الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 00:02

دولة اليهود موجودة والصهيونية أخفت الحقيقة

أحمد حازم

احمد حازم
نُشر: 20/03/22 10:29,  حُتلن: 14:50

أفكار عديدة تم طرحها كمحاولة لحل القضية الفلسطينية، التي تعتبر من أصعب المشاكل التي تواجه الأمم المتحدة. فكثيراً ما دار الحديث عن "حل الدولة" و "حل الدولتين" حتى أن البعض ذهب في طرح حل مستحيل التنفيذ، وهو عودة اليهود إلى أوطانهم الأصلية وإرجاع الفلسطينيين إلى أرضهم. لكن سيدة بريطانية تدعى ميشيل رينوف خرجت علينا بطرح جديد أثار جنون إسرائيل والغرب.


فقد لفت نظري مقال لهذه السيدة التي تحمل لقب الشرف "ليدي"، تظهر فيه موقفاً مشرفاً من القضية الفلسطينية، إذ تعتبر الأولى في العالم التي كشفت عن وجود دولة لليهود عملت الصهيونية وإسرائيل على منع التطرق إليها. ليدي ميشيل رينوف مطلعة بشكل كبير على موضوع اليهودية في العالم. وتتحدث في مقالها عن جمهورية سوفييتية سابقة تحمل اسم بايرويدجان Birobidjan التي تقول عنها الكاتبة بأنها كانت الموطن الأساس لليهود بمعنى أنها جمهورية اليهود في العهد السوفييتي السابق وفي روسيا الحالية. وهذه الجمهورية لا تعلم بوجودها الأغلبية من العالم لأن اسرائيل عملت على كتم هذه الحقيقة ومنع الإعلام من التطرق إليها. فما هي حكاية هذه الجمهورية اليهودية؟


جمهورية بايرويدجان تقع في جنوب شرق روسيا وتتمتع بجكم ذاتي في روسيا الاتحادية ومساحتها تبلغ 41,277كم مربعاً، أي حوالي ضعفي مساحة إسرائيل الحالية، وبكثافة سكانية ضئيلة تصل الى ١٤ نسمة لكل ميل مربع، مقابل ٩٤٥ نسمة لكل ميل مربع في إسرائيل. وهذا يعني أنها قادرة على توطين كافة يهود العالم بما فيهم يهود إسرائيل، وهم يتحدثوا لغة الـ "يديش" لغة يهود أوروبا من دون أي معاداة للسامية، كما تروج الصهيونية العالمية حاليا.


التاريخ يقول، وحسب كاتبة المقال أيضاً، ان اليهود كانوا يهاجرون في السابق إلى هذه الجمهورية كونها وطناً لهم، أي الوطن الأول لليهود في العالم. لكن بعد إقدام اليهودي المجري تيودور هرتزل على تأسيس الحركة الصهيونية، عمل على تغيير اتجاه الهجرة اليهودية وركز على فكرة توطين اليهود في فلسطين. وللأسف نجح الصهاينة في إبعاد الإعلام عن جمهورية اليهود الأولى بايرويدجان.


ولكن لماذا تم التعتيم على هذه الجمهورية اليهودية؟ بدون شك فإن هرتزل له تأثير كبير في ذلك وأن الاتحاد السوفييتي لعب دوراً قذراً في هذا الموضوع. مؤسس الصهيونية هرتزل روج لفكرة تهجير اليهود إلى فلسطين وساعده الغرب في ذلك ولا سيما بريطانيا، بدليل أن وزير خارجية بريطانيا اللورد بلفور قطع على نفسه عهداً للصهاينة بجعل فلسطين وطناً لهم، وبناءً عليه صدر وعده المشؤوم بتاريخ 1917. إضافة إلى ذلك، وبما أن الصهاينة كانوا (ولا يزالون) يسيطرون على معظم وسائل الإعلام في الغرب عملوا عل منع ذكر اسم جمهورية “بايرويدجان” اليهودية الروسية


في الحقيقة هناك سبب دفع الصهيونية وإسرائيل والدول الغربية لعدم التطرق مطلقاً إلى الجمهورية اليهودية الأصلية في روسيا، وهو التخوف من رفض فكرة تهجير اليهود إلى فلسطين والمطالبة بعودة اليهود إلى موطنهم الأول في هذه الجمهورية وإقناع العالم بعودة آمنة لليهود في اسرائيل إلى جمهورية بايرويدجان ليعيشوا هناك مثل أجدادهم بأمان وسلام وبأجواء الثقافة اليهودية السائدة فيها.


ومن أجل هذا السبب عمدت إسرائيل وأعوانها الى منع كل حديث عن جمهورية بايدرو يدجان، لأن ذلك لو حصل بالفعل لتوصل العالم إلى حل للقضية الفلسطينية بمعنى سيتم تسهيل عودة الفلسطينيين المشتتين في بقاع العالم إلى وطنهم ، وهذا الأمر يتعارض كلياً مع أهداف الصهيونية العالمية والدول الغربية المستفيدة من وجود دولة إسرائيل في الوطن العربي، هذا الوجود القائم على تبادل المنافع في حماية المصالح الغربية، والِاعتماد عليها للقيام بحروب الوكالة في بعض الأحيان، ضد من يهددون مصالح الغرب وأولهم العرب حسب رأي السيدة رينوف.


والسؤال المطروح: لماذا وافق الاتحاد السوفييتي على تجاهل هذا الأمر ولم يتطرق إلى الموضوع نهائيا؟ بدليل أنه أول دولة اعترفت بإسرائيل وقت قيامها؟ وأمر آخر أيضاً، انه أثناء تفكُّك الِاتحاد السوفييتي، كانت هذه الجمهورية مؤهلة لإعلان الِاستقلال عن روسيا الاتحادية، مثلها مثل غيرها من الدول التي انفصلت عن الاتحاد السوفييتي، لكن الصهيونية كما تؤكد الليدي رينوف منعت حدوث ذلك،بسبب حساسية ظهور جمهورية خاصة باليهود في مكانٍ غير فلسطين وخطورة رفع الوعي لدى يهود العالم، بوجود تلك الدولة وتحويل هجرتهم إليها بدلاً من فلسطين.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة