الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 00:02

أقدام المغول والغرائز/ بقلم: بكر أبوبكر

بكر أبوبكر
نُشر: 04/03/22 10:34

تحول الفرد العربي عامة (والعالمثالثي) بأنظمته المنسحقة تحت القدم الأمريكية-الصهيونية الغربية الى مستهلِك للمنتج ومستهلك لكل قيم الحضارة الغربية الغريبة علينا بكثير من مكوناتها، بل والتي نأكلها باستمتاع البُلهاء، وننظر لها بكل غباء نمتلكه ويفيض.

يبيعون الناس فكرة الحضارة والتقدم مربوطة فقط برؤاهم هم لا بمنطق التنوع الثقافي العالمي وتلاقحه المطلوب، والى ذلك يتحججون لغزو العالم بما يسمونه "حقوق الانسان" والحقيقة كما يقول الكاتب جمال زحالقة أنه "وفق المنطق الأمني الغربي، يجب محاربة كل من يهدّد أمن أي دولة غربية، حتى لو داست حقوق البشر بقدميها."، فلا حقوق انسان ولايحزنون إنما امن ورفاه الغرب.

لابد من الثورة والجهاد في الذات، وفي الفضاء السياسي الاجتماعي، ولابد من مقاومة الحصارأو الأسر الثقافي الفكري المادي الغربي، ولا بد من تنمية الذات والبلاد.

وفي سياق ضرورات الثورة يقول المفكر السوداني الكبير حسن الترابي في كتابه عبرة المسير: "لا بد أن تتعدى الثورة من همّ شفاء الغيظ المستفز ومهاجرة الظالمين إلى السعي اللاحق نحو الحكمة والرشد ومن تذكر عهد النصرة والعطاء والغضب المقتحم إلى تقدير مرحلة السلام والإقدام المتوكل إلى الأمام. والثورة لا بد أن تتعادل وتتكافل قواها، تدفعها الجماهير بطاقات متعاظمة ولكنها لا تفيض هوجة هول مضطرب، وتحفظ نسقها وترتب تصويبها شرائح واعية قيادية ولكنها لا تحتويها مكراً واستلاباً للغنيمة."

لم تكن التنمية البشرية في الأمة ذات أولوية بتاتًا –لنقل في غالبها- فضاعت الناس وحارت وتقلبت بين المأمول والممكن والمطلوب.

أن الانسان العربي ومنه الفلسطيني داسته أقدام المغول الأمريكان والصهاينة والغربيين المسيطرين على عقل وبطن ومقدرات وادارة العالم، لذا تحول إنساننا لمجرد مستهلك وأجير للآلة الاستعمارية الغربية الجهنمية التي تنهبه وتصور ذلك له إنجازًا!

وبات يصلي لها حامدًا شاكرًا ويتقبل كل قيمها الاجتماعية والثقافية الملفوظة اسلاميًا ومسيحيًا مثل الرأسمالية الربوية المفرطة، وغزو دول العالم تحت حجج كاذبة، والتمييز الواقع بين الشمال والجنوب، وسرقة الأثرياء للناس بقوانين المصارف، والشذوذ والمخادنة والعلاقات الجنسية وتحقير الدين ...الخ.

بل وبات الى ذلك يتمتع بنعمة المديح لكل منتج غربي (مادي أو ثقافي أو...) شاعرًا بالعار والعيب والشنار من أمته ومنتجات بلده، أو تميزها أو علمائها.

يقول خالد الحسن (مجتمع بقضية يقوده عقله في سبيل القضية وتصبح الغرائز تابعة لا قائدة...لحركة الفرد والمجتمع).

قد لا نبتغي تحميل المسؤولية للناس بالشكل الأول لأنه في حقيقة الأمر تقع المسؤولية الاولى على علماء الأمة ورجالاتها وقياداتها الذين إن انقطعوا عن شعبهم وأمتهم مصدر قوتهم، وعن حقيقة حصانتهم بمرجعياتهم الحضارية الصلبة والمتميزة تاهوا وضلوا وأضلوا.

مقالات متعلقة