الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 07:02

مجزرة الطنطورة من جديد/ بقلم: شاكر فريد حسن

شاكر فريد حسن
نُشر: 24/01/22 10:35,  حُتلن: 11:50

كشف الباحث الإسرائيلي في تاريخ المجاز الصهيونية بحق شعبنا العربي الفلسطيني منذ النكبة وحتى الآن آدم راز، في تقرير موسع نشره في صحيفة هآرتس قبل أيام، بالتوازي مع فيلم وثائقي إسرائيلي عن مجزرة الطنطورة التي وقعت خلال النكبة، عن شهادات لجنود "لواء الكسندروني"، أظهر أن عدد الشهداء في هذه المجزرة يفوق 200 شهيدًا، وليس 200 شهيد، كما كانت تدعي المؤسسة الصهيونية.

وعلى الرغم من ان باحثًا اسرائيليًا آخر هو تيدي كاتس كان سبق آدم راز في الكشف عن المجزرة، اعتمادًا على حقائق ومعطيات وشهادات الفلسطينيين الناجين من المجزرة، في بحث له قدمه لجامعة حيفا، ونال عليه رسالة الماجستير، بينما راز خلافًا لكاتس اعتمد في تقريره على شهادات من جنود لواء الكسندروني، الذين نفذوا المجزرة الدموية الرهيبة في الطنطورة، وهم انفسهم كانوا قد رفعوا دعوى قضائية قبل عشرين عامًا ضد كاتس، ونفوا ارتكاب أي مجزرة، واضطر كاتس في حينه للاعتذار في المحكمة، وقامت جامعة حيفا بسحب اعترافها برسالته الأكاديمية، ما دفع المؤرخ التقدمي ايلان بابه، الذي أشرف على الرسالة لترك جامعة حيفا والهجرة من إسرائيل إلى بريطانيا، وهناك بدأ مشروعه الأكاديمي عن التطهير العرقي في فلسطين.

ولعل أبرز وأهم ما كشفه الباحث آدم راز هو اعترافات الجنود بارتكاب المجزرة، فضلًا عن تحديد موقع القبر الجماعي الذي دفن فيه الشهداء، والذي يقع تحت موقف السيارات على شاطئ دور، الذي تقع فيه قرية الطنطورة المهجرة، جنوب مدينة حيفا، وتحيط بها قرى كفر لام وعين غزال وأم الزينات وكبارة والفريديس وجسر الزرقاء.

وتعكس هذه المجزرة ككل المجازر الدموية بحق الفلسطينيين حقيقة الفكر الصهيوني وبشاعة العصابات الصهيونية في أكثر الصور والمشاهد دموية. وقد اقترفت المؤسسة الصهيونية بعد شهر من مجزرة دير ياسين، واستهدفت تحقيق الهدف الصهيوني المركزي المتمثل بالقضاء على الهوية الفلسطينية وشطب التاريخ الفلسطيني وتطهير البلاد عرقيًا بقوة السلاح وترهيب المدنيين وترحيلهم وتهجيرهم من الوطن، وما زال هذا الحلم قائمًا حتى الآن، ويتجسد بما يجري ويحدث في القدس والشيخ جراحًا تحديدًا.

اننا نعرف جيدًا أن الحركة الصهيونية وعصاباتها اقترفت وارتكبت مجازر عديدة ضد الشعب الفلسطيني في دير ياسين والطنطورة وعيلبون والصفصاف وسواها من القرى التي تم ترحيل أهلها، وراح ضحيتها مئات بل آلاف الجرحى والشهداء الذين تم دفنهم في قبر جماعي أو قبور جماعية. والسؤال الأخلاقي والسياسي والقانوني: هل الكشف مجددًا عن مجزرة الطنطورة وعدد الشهداء وتحديد مكان القبر الجماعي سيساهم في تثبيت التهمة ضد المجرمين؟! وهل يستثمر الفلسطينيون كل من يكشف وينشر عن المجازر والمذابح الدموية ضدهم لصالح قضيتهم الوطنية، لتحقيق حلمهم إنجاز حقهم التاريخي بالعودة والاستقلال وبناء دولتهم المستقلة.؟!

مقالات متعلقة