الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 17:02

طقّة على الحافر وطقّة على المسمار/ بقلم: منجد صالح

منجد صالح
نُشر: 31/01/22 11:17

الأمثال الشعبية والحِكم والأقوال المأثورة هي عصارة ثقافة الشعوب وتجاربها. اللغة العربية "مدبوزة" وتزخر بالأمثال الشعبية والحِكم والأقوال المأثورة في كتاباتي استخدم كثيرا الأمثال والحكم وكذلك حين يكون ذلك مناسبا اللغة المحكيّة، أي اللغة الداارجة. وهذا ما تنبّه له الأديب والناقد المبدع فراس حج محمد حين نقد كتابي القصصي الأول "ضاحية قرطاج" الذي صدر عام 2019.
فراس حج محمد دافع باناقة واقتدار عن استعمالي اللهجة الفلسطينية الشعبية في العديد من المواقف في قصصي في الكتاب، واعتبرها سدا منيعا أمام محاولات الاحتلال الاستيلاء على كل شيء عندنا حتى لهجتنا الشعبية وصحن الحمّص وقرص الفلافل!!!!.
وقد نُشر نص نقد فراس لكتابي في جريدة الرأي الاردنية تحت عنوان: "ملامح سردية في كتاب ضاحية قرطاج....
أما كتابي القصصي الثاني الذي صدر العام الماضي "ايسولينا وعجة بالفلفل الأسود" فقد نقده فراس بنفس الابداع نقدا تحت عنوان "منجد صالح هو الأسلوب نفسه".
ومن منطلق استخدامي ومحبّتي للأمثال الشعبية، سأحاول اليوم مشاركة القرّاء الأعزاء في هذا المثل الشعبي الفلسطيني البديع: "طقّة على الحافر وطقّة على المسمار"....
أعتقد أنّ جيل الشباب في فلسطين أو الجيل الأصغر سنّا "المُنغمس أكثر في الجوّال والكمبيوتر والانترنت، قليل التماس مع الطبسعة خاصة في الارياف سيج هذا المثل وتجلّياته العملية ومغزاه المعنوي شيئا مشوّقا.
فكم من واحدٍ من جيل الشباب شاهد "عملية حذاء حصان"، الأمر الذي كنّا نشاهده دائما ونحن أولاد صغار.
"عملية حذاء الحصان وتركيب الحذوة في قعر حوافره عمليّة فنّية موسيقية من طراز رفيع"، ولست أبالغ في ذلك.
فبعد "كشط" الزوائد الصلبة والمُستهلكة من حافر الحصان، تأتي عملية تركيب الحذوة على حافره وتثبيتها بمسامير خاصة.
ويبدأ الحذّاء المختص بالضرب على المسامير لتثبيها وغرسها في حافر الحصان ومن ثمّ الطرق على حافر الحصاب بوتيرة رتيبة تُخرج عزفا موسيقيّا "طقّة على الحافر وطقّة على المسمار"، أي ضربة على الحافر وضربة على المسمار، حتى تلبس الحذوة حافر الحصان بصورة صحيحة.
أما المغزى المعنوي، الدرس من هذا المثل البديع هو أن الانسان يجب أن ةيأخذ أمور حياته برويّة وحرص وبلا تسرّع وأن يكون حكيما في تعامله، مرّة بلين ورفق ومرّة بحزم. "طقّة على الحافر وطقّة على المسمار"، ودمتم بخير.
 

مقالات متعلقة