من منطلق مقولة إنّ الصورة تساوي ألف كلمة، نظم منتدى التعايش السلمي في النقب في دار المعلمين كلية كي بمدينة بئر السبع، معرضا لصور أطفال ونساء من القرى مسلوبة الاعتراف بعنوان "بعيون الأطفال" والذي يتناول حياة سكان القرى التي لا تعترف بها إسرائيل، بالرغم من أنها قائمة قبل قيامها.

الحقوقية هدى أبو عبيد، مركزة لوبي منتدى التعايش السلمي في النقب، قالت في حديث لمراسل "كل العرب": "عرض الصور في كلية مهمة يأتي بهدف اظهار الواقع أمام الطلاب العرب واليهود، علما أنّ في كثير من الأحيان نشعر أن الطلاب العرب لا توجد لهم دراية بما يحصل، فمن يأتي من رهط لا يعرف ما يحصل في وادي النعم، ومن يأتي من كسيفة لا يعرف ما يجري في الزعرورة".

وتابعت قائلة، إنّ "الرسالة هي توصيل صوت الأطفال والنساء في القرى مسلوبة الاعتراف، من صوت الحياة إلى صوت الهدم والجرافات وشح المياه غير الموجودة في القرى مسلوبة الاعتراف، والبعد عن المدارس وغيرها".

وقد بدأ المشروع عام قبل 15 عاما من قرية وادي النعم مسلوبة الاعتراف، وعمل حتى الآن في 14 قرية في أنحاء النقب، بمشاركة مئات الأطفال والنساء على مدار السنوات، حيث يتم عرض هذه الصور في أماكن عدة في البلاد وفي العالم.

أما يورام بيرتس، المحاضر بقسم الفنون في كلية كي، فيقول في حديث لمراسل "كل العرب" إنّ "ما يمكنني قوله هو إن التجربة كانت مثيرة للغاية؛ أولا مقابلة الأطفال والجلوس معهم، ثم الجولة المشتركة داخل القرية وخارجها، وأن أعلمهم بتروٍ وصبر كيفية التقاط الصور، وما يجب التركيز عليه، وما يجب التأكيد عليه، وما يجب نشره وإخبار الآخرين به. قُلت لهم طوال الوقت أن هدفنا هو إظهار أسلوب حياتكم، وإظهار المكان الذي تعيشون فيه، وإظهار صعوبات الحياة وما هو جيد وما هو أقل في حياتكم".

يأتي هذا المعرض في ظل الفعاليات الكثيرة والمتنوعة التي يقوم عليها منتدى التعايش السلمي في النقب، حيث يقوم على تنظيم ورش للتصوير وتوزيع كاميرات في قرية العربية-البدوية في النقب، بهدف توثيق حياتهم والهجمة السلطوية المستمرة على السكان وبيوتهم ومواشيهم ومزروعاتهم في هذه القرى.