر المسيحية وحاميها الحقيقي والأصلي.


ندعو إلى احترام كافة الاديان وإلى السماحة والتفاهم بين اتباعها، ولن ينال المسيئون إلا الخزي والعار وعقاب الله الواحد القهّار.

* منجد صالح - كاتب ودبلوماسي فلسطيني

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة