بعد النجاح الذي حققه مؤتمرا السلام في شمالي البلاد ومركزها، وبمشاركة أكثر من 300 شخص، انطلق صباح اليوم (الجمعة) في قرية إيفيم بالقرب من مدينة سديروت في النقب الغربي مهرجان السلام الثالث، وذلك بمبادرة حراك "نقف معًا"، منتدى منظمات السلام، نساء يصنعن السلام، مغدالور والعشرات من منظمات السلام العربية-اليهودية الناشطة ضد الاحتلال ومع السلام العادل للشعبين.

انطلق المؤتمر بكلمات ترحيبية من ماجد أبو بلال، نائب رئيس بلدية رهط، وايلي سفران، رئيس منتدى منظمات السلام، وبعدها قدّم د. زياد درويش من رام الله كلمة لجنة التواصل الفلسطينية مع الجمهور الاسرائيلي.

كما تخلل المهرجان شهادات حية من مواطنين من غزة وبلدات محيط (غلاف) غزة، ومحاضرات حول كيفية العيش في النقب في ظل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني والشراكة العربية-اليهودية في الجنوب على تحدياتها وآفاقها.

وتخلل المؤتمر حلقات نقاش تمحورت حول البدائل المتاحة والنضال المشترك الناجع من أجل إنهاء الاحتلال والسيطرة العسكرية الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني وكيفية التقدم نحو السلام العادل للشعبين.

عشرات المشاركين من كافة الأجيال والمناطق، حضروا من منطلق الإيمان بضرورة إنهاء الاحتلال وتوحيد القوى النضالية لإيجاد أفق وضمان مستقبل أفضل لجميع من يعيشون هنا - مستقبل يسوده السلام والأمان الحقيقي للجيل الصاعد.

د. سهيل دياب، عضو حراك نقف معًا ومن منظمي المؤتم، قال إن "هذا الإقبال الواسع على مؤتمرات من هذا النوع إن دل على شيء فإنه يدلّ على توق الناس هنا - العرب منهم واليهود - إلى تغيير هذا الواقع المجحف بحقنا جميعًا. بسبب الاحتلال الممتد لعشرات السنوات تكبر هنا أجيال كاملة دون أفق ومع الكثير من التحديات والمعيقات".

وتابع قائلا: "من حق شبابنا أن يعيشوا وسط ظروف طبيعية ولائقة تمكّنهم من تحقيق ذاتهم وطموحهم. لا يعقل أن يستمر هذا الواقع لعشرات الأعوام الأخرى. في الشهور الأخيرة نشهد تصاعدًا بالأصوات المطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والنضال من أجل تحرير الشعب الفلسطيني منه". وانهى بالقول: "وجودنا اليوم هنا يثبت أن هذه الأصوات كثيرة ولكي نتقدم فعلًا نحو هذه الغاية، هناك حاجة ملحة لتوحيد القوى ورص الصفوف لنضال مدروس وحاشد من أجل الحرية والسلام. نحن سعداء جدًا بنجاح مؤتمرنا اليوم، ونتقدم بكل الشكر لمن حضر ولمن ساعد بالتنظيم".