تحت شعار "الجيرة الطيبة" نظم مركز الثقافات للثقافة المشتركة في النقب التابع لجمعية هاجر ومدرسة نجوم الصحراء وأهلية ايشيل ابراهام إفطارا مشتركا جمع بين خروج عيد الفصح وشهر رمضان الفضيل.

وتخلل اللقاء الذي تم في محطة القطار العثمانية (التركية) في البلدة القديمة ببئر السبع، مداخلة حول شهر رمضان وروح الأخاء في الإسلام، وأهمية اللقاءات بين الشعبين في إطار مكافحة التحريض والتطرف.افتتحت الأمسية باستقبال الجمهور، ثم تمّت دعوة الأستاذ يوسف أبو جعفر، مدير عام مشترك لمؤسسة "نجوم الصحراء" لالقاء كلمة طيبة عن شهر رمضان الفضيل وروح الإخاء في الإسلام.
بعدها تم تلاوة القرآن الكريم واسماع الأذان، للمرة الأولى بعد سنوات، حيث حولت البلدية مسجد بئرالسبع المسجد الكبير لمتحف!
وقال مشاركون إن ما ميّز وجبة الإفطار هذه هو حضور جمهور عربي ويهودي وأجنبي الذي يمثل كل الأطياف والديانات، بحيث قام قسم كبير من المشاركين بإحضار المأكولات من البيت بالإضافة للمناسف التي قام بتحضيرها شاكر العمور من مطعم الشرق في رهط، فأضفى طابعا عربيا-بدويا مميزا للحدث.
وبعدها قام الحاخام ميخائيل بن دافيد بإعلان خروج السبت من خلال القيام بشعائر "الهافدالاه" ، ومن ثم قام سام شوب مدير جمعية هاجر للمساواة في التعليم العربي اليهودي بإلقاء كلمة ترحيبية وشكر الجمهور على حضورهم ودعا جوقة الأطفال في المدرسة للغناء بقيادة المعلمة ليال رداد.
وبعدها قام الشاعر سعد أبو غنام بإلقاء قصيدة كتبها خصيصا للحدث، ومن ثم قام المغني والعازف دافيد بيريتس ببدء احتفال الميمونه- احتفال يهود المغرب بخروج عيد الفصح، وشكر جيرانهم المسلمين على الحفاظ على "الحاميتس" وإعادته إليهم. ومن ثم قامت ملاك الطفولة بعرض رائع للأطفال الذي يحكي عن اللحظات المميزة في رمضان من السحور إلى الإفطار والفانوس.
واختتمت الأمسية بمسابقة حوازير وفوازير رمضان وعيد الفصح، وأخيرا تم تقديم الحلويات- القطايف و"الموفليتا".
ويرى القائمون على هذه الأمسية أهمية كبيرة لهذه اللقاءات المشتركة التي تجمع بين العرب واليهود، خاصة من سكان مدينة بئر السبع، نظرا لتشكيل ميليشيا مسلحة متطرفة في بئر السبع، للعمل ضد المواطنين العرب في النقب عامة.
فريد محاميد، مدير مركز الثقافات بجمعية هاجر، قال لمراسل "كل العرب": "احتفلنا معا في هذا الحدث بروح الأخوة، العطاء، المشاركة والضمان المتبادل للتقاليد الإسلامية والتقاليد اليهودية. يد بيد في جو سحري من الناس والأذواق والملذات. في هذا الحدث غير المسبوق، لكل سكان الجنوب من مسلمين ويهود ومسيحيين، سوف نتحد ونجلس جنبًا إلى جنب على الرغم من المضايقات من بعض الشباب الأرعن الذين لم يعيرهم أحد اهتمام في بئر السبع. بالنسبة لي كان سماع الآذان في محطة القطار العثماني الذي انتقل صداه في كل البلدة القديمة في بئر السبع مع إنصات كل الجمهور العربي واليهودي لحظة مؤثرة جدا".
وختم قائلا: "قلب النقب ينبض في محطة القطار العثماني وهو مفتوح للجميع ونتوقع من الجميع كذلك فتح قلوبكم ومنح روح المحبة لجيرانكم".
وأنهى قائلا: "الحدث لم يكن ليحدث لولا همة ونشاط ودعم المتطوعات والمتطوعين من أهلية هاجر بقيادة عبير نصار وطلاب نجوم الصحراء بقيادة أمين أبو ربيعة".