يواجه المسجد الكبير والمعروف بالمسجد الزيداني أو العمري في وسط مدينة طبريا، والذي يعتبر من أهم مساجد فلسطين التاريخية واخر ما تبقى من المعالم العربية والاسلامية الشاهدة على الوجود الفلسطيني في المدينة، خطر انهيار مُحدق، كما ذكر باحثون، وذلك بفعل سياسات الازدراء والتهويد المعادية لكل ما عربي وفلسطيني والتي تمارسها السلطات الاسرائيلية في فلسطين التاريخية منذ النكبة.

ويذكر ان المسجد الزيداني يقع في وسط مدينة طبريا شمالي فلسطين، وبني على يد ظاهر العمر الزيداني عام 1748 م، اذ مر على تشييده 274 عامًا.

 المسجد الزيداني

وافاد الكاتب والباحث بمجال الجغرافيا التاريخية طارق بصول لـ "كل العرب" أنه في العام 1950 سنت اسرائيل ما يسمى بقانون املاك الغائبين، وبحسبه تعتبر اسرائيل مواقع أثرية وتاريخية ومنها اوقاف اسلامية كملك غائب وعليه تم مصادرتها والاستيلاء عليها من قبل سلطات الدولة.

ويعرّف قانون "املاك الغائبين" من هُجّر أو نزح أو ترك حدود دولة إسرائيل حتى تشرين ثاني 1947، خاصةً على أثر النكبة، على أنّه غائب. وتعتبر كل أملاكه (يشمل الأراضي، البيوت وحسابات البنوك وغيرها) بمثابة "أملاك غائبين" تنقل ملكيّتها لدولة إسرائيل، ويديرها وصيّ من قبل الدولة.

وأشار بصول ان "السلطات الاسرائيلية تهمل العناية بهذه المواقع الاثرية، لربما لمحو ما تبقى من اثار عربية في طبريا وغيرها من الأماكن، وعلى ما يبدو ان المسجد الزيداني في طبريا سينهار أمام أعيننا عاجلًا ام اجلاً في حال عدم ترميمها"، كما قال.

الكاتب والباحث بمجال الجغرافيا التاريخية طارق بصول

وكحال مسجد الزيداني في طبريا، ما زال من المساجد قائما مهددًا بخطر الإنهيار والبعض الآخر دُمر، فيما يُستخدم قسم ثالث لغير ما أُنشئ من أجله، تحديدًا في المدن المختلطة والقرى المُهجرة.

وتشير دراسات الى ان 15 مسجدا حُولت إلى كنس ومعابد لليهود، و 40 مسجدا هدمت أو أُغلقت أو باتت مهملة، إضافة إلى 17 مسجدا حُولت إلى حظائر للأغنام والأبقار أو مطاعم وخمارات ومتاحف ومخازن أو مكب للنفايات.

وجاء في رد سلطة الاثار: "قمنا خلال العام الأخير بدعوة من سلطة اراضي اسرائيل بمعاينة المكان وقريبًا ستُعقد جلسة للتداول بأمره".

ومن ناحيتها عقبت بلدية طبريا ان: "لا خطر حقيقي يحدق بالمسجد، وسيتم عقد اجتماع مع سلطة الاثار والتي تقع على عاتقها مسؤولية على المكان وليس البلدية".

 وجاء في تعقيب مؤسسة الأوقاف 48 حول القضية أنّه:"نحاول التواصل والتوصل الى تفاهمات مع بلدية طبريا للقيام بعملية ترميم المسجد ان شاء الله للمحافظة على بيت من بيوت الله و المعلم الحضاري والتاريخ المشرق على هذه الارض. نأمل ان نتوصل الى تفاهمات دون الحاجة لاتخاذ اجراءات قانونية في الامر."، كما وردنا. 

هذا، وتوجهنا لأخذ رد وتعقيب سلطة اراضي اسرائيل وفي حال وروده سنرفقه على الفور، ونؤكد في كل العرب أننا سنواصل متابعة هذا الملف.