الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 08:02

بين الكذب والصدق شعرة دقيقة تفصل..

بقلم: مرعي حيادري

مرعي حيادري
نُشر: 18/01/22 16:05,  حُتلن: 19:07

منذ نشأتنا تعودنا لمظاهر المارقين بمجتمعنا المليء في المتناقضات وبكل المشارب الحياتية، متمثلة في السياسة والحزبية التي هي رأس النبع في تربية سلبية لما هو حاصل في زمننا والظواهر المتدنية في الكذب الذي لا نهاية له ابدا، والمدهش أننا مجتمع مثقف وبسيط يمتطي صهوة النبرة من هذا النمط اللعين في عدم سرد الحقائق كما هي ، لا بل نرفع من شأن مداهنتها مساهمة في تفضيل الكذابين المنافقين على نمط الصدق والحق الذي أضحى أداة نخجل في قولها طهارة ضد هؤلاء الدجالين للأسف..!

أخجل صراحة وبشدة لا مثيل لها حين أقابل بعض المثقفين او الذين يعتبرون انفسهم قيادات ويمرحون الحقائق أمام أصحاب المصالح الكذابين لأرضائهم غاية في نفس يعقوب لا اكثر..!، أندهش لمثل هؤلاء الناس وكيف يمكن لضميرهم الإنساني أن يكون في غياب عن الحاضر وما نشاهده من سخط وتجاوزات عما هو حاصل من نهج أعوج ،ثبت للقاصي والداني ومن خلال مؤشرات وأدلة على أن هذه التصرفات المخجلة والأذلال منها أسوأ أنواع الأحترام المفقود ،والكرامة المهانة لذات الشخص والجماهير من عروبة هذا المجتمع الذي يتعدى المليونان من البشر والإهانات المتكررة..!!

يا أخوتي وأخواتي ولكل صاحب قلب إنساني آدمي وصاحب ضمير حي أتوجه وأقول.. لا يعلو فوق الحق أي باطل..!!
تعودنا وتربينا أصحاب الهمم الوطنية والحق يقال بأننا نتجند دفاعا عن الأرض والوطن بدروب الأباء والاجداد ولفظ كل حرف أو كلمة مفادها الخيانة والتواطؤ أو التذلل من منطلق الحفاظ على القيمة الإنسانية وعلى ما تبقى من بقايا الإحترام، التي لا يمكننا أن نفرط بها ولو بأثمان من المال ووعودات لا رصيد لها، وأن تقف في وجه الظلال والظلام رافعين شعار الإنسانية والمساواة فوق كل مساومة على حقوقنا المشروعة كبشر ..

نعيش في دولة لا تحترم مواطنيها، لم نكن عقبة امام أي حكومة إسرائيلية أطلاقا، لا بل دوما رفضونا في شراكاتهم وعلى مدار أكثر من سبعين عاما..واليوم وبعد أن جربنا التحالف مع الحكومة الحالية تم التقليل من شأننا ضاربين عرض الحائط وجودنا داخل حكومة ندعم وجودها وعدم تفكيكها أو سقوطها في ظل إهانة شعبنا في كل أماكن تواجده والدليل الحاصل حاليا في النقب العربي..
معلومة بسيطة لا بد من ذكرها أن في النقب مقام ١٤٥ كيبوتس ومستوطنة يهودية، كيبوتس(شوفال) وحده وبمساحته الكبيره للزراعة، اكبر من مساحة مدينة راهط التي يقطنها ٧٠ الف أنسان، بينما في كيبوتس شوفال بعض المئات من القاطنين هناك ويعتاشون على الزراعة..!!

وللتذكير فقط ومن خلال التطورات السياسية وملف تهم نتنياهو والصفقة بمحو التهم مقابل أن يتنازل عن منصبه وعدم عودته للسياسة، تبرمج خلف الستار أجندة لتوسيع حكومة اليمين الحالية بصفقة من المتدينيين لأخراج عرب الموحدة من بيضة القبان؛ بحيث
لا يصبح لهم اي وزن يذكر ، وما هدفي الا ايقاظكم من الأحلام التي لم ولن تتحقق إطلاقا ..!!

الحياة تجارب والسياسة مقاطعا تندرج فيها الذكاء والحنكة ، وليس التضليل والكذب الحاصل، وها نحن بجزء من الدعم في الموحدة للحكومة الحالية ضمن فتات الخبز الذي لا نشعر في سريانه، والميزانيات التي وعدنا بها، ناهيك عن تصويت قوانين تخص شخصيات يهودية كان لها تاريخ أسود في هجرة الشعب العربي الفلسطيني، والتصويت على تمرير قوانين لا تفيد إطلاقا المواطن العربي..وعليه كفانا كذبا على الجماهير العربية ،فالمواطن العربي كشف الحقيقة الصادقة التي لا بد وأن تنتصر على الكذب المتواصل..!

وعليه رجاء أن تجعلوا شعرة معاوية تتغلب على التضليل والنفاق الذي لا نهاية له، من تصريحات لقادة وقيادة أثبتت فشلها في ظل شراكة غير موفقة لم ينتج عنها الا الذل والأنحناء..
عذرا أيها القيادات وقليلا من الخجل وإما ألانسحاب او ألاستقالة..
فالصدق فوق كل مغامر ، وحبل الكذب قصير..!!

قبل أن أقفل مقالتي تلك ،لا بد وأن أذكر الجماهير العربية التي ما زالت تنهج وفق التنظيمات العائلية، والتي هي سبب من أسباب الفشل والجهل والتخلف، عذرا منكم ، لقد ناديت وعلى الدوام أن تعطوا الفرص لمن هو أهل لمناصب القيادة محليا أو قطريا، وأن نحترم رأي كل من يريد التصويت، أو عدم المشاركة فيها..

وإلى الأحزاب العربية والتنظيمات فيها التي لا تبعد كثيرا عن التنظيمات العائلية أقول، أحترموا فكر وعقل المواطن ،وأنهجوا نهجا عقلانيا وأختاروا من هو مناسبا ليتقلد منصبا يستأهله..


ووسعوا دائرة الانتخابات الديمقراطية لدائرة أوسع، وأفسحوا المجال التفاوضي بين الأحزاب الأخرى ،وأجعلوا منها شركاء لكم، حتى يتم الأستقطاب بدائرة صدق أوسع، قادرة على لفظ أي كذب أو ديماجوجيه..


اللهم اني قد نبهت..وأن كنت على خطأ فيقوموني..

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة