الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 19:01

حين يرقص قلب بسام فرحًا/ بقلم: بكر أبوبكر

بكر أبوبكر
نُشر: 15/02/22 08:52

"زيتونة في الثلج" هو عنوان الكتاب الذي خطه الدكتور بسام فتحي البلعاوي ليعبر عن سيرته الذاتية بين فلسطين ومن غزة الى القاهرة وقطر وتونس متنقلًا حتى روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقًا) وتموضعه الأخير في جمهورية تشوفاشيا الروسية.

عندما تقرأ الكتاب /السيرة تحس بعمق الجمال المتمثل بشخصية الكاتب الذي يحتفظ بمودة ومحبة غامرة لبلده فلسطين ولوالده القيادي الفلسطيني الشهير والذي رغم الابتعاد القسري عنه في بداية سني حياته الا أنه شكّل بالنسبة له منارة استفاد منها كثيرًا، ما عبر عنه بوضوح في الكتاب وفي دلالة احتفاظه بقلب مليء بالمحبة والامتنان والوفاء.

زيتونة في الثلج هو سيرة شاب فلسطيني بنى ذاته اعتمادًا على قدراته الذاتية وإيمانه بقضيته، ونحت في الصخر فلم يجعل من أي عقبه تقف أمام طموحه سواء الدراسي أو ذاك العملي المتعلق بسني حياته اللاحقة حتى برز كقيادي فلسطيني في الجمهورية الروسية التي ربما لولاه لما سمع عنها كثير من العرب والفلسطينيين والعكس بالعكس أي لولاه لما سمع مواطنو جمهورية تشوفاشيا الروسية بفلسطين والقضية الفلسطينية.

عاصر الدكتور بسام فترة المد الشيوعي في روسيا (او الاتحاد السوفيتي حيث درس ما قبل الدكتوراة في أرمينيا) وعاصر ما بعد انهيار المعسكر الاشتراكي، وهو إذ يسجل انطباعاته وجزء من أفكاره وحواراته مع بعض المؤثرين الروس أو في الاتحاد السوفيتي السابق فإنه أقام كل علاقاته وفق هدف أصيل وضعه نصب عينيه وهو خدمة فلسطين وقضيتها مما نجده واضحًا في عديد الأحداث الهامة مما ذكر.

في أحد المواقف المؤثرة جدًا ،كنموذج ليس إلا،أبدع بسام في دفاعه عن فلسطين -مما يمكنكم قراءته بالكتاب ص71-73 - في مؤتمر لحقوق الانسان عقد بروسيا وذلك عندما رأى أن المؤتمرأغفل فلسطين وجنوب إفريقيا، فهبّ كالليث مدافعًا عن قضيته وعن مانديلا، وأثّر في المؤتمرين الى الدرجة التي اهتز فيها المؤتمر. فمادامت فلسطين ليست حاضرة أين هي حقوق الانسان؟ وأنظروا اليه منتصرًا يقول "كان قلبي يرقص فرحًا لهذ الجراة وهذا الدعم المعنوي الذي هبط على شعبي من السماء عبر موقف البرفيسورة تمارا" التي أيدته بطرحه حتى تغير مجرى الحدث.

الكتاب بكل وضوح جميل السرد، وسلس الطرح ولطيف التعبير وينفذ الى القلب ببساطة لدرجة أنك تستطيع أن تكمله في ليلة واحدة كما حصل معي.

فكرة العلمية والنضالية والثقافة لشاب من فلسطين ثم قيادي فلسطيني بارز هي من سمات الفلسطينيين ولربما العرب المهاجرين أو المغتربين الذين يأخذون بلدانهم وقضايهم العادلة معهم، ولكنك الى ذلك تستشف بالكتاب أنك تتعرف على شخصية علمية وذكية وموضوعية راقية من جهة والى ذلك هي بالحقيقة شفافة ومحبة وطيبة وتنضح بالتواضع وهذه الصفات كلها لربما كانت من أهم الأسباب التي أدت لتبوئه العديد من المواقع ونجاحه.

كل الشكر للاخ د.بسام فتحي البلعاوي على هذه الهدية وشكر موصول لأخيه صديقنا المثقف الكبير حسان الذي زودنا بالكتاب الرائع ، ولعلنا في حقل تبادل التجارب والمذكرات والسير نغرف ونستفيد بإذن الله. 

مقالات متعلقة