الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 18:02

صواريخ الحوثيين تتساقط على السعودية.. إعلام محمد بن سلمان يتجاهل الحدث

بقلم: أحمد حازم‎‎

أحمد حازم‎‎
نُشر: 26/03/22 10:43,  حُتلن: 13:41

في الثلاثين من شهر ديسمبر/كانون الأول عام 2020 أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن "جماعة الحوثيين" هي إرهابية. وكانت الولايات المتحدة في تلك الفترة تتعامل مع الجماعة على هذا الأساس. وبطبيعة الحال فإن السبب الرئيس الذي دفع ترامب لاتخاذ هذا القرار هو صداقته المتينة مع السعودية التي تعتبر العدو الرئيس لجماعة الحوثيين. وبعد فوز بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية قام بإلغاء قرار تصنيف الحوثيين كإرهابيين، وبدأ سريان مفعول قرار بايدن في السادس عشر من شهر فبراير /شباط العام الماضي.


الرئيس الأمريكي بايدن، من المؤكد أن له حساباته السياسية الخاصة في اتخاذ مثل هذا القرار الذي اعتبره السعوديون قراراً غير حكيم وسيكون له نتائج سلبية على الوضع في منطقة الخليج. لكن الواضح أن قرار بايدن له علاقة بالمباحثات الجارية مع إيران حول ملفها النووي والتي هي الداعم الرئيس لجماعة الحوثيين.


ويبدو أن إيران لديها أساليب خاصة للتعامل مع الأمريكيين. لذلك، وكرد على قرار إلغاء تصنيف الحوثييبن كإرهابيين أوعزت طهران إلى جماعة الحوثيين بتنفيذ عملية نوعية في الخليج كرسالة جديدة للأمريكيين مفادها أن الجماعة مستمرة في عملياتها العسكرية بالرغم من القرار. وهذا ما حصل بالفعل.


في الشهر الأول من هذا العام، أعلنت الإمارات أن دفاعاتها اعترضت ودمرت صاروخين باليستيين أطلقهما الحوثيون المدعومون من إيران. ووقع الهجوم بعد أسبوع على مقتل ثلاثة أشخاص في هجوم بطائرات بدون طيار وصواريخ على أبوظبي، في أول هجوم على أراضي الإمارات، حيث أكد الحوثيون مسؤوليتهم عنه وأعلنت عنه الإمارات. هذا الهجوم الحوثي على الإمارات له رسالة معينة، لأنه تزامن مع زيارة للرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إلى الإمارات، وهي الأولى التي يجريها رئيس إسرائيلي لدولة خليجية.


وبما أن الحديث في الفترة الأخيرة يتركز على اقتراب موعد توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران حول ملفها النووي، بمعنى تجديد اتفاق عام 2015 الذي ألغاه الرئيس الأمريكي السابق ترامب، فلا بد لإيران أن توعز لحلفائها الحوثيين بتنفيذ عملية تجبر الأمريكيين على الإسراع في تنفيذ الاتفاق الجديد مع إيران.


المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي، أعلن أمس الجمعة عن تنفيذ "عملية كسر الحصار الثالثة في العمق السعودي" مستخدمين الصواريخ الباليستية والمجنحة وطائرات مسيرة، حيث اعترفت السعودية على لسان التحالف بقيادة السعودية أن المملكة تعرضت إلى ـ16 هجوما حوثياً، وأن الهجمات استهدفت منشآت لشركة أرامكو في جدة ومنشآت حيوية في العاصمة الرياض، ومصفاة رأس التنورة ومصفاة رابغ النفطية، وكذلك شركة أرامكو في منطقتي جيزان ونجران، وغيرها من المناطق، حسب بيان للتحالف.


الغريب في الأمر أن الإعلام السعودي لم يتطرق إلى هذه الهجمات الحوثية. فموقع "إيلاف" السعودي أول موقع إلكتروني عربي والأشهر في العالم العربي، لم ينشر أي كلمة حول الهجوم الحوثي على بلاد الحرمين الشريفين، وبدلاً من ذلك تحدث الموقع في الخبر الرئيس للصفحة عن "تراجع الجنيه السوداني. وكأن العملة السودانية أهم من تعرض المنشآت النفطية السعودية للقصف. وبدون شك هذه سياسة تسمى في عالم الإعلام "سياسة لتعتيم الإعلامي"، أو سياسة "حجب المعلومات". لكن نسي أصحاب القرار في السعودية أن العالم اليوم يختلف عن عالم الأمس بوجود التقنيات وأن أي شيء يحدث في منطقة ما في العالم يصل إلى كل سكان الكرة الأرضية بعد دقائق من حصوله.


والسؤال الذي يطرح نفسه: ألهذه الدرجة من الغباء يصدق السعوديون أن الولايات المتحدة تستطيع حماية مملكتهم؟ وسؤال آخر يدور في ذهني: ألم يدفع محمد بن سلمان أربعمائة مليار دولار لترامب لدفع الأذى عن السعودية حسب كذب نرامب؟ فماذا كانت النتيجة؟ لا شيء طبعاً. فالحوثيون يقصفون ويدمرون بدعم إيران ولا أحد يردعهم، والمليارات التي دفعها بن سلمان (خاوة) للأمريكيين ذهبت في مهب الريح دون فائدة. هذا مصير من يصدق زعران واشنطن.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com


مقالات متعلقة