"أنا رحاب وجاي احكيلكوا حكايتي، أنا الصبية الحلوة، اللي كان عندي حلم انو أصير اشي في هاي الدنيا، بس القدر كان أقوى مني وصار اللي صار".
بهذه الكلمات افتتحت مسرحية "حكاية رحاب" على لسان ممثلة وبطلة القصة الحقيقية رحاب بدر ابنة قرية حرفيش. كم تمنت رحاب أن تكون أحداث المسرحية مجرد تمثيل وليس أكثر، ولكن رحاب كانت تتصرف تماما كما تتصرف في حياتها الطبيعية.
فأحداث هذه المسرحية التي عرضت على مسرح اوديتوريوم البقيعة يوم السبت الفائت، مستوحاة من قصة حقيقية هي قصة رحاب بدر من قرية حرفيش والتي اتخذت كرسي الإعاقة صديقا أبديا لها.



قبل عشرة أعوام، كذا المسرحية والحقيقة، تعرضت الطالبة رحاب بدر
(18) عاما وهي في أوج العطاء والانتهاء من التعليم الثانوي استعدادا للالتحاق بالجامعة، تعرضت لحادث طرق مروع ومنذ ذلك الحين ورحاب "مقعدة".
المسرحية هادفة وتحمل رسالة هامة لمكافحة ما بات يسمى بأنه حوادث السير ومدى تأثيرها على عائلاتنا ومجتمعنا، وتعود بنا إلى حياة رحاب أيام الدراسة. المشهد يبدأ من أيام الدراسة في "الصف الثاني عشر" مشهد كوميدي، في هذه الأثناء كانت رحاب الحقيقية من وراء الكواليس، لربما كانت تبكي وتستذكر تلك الأيام والليالي.
استطاعت رحاب بكل جرأة وصدق أن تروي قصتها أمام جمهور الحاضرين لتنتزع الدمعة الصادقة من أعينهم عساها بذلك توصل العبرة للناس خاصة الشباب منهم كي يتخذوا الحذر على الطرق أثناء جلوسهم خلف مقود السيارة، حيث أن أي حادث قد يؤدي بحياتهم أولا ومن ثم بحياة الآخرين أو يغيرها لواقع من الصعب تحمله آو تغييره.

المسرحية من تأليف وإخراج  الممثل المسرحي ابوحمزة محمد خير كوالد رحاب ومدير مسرح شروق في البقيعة وقد شارك إلى جانبه في التمثيل الفنان المبدع احمد مداح الذي تألق في دوره الكوميدي كأخ لرحاب ومن ثم تألقت الممثلة الشفا عمرية علا إسحاق بدور الأخت المدللة وصاحبة المقالب المضحكة.
وقد ساهم الفنان جميل رباح بوضع الموسيقى التصويرية المعبرة لأجواء المسرحية .
فور الانتهاء من عرض المسرحية كان لا بد من سؤال رحاب عن المصدر الذي تستمد منه القوة لاعتلاء منصة المسرح وعرض قصتها الحقيقة فقالت
"كنت هكذا دائما وسأبقى كذلك قوية شجاعة وصبورة".
والد رحاب أنيس بدر قال: "أتمنى لرحاب العمر الطويل، نحن نشد على يديها ومنذ  وقوع الحادث المفجع لم نفارقها بالمرة وهكذا سنبقى وسنلبي لها جميع متطلباتها".
وقد وعد رئيس المجلس السيد محمد خير في كلمته الترحيبية على دعم مثل هذه الإعمال الهادفة مستقبلا.