الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 01 / مايو 21:02

العائلة الممغنِطة - عودة بشارات


نُشر: 10/12/08 15:18

1- ما السر في ظاهرة الانجذاب نحو مغناطيس العائلة؟ كيف تنفرج الأسارير عندما يتضح أن هنالك صلة قرابة ما مع هذا الذي أمامك، فتنهار السدود، وتتدفق المياه بقوة وكأنك تعرفه منذ دهر طويل.
2- بدون حل لغز العائلة والرباط العائلي ومغناطيس العائلة، سيبقى منشدو التغيير يطلقون الشعارات سدى؛ فلماذا يتجنّد هذا القريب لنصرة قريبه، الذي، ربما، حتى الأمس القريب، كان عدوه اللدود. هنالك من يقول "الدم ما بصير مي"، أو يقول "نقطة دم ولا مية صاحب"، وآخر يقول "الجاجة بترميش مؤخرتها".. وكلها أمثال صميمية، نابعة من الواقع وتعكسه بأمانة.
3- هل هي الصحراء التي حفرت في وجداننا أن العشيرة أولاً وأن ملأ الفضاء لها، وما الفرد سوى نسمة مهيضة الجناح، لا أكثر، في هذا الفضاء، وهذه النسمة مندثرة إن تمردت، لأن "مين شلح ثوبو عري".. فلا قيمة للفرد دون العائلة، وإذا تخلت العائلة عن الفرد ضاع، ليصبح صعلوكاً فاقد الهوية والحماية.. 
4- الانتخابات المحلية هي بؤرة تنعكس فيها التقاليد والصراعات وعلاقات القربى والنسب وأصداء أحداث فرح وحزن وصراعات قد يعود بعضها خمسين عاماً للوراء. ولذلك فالانتخابات هي أيضاً تاريخ يجدد نفسه ليضيف فصولاً أخرى لكتابه الكبير واللامتناهي.
5- في الانتخابات المحلية هنالك حالة من تشظية الانتماء، وأحد أبرز مظاهر التشظي هو الانتماء للعائلة أو الانتماء للطائفة.. وبالضرورة فإن هذا التشظي على حساب الانتماء للبلد.
6- وعندما تكون التقسيمة عائلية أو طائفية، سنجد لدينا ظاهرة مخازن الأصوات المتحركة، كل صاحب مخزن "يمون" على مائتين أو ثلاثمائة صوت، وهنالك من "يمون" على ألف صوت وربما أكثر. وعندما تتحرك هذه المخازن، يفقد الفرد قدرته على التأثير فهو جزء من مخزن متحرك.
7- وفي هذا الأتون يضيع الرأي العام.. والرأي العام هو انعكاس لمحصلة آراء الأفراد وتطلعاتهم.. ولذلك في الانتخابات المحلية في البلدات العربية لا يوجد رأي عام.. فالرأي العام مُنتَج ذرته الرياح.. وسجلوا لديكم أنه في الأفق المنظور، لن يكون لدينا "أوباما" القرية العربية.. مع أنه يوجد لدينا العشرات من الشبان والشابات القادرين على إحداث التغيير.
8- تبقى قضية مشاركة الحركة السياسية في هذه المعركة؛ دخول الحركة السياسية هذه المعركة يسبب وجعَ رأسٍ، لا أول له ولا آخر. لأن على الحزب أن يتعامل مع نظام انتخابي عائلي، ولذلك فالقيادة السياسية التي تريد أن توفر على نفسها وجع الرأس، يجب أن تمتنع عن المشاركة في الانتخابات، لأنها ستتعامل بالضرورة مع هذه التقسيمة العائلية، وأحياناً قد تنخرط في المعركة بحماس لا يقل عن الأصل..
9- ولكن هنالك أسئلة غاية في الأهمية مطروحة على الحزب، هل يترك الحبل على غاربه لفرسان العائلية والطائفية بتجلياتهما الفظة من التعصب ورفض الآخر وما قلناه عن تشظية الانتماء، أم يحاول بما يملك من قيم ومبادئ، أن يعمل لإضفاء الطابع الوطني التقدمي وحفظ المصلحة العامة، على هذه الانتخابات؟
وعلى هذا، من الضروري أن يشارك الحزب في الانتخابات المحلية، لأننا نريد من هذه الانتخابات أن تأخذ طابعها الوطني، ونريد للقوى الوطنية التقدمية أن تأخذ دورها في القضايا التي تهم المواطن العادي. لا نريد أن نصل ذلك الوضع الذي يقول فيه المواطن العادي: "في القضايا الكبرى، أصوِّت للجبهة والأحزاب العربية، أما في قضايا المجاري وإزالة النفايات والمدارس والأرصفة والثقافة والفنون، فدعوا إيتسيك أو موشيه يعالجها، فهم أفضل منا"..
اليوم لدينا 17 مجلساً وبلدية تدار من قبل لجان معينة، وهنا إما بطل سحر المغناطيس أو قد نفذت بطاريته.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.76
USD
4.02
EUR
4.71
GBP
215484.04
BTC
0.52
CNY