الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 10:01

لأذكركم بالتاريخ

بقلم: مرعي حيادري

مرعي حيادري
نُشر: 10/02/22 09:52,  حُتلن: 10:28

باديء ذي بدء، لا بد من التذكير بأيجاز لمقدمة قصيرة، وللتذكير بأننا آمنا ومنذ خلقنا وتواجدنا مع تلك الدولة العبرية والحديث عن المساواة بين المواطنين العرب واليهود ووثيقة الاستقلال التي نادت بالديمقراطية للجميع على حد سواء، ونبذ الكراهية وسريان حرية الديانات وكل ماهو متاح لرفاهية الإنسان القاطن في دولة إسرائيل ومنذ نشوئها عام 1948..

تعلمنا التاريخ وعاصرنا الأحداث السياسية والحربية بكل مراحلها منذ إعلان حرب الأيام الستة في الخامس من حزيران عام 1967والتي كانت حربا مع مصر وإحتلال شبة جزيرة سيناءومع الأردن وأحتلال الضفة الغربية وبضمنها القدس ،وأحتلال هضبة الجولان السوري إلى أن استمر هذا المشهد حتى عام 1973 وحرب( العاشر من رمضان) وأتحاد كل من مصر وسوريا وحرب المفاجئة التي بها أستعادت مصر شبه جزيرة سيناء ،مع نصب الخيمة في (الكيلو متر 101 ) عام 1979 في شبه جزيرة سيناء، حيث كان الجيش السوري قد وصل طبريا وجسر بنات يعقوب وأسترجاع الهضبة، لحين أن تم ايقاف الحرب على الجبهة المصرية ،وبعدها تحولت كافة القوات الإسرائيلية نحو المنطقة الشمالية لدحر السوريين، وفعلا هكذا تم بعد أن دارت معارك قوية أستمرت مدة (ثمانية عشر يوما ) دون نتائج تؤكد صحة ما أمنوا به من أسترجاع ما تم أحتلاله عام 1967،عدا على الجبهة المصرية ،والتي تبين أن السادات خدع الحلفاء في الحرب وما كان من ذلك الا هدف سلخ مصر عن العالم العربي، وهذا ما حدث فعليا منذ العام 1979 وزيارة أول رئيس عربي، ألا وهو السادات إلى أسرائيل وعقد أتفاقية سلام معها والنتائج كانت معروفة لنهاية السادات وألاغتيال الذي حصل..
كل ذلك من المعلومات ( موثقة في كتاب محمد حسنين هيكل..وكتاب هزة أرضية لزئيف شيف)..

طبعا أستمرت الحرب الباردة بين الفينة والأخرى مع المقاومة الفلسطينية في لبنان والجيش اللبناني إلى أن كانت حرب عام 1982 سلامة الجليل والتي كانت نهايتها بأحتلال بيروت أول عاصمة عربية تحترق ،والعالم العربي يشاهد ويتفرج دون حراك، وبعد أستمرار المقاومة وهروب الجيش الإسرائيلي تم إخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان إلى تونس ،وإحضار قيادتها إلى غزة هاشم مع المرحوم ياسر عرفات وقياداته..

طبعا كما كان متفق تمت أتفاقيات أوسلو ومؤتمر مدريد وواشنطن ،وواي بلانتيشن، ووادي عربه ،وشرم الشيخ أجتماعات بين قيادة إسرائيل أنذاك رابين وبيرس ،وتم الاتفاق على إقامة الدولة الفلسطينية، ولكن قتل رابين وماتت ودفنت كل ألاتفاقات ،ولم يعد لها قيمة تذكر حتى يومنا هذا..أنه تاريخ لمن كانت أعمارهم بسن الطفولة أو لم يكونوا بعد قد جاءوا الى حضن الحياة.
هذا تاريخ بإيجاز لمن لم يعرفوا التاريخ فقط، ولكن سمعوا كما سمعنا عن العيش المشترك وأحقاق الحقوق للشعب الفلسطيني، واعطاء الحرية والمساواة للجماهير العربية الفلسطينية تحت حكم دولة اسرائيل..

الكنيست كانت هذا البرلمان المعجزة لكل من وصل إليه حيث أعتبر نفسه ممثلا للجماهير العربية أيا كان من الحزب الشيوعي والجبهة والمشاركة والإسلامية وحتى النواب المرشحين في أحزاب يهودية صهيونية كانوا يعتقدون أنهم يمثلون جماهيرهم العربية؛ لحين بائت جميعها بالفشل، ولم تقدر على تغيير أي شيء في مصالح المواطنين العرب الفلسطينيين وعلى كافة المستويات الحياتية والاجتماعية والسياسية أطلاقا، فكانت تجارب مذهلة ومدهشة وعلى مدار 73 عام دون إحقاق أي من المطلوب منها..!

وبعد هذا العناء الطويل جائت الموحدة الإسلامية التي تغنت بنهج جديد ذكرتنا بقوائم العرب الجيدين مثل قوائم ال.. ( رأ..أم ت..مبام ..مباي ..أحدوت هعفوداه) ، والتي ساعدت على تهميش وتفريق العرب الفلسطينيين على اساس العرق والجذر والعائلة والطائفة إلى يومنا هذا..!!


واليوم الموحدة جعلت من جماهيرنا مكانا لحوار منفلت، ومناكفات وصراعات وتقاتل، والتشرذم والانقسامات، وما كان ذلك الا مخططا لضرب الوحده أي ما كانت المشتركة!!، على الرغم من عدم إيماني بهم جميعا، ولكن ضربهم وتفتيتهم بمساندة نواب الموحده والمؤيدين لهم انه لجهل مطبق لم يتعلموا ممن سبقوهم في رصد القرار ومنذ أن قامت الدولة بنهجها المألوف..


حتى قضية الشعب الفلسطيني باتت لا تذكر في حوارات المواطن العربي اليومي، وجعلوا الحوار والنقاش عن الميزانيات والصراعات والنهج الجديد!!! وهم يشاهدون جرافات الدولة تهدم البيوت في وقلع المحاصيل من القمح والزرع، وتصادر وتسجن وتدفيع الغرامات ،وهم يصوتون مع الأئتلاف بكل ماهو ضار للجماهير العربية.. مخجل ومقرف ومقزز.. !!!!
مسلسل نهج وتضليل الحقائق، الكفر بعينه يا من تعتقدون بالدين والأيمان..!!
استيقظوا كما عرفنا اليقظة قبلكم بسنوات ، كفاكم وضع رؤوسكم في الرمل كالنعامات ..؟!!!

اللهم أني قد ذكرتكم بالتاريخ الموجز

وأن كنت على خطأ فيقوموني.. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة