الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 02:01

اجدادنا وابائنا حافظوا على النسيج الاجتماعي في بلداتهم بالفطرة

بقلم: الدكتور صالح نجيدات

صالح نجيدات
نُشر: 26/03/22 14:20,  حُتلن: 17:43

اجدادنا وابائنا بالرغم من انهم كانوا غير متعلمين ولكنهم بالفطرة حافظوا على كرامتهم وعلى علاقاتهم مع أبناء بلدهم وقدسوا الجيرة والجيران وربوا أبنائهم تربية حسنة على الشهامة والاحترام والتآخي والتسامح واحترام الجار تطبيقا لقول الله تعالى ورسوله , ولم يتخطى الأبناء حدود الادب واحترموا ابائهم وعاداتهم الاصيلة , بعكس ما يسود هذه الأيام , وأي مشكلة كانوا يحلوها على الفور بالحوار والحكمة والتروي حرصا منهم على صحة العلاقات الاجتماعية في بلدهم , والأبناء ساروا على نفس النهج , ولكن للأسف هذه الأيام يسود بلداتنا التوتر والقلق والشجارات الفردية والجماعية والعائلية , ونتيجة هذه الخصومات تنتشر الكراهية والحقد والبغضاء بين الناس وكذلك الاستقطاب والصراع الداخلي بين ابناء البلد الواحد مما يجعل الأجواء مشحونة ومتوترة , وأي خلاف بسيط من شأنه أن يشعل شجارا عنيفا وللأسف اولا نتقاتل و نطلق الرصاص والمفرقات على بعضنا البعض ونعمل كوكره كبيره وتحرق بيوت وسيارات ونرهب الاطفال والنساء ويسقط جرحى واحيانا قتلى وتدمر ممتلكات, والشرطة تتدخل لتفريق المتشاجرين وتهين الناس , وبعد ذلك تأتي جهات الصلح وتعمل هدنة وبعدها صلحه وبعدها ممالحة وشرب فنجان قهوة عند طرفي النزاع ؟الم يكن ممكنا شرب فنجان القوة عند بعضكم البعض وتتحاوروا بالعقل وتحلوا المشكلة بدون شجار ؟ لماذا هذه الخسارات والمعاناة ؟ لماذا التعنت والعناد ؟ لماذا تخسروا بعضكم البعض.

لماذا تحدثون جرحا عميقا في نفوسكم ونفوس أولادكم نتيجة هذه الشجارات الشيطانية ونتائجها الوخيمة ؟ الا تستطيعوا بالحوار والتفكر والتدبر حل كل المشاكل العالقة بالتي هي احسن ؟ هذه الأوضاع تضر بالتطور و بالأجواء العامة في البلد وكذلك تضر بالاقتصاد وتشتت الجهود وتمنع التطور في مجالات كثيرة وهذا لا يصب في مصلحة البلد , ناهيك عن ضررها على الأجيال الحاضرة والمستقبلية . فإذا حلت العصبية القبلية والطائفية والمذهبية في مجتمع دمرته وشتته وقطعت اوصاله وانهكته وحولته إلى فئات وبؤر تنازع بين أعراق وعائلات وثقافات محلية مختلفة، فالمتعصب الطائفي يسعى فقط لإعلاء شأن طائفته على حساب الآخرين من أبناء وطنه، وإذا تحول المجتمع إلى بؤر تنازع قبلي يتحول أيضاً إلى بؤر تنازع طائفي وفئوي وينفرط نسيجه الاجتماعي، وتضعف علاقاته الاجتماعية بل تؤدي العصبية الطائفية إلى تحطيم آمال وتطلعات أبناء الطائفة أنفسهم وتمنعهم من المشاركة الايجابية مع أبناء وطنهم الآخرين في نفس التطلعات والآمال الوطنية المشتركة.


وأخيرا وليس آخرا اذا أردنا أن نعمل لصالح بلداتنا العربية ، وأن نعيش بأمن وأمان يجب علينا الحفاظ على السلم الأهلي داخل بلداتنا وعلى علاقة الاحترام المتبادل , وعلينا نبذ العنف بشكل قاطع , واي خلاف يحصل بين اثنين يجب ان لا تنجر عائلتي المتخاصمان الى هذا الصراع , ويجب على كل فرد ان يعرف ان لا يستعمل العنف في حل اي مشكله بالعنف مهما كانت المشكلة بل بالحوار والحكمة وبالذات بين أبناء البلد الواحد , فالعنف يعقد الأمور ويزيد الطين بله ولا يحل المشاكل , وعلينا أن نتجاوز حالة الخصام والمشاجرات , لان الاجواء المتوترة والمشحونة تؤدي إلى شل الحياة في البلد والمس بالنسيج الاجتماعي وتجمد في العلاقات الاجتماعية وتضر بروح المبادرة والإبداع والعمل , وتضر بالسلم الأهلي , واليوم القرى التي حصلت بها شجارات وقتل تعاني الامرين من انعدام الامن والامان , وانقلبت حياتهم الى جحيم , فالصلح سيد الاحكام وبه مستقبل مثمر وزاهر ونافع للجميع ولأجيالنا القادمة.
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com


مقالات متعلقة