الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 06:02

من أسراري الخاصة/ بقلم: بكر أبوبكر

بكر أبوبكر
نُشر: 08/02/22 09:05,  حُتلن: 09:44

من أسراري الخاصة، بل والخاصة جدًا!

-يا ساتر!

-إنها أسراري التي آن الأوان لكشفها لك أنت.

-لماذا؟

- لأنني لم أعد أطيق صبرًا ولم أعد احتمل التجاهل! هي في تصريحي لك ب"لمن كنت أكتب" أو أُطلّ في كثير من زوايا البوح أوالنشر التي خلطت فيها بين النفسي والمجتمعي وبين الأنا والهو؟ مما كنت تسألني عنه.

-نعم صحيح، لمن؟

-صبرًا

-صبرنا.

-من أسراري الخاصة ما كتمته كثيرًا، هو فيما حاولت أن أحقنه فيّ، أو في الآخرين لعلهم يرون من الحقيقة ما أريد أو يقتربون من زاوية نظري أو على الأقل يطلعون على شذرات قلمي؟ وروحي فيسعدون! وأسعد بسعادتهم.

-نعم.

-ولكن لم أستطع بكل المقاييس التي استخدمتها أو الأساليب أن أجذب أو أقترب من المُراد أوالمختار

-هل تقصد شخصًا بعينه؟

-نعم صحيح، وربما أكثر

-ومن هو؟

-دعني أبتلّ بماء روحي، ودعني بحبر كلماتي أدخلُ في عمق الفكرة، فلا تكثر من مقاطعتي ... فتكسر في روحي منصة الاعتراف

-سأدعك دون أن أقطع الحبل

-نعم. شكرًا لك. لقد حاولت على مدار سنوات طويلة ولعلها من الأعوام تتجاوز الثلاثين عامًا أن أجذب أو أن أقترب، أو ألفت النظر ولم أفلح!

-....

-هل تدرك كم يكون الألم شديدًا عندما يكون الحبُ من طرف واحد مثلًا؟

...

-أجب؟

-ما دمت سمحت لي بالكلام فأقول نعم أدرك

-هو ذاك، فأنا أحب أن يمسّ رعاف قلمي شغافَ القلوب عامة، فيسعدون. وقلوب من أخصهم بالمحبة وأخص التخصيص قلب واحد!

-هل لي أن أقول من هو؟

-ولماذا الاسم والمعنى هو الأصل

-لانني قد أعرفه، وأنا مولع بالأسماء

-لا أظنك تعرفه

-إذن أكمل

-إن من أشد أسراري هي حواراتي التي ما كانت تنتهي إلا لتبدأ في محطة أخرى، وعليه فإن روحي المتحفزة أبدًا، ونفسي الطموحة، وعقلي الذي لا يتوقف عن الكلام، وتوْقي الأبدي لجذب انتباهه هو كان محركي الكبير، وعامل حَثّي وحافزي على الفهم والدرس والتطوير

-هل تأزمت من هذه العلاقة ؟

-هي علاقة متأزمة أصلًا، فالفارق كبير بالمنهج والتفكير والفهم، وتأزمت وفي الأزمة هذه من الرغبة غير المُلباة كانت الفرصة التي فتحت لي أبوابًا لم أكن لأطرقها في عقلي أو بين أحضان الكتب لولاهُ، هل تصدق ذلك؟

-لكن، هذا شيء جميل

-هو جميل بتطوري المعرفي الفكري نعم، ولكنه مؤلم جدًا عاطفيا

-لعلي أفهم...التناقض

-أو لعلك لم تفهم؟

-كيف؟

-يا أخي أنا في المسار الطويل تقلبت بين أخذ وردّ، وبين محاولات للفت وجذب الانتباه كبداية حيث استخدمت من الأساليب الكثير: منها العنيف بمحاولة اجباره على الاطلاع على مسار قلمي وتطلعات روحي، ولكني لم أفلح. ثم بمحاولة إشراكه بنسيج القلم ولا أمل، فاتخذت من الإضاءة أمامه ونثر الورود لعله يراني وأيضًا لم أفلح!

.....

- ولم أفلح أيضًا حين أهّلت له المساحة لعله فيها يجد من بين كومة النسيح مقطوعتي، أو هدير أنفاسي... ولكنه كان يتجاوزها ابدًا ولا يلتفت!

-هذا شيء مرهق جدًا

- إشاراتي المتكررة المباشرة وغير المباشرة لمدوناتي ولمعجبيّ الكثر أمامه وفخرهم بما تضخه محطة روحي بحبرها، كانت محاولات أخرى فاشلة للفت نظره واستقبال غيث عيونه! وهذه أيضًا ما كان لها أن تجعله يطل عليّ من برجه العاجي أبدًا. روح هائمة لا تريد الاقتراب أو الاقتران!

-لم أفهمك جيدًا فهل كنت تتوق للاعتراف أم للحب أو للامتنان أم للتقديرأم الاقتران العسير؟

-كنت منه أتوق لنظرة ولكن متواصلة. أو لكلمة ولكن متواصلة. تدوم. أو للمسة حزينة متفاعلة أوودودة ولكن متواصلة! تشعرني بذاتي وتطفيء نار توقي!

-وهل حصلت عليها؟

-ما حصلت عليه كان أنني بيده صنعتُ نفسي، وبسببه أصبحت على ما أنا عليه

-كليًا؟

-بالطبع لا، ولكن بجزء كبير من سياقات قلمي ذات الطابع النفسي والروحي خاصة

-إذن لك أن تشكره، فأنت معه مثل حال فلسفة سقراط وزوجته الكئيبة!

-لقد حاولت في المسارالطويل، وغزير الانتاج، بين حدود روحي المفتوحة، وجدران روحه المغلقة إيجاد البدائل كثيرًا بأن أدمجته تارةً في نشاط الفكرة ، واخرى في إضاءات القلم طالبًا المعونة أو التعليق او الاطلاع ولو على أسطر قليلة فلم يكن لهذه الأسطر إلا أن تمحي من بين أصابعه أو لوح نظره المشتت، فلا يراها ولو كان المحيط لا يمتليء الا بها، هل تتخيل ذلك؟

-إذن سرّك فيه، وهو سبب الشقاء والنماء معًا.

-يمكنني أن اقول ذلك

-ولعل الالتفاتة أو الاهتمام أو نوع الكلام أو الحب الذي تطلبه ولم تحققه كان سيبطئ أو يوقف عملية الابداع لديك التي أراها يوميًا تنبجس من بين أصابعك والعيون فيما تقوله أو تكتبه؟

-لا أدري، ولكنني في معاناة قلمي وروحي وسرّي الكبير أتالم كثيرًا!

-فعلًا... أسرارك الخاصة مرهقة، ولكن كيف تتغلب على مثل هذه المشاعر؟

-لقد أوجدت لنفسي صديقًا من ذاتي، أحادثه كما لا أحادثك، أعذرني فهو يفهمني بلا مناكفات كما تفعل أنت! بل هو يعينني على الفهم والتسامح ومزيد من نثر الورود ويسعدني.

-لن أسألك ثانية من هو شخصيًا، فالبئر عميق.

-نعم. 

مقالات متعلقة