هناك البعض من اصحاب المهن الحرة يكرسون معظم اوقاتهم لمهنتهم ويهتمون بها اكثر من اهتمامهم بأولادهم بغير قصد،  فهم يغدقون الأموال وشراء الحاجيات لأولادهم من اجل ارضائهم , و يعتقدون واهمين أن النقود هي التي تربي أولادهم وتسد وتعوض الحرمان العاطفي لهم لأنهم لا يجدون الوقت الكافي للتحدث معهم فيعوضونهم بالمال , وبذلك يورطون أبناءهم من حيث لا يدرون في مشاكل كثيرة , فلا رقيب على الاولاد ولا توجيه وإرشاد ونصح وبالذات اذا كانت الام ايضا تعمل وصاحبة مهنه , فالأبناء يستغلون غياب سلطة الاهل وكثرة النقود بأيديهم بشكل سلبي ويستغلهم رفاق السوء وهؤلاء يورطونهم ويشترون المخدرات والكحول ويستعملونها وأقول هذه المعلومات المهمة استنادا على حالات حدثت بالواقع , ومن ثم الطريق قصيرة للتورط مع القانون وفتح ملفات في الشرطة والسجن وربما الإدمان على المخدرات , فيخسر الاهل مالهم وابنائهم نتيجة اهتمامهم بمهنتهم على حساب أولادهم وإهمال تربيتهم .

هذا المال الذي يقدمونه لأولادهم يضع أولادهم في دائرة الخطر ويعودهم على الاتكالية والكسل والجنوح وارتكاب الجرائم وتدمير مستقبلهم ونفسيتهم وتحطيم كرامتهم وإضعاف قدرتهم الذاتية .

ان أعطاء الاهل النقود لأولادهم بلا حدود ولا رقيب و إغداق المال عليهم بغياب التربيه السليمة والحرمان العاطفي والتوجيه والإرشاد وغياب شخصية الاهل من حياتهم , يجعلهم يغرقون في الترف والملذات ويتورطون باستعمال المخدرات ويقعون في الهاوية والرذائل التي لا حصر لها . فالنجاح في المهنة يجب ان لا يكون على حساب تدمير مستقبل الأولاد , فأولادكم فلذات أكبادكم حافظوا عليهم من المغريات الكثيرة هذه الايام باحتضانهم والاهتمام بهم ومراقبتهم وتربيتهم التربيه السليمة .

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com