الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 20:01

رحمك الله يا عمار حجيرات وصبر اهلك

بقلم: د. صالح نجيدات

د. صالح نجيدات
نُشر: 06/01/22 23:53,  حُتلن: 08:16

عندما تنهار القيم وتنعدم الأخلاق، ويغيب الرادع القانوني وتغيب مخافة الله من القلوب يقتل الطفل عمار حجيرات البرىء وهو يلعب مع أصدقائه، والدة عمار اخذته ليلعب في مكان الألعاب في بلدتها اعتقادا منها ان مكان الألعاب اكثر الأماكن آمنًا ولم تتوقع ان هناك وحوش من البشر تطلق النار والرصاص الحي عشوائيا، غير مبالين بنتائج تصرفاتهم فأردوا عمار قتيلا .

قتل عمار هز أركان مجتمعنا و اقشعرت له الابدان والكل يشعر اننا امام انهيار مجتمعي، ومن قام بارتكاب هذه الجريمة البشعة والنكراء لا يملك من القيم والأخلاق والضمير أي شيء ولا يعرف ان هناك شرائع سماوية تحرم القتل والابتزاز والخاوة وهو وبعيد كل البعد عن الإنسانية، والجرائم التي ترتكب في مجتمعنا تعتبر تعديا على إنسانية الانسان الذي كرمه رب العالمين في محكم كتبه السماوية الدينية للديانات الثلاثة، وهذه الجرائم التي ترتكب ضد المجتمع هي نتيجة جبن المجتمع وعدم اكتراثه بما يحدث حوله من مخاطر تهدد وجوده، فلو حدثت هذه الجرائم بمجتمع آخر لثار وانتفض حتى تعالج مشكلة العنف والجريمة واقتلاعها من المجتمع.

الاخوة الأعزاء، السوسة منا وفينا، فعندما يرى الاهل ان ابنهم ابن العشرين عاما يركب السيارة الفارهة والنقود بين يديه ولا يسألونه من اين لك هذا، او يعرفون مصدر هذه الأموال ويسكتون، ويعرفون ان ابنهم جمع هذه الثروة نتيجة التجارة بالممنوعات وارتكابه الجرائم وهم ساكتون، فهم شركاء بالجرائم التي يرتكبها.

ان عدم جمع السلاح من أيدي الناس سيبقى مجتمعنا في مستنقع الجريمة وندور في دائرة مفرغة وسوف تتفاقم الجرائم اكثر فأكثر، ففي السنة التي انتهت قبل عدة أيام قتل 125 شخصا وفي السنة الحالية اذا بقي الوضع هكذا الله اعلم كم من الجرائم ستقع في مجتمعنا، فغض طرف الأجهزة الأمنية وحمايتهم للمجرمين وعدم حل لغز الجرائم سيكون له تأثيره السلبي جدا على كل المجتمع في الدولة، فآفة العنف والقتل والفوضى والانفلات وانتشار السلاح غير المرخص في المجتمع العربي تشكل أكبر خطر عليه.

الاخوة الأعزاء، هؤلاء المجرمون هم أبنائنا الذين فشلنا بتربيتهم، هؤلاء المجرمون لهم عائلات، وسؤالي: اذا اردتم علاج العنف لماذا هذه الحمائل والعائلات الكبيرة لا تردع وتثني ابناءهم من اتباع طريق الإجرام؟ فلو قامت هذه العائلات بردع أبنائهم ما كان وصلنا بنا الحال الى ما نحن عليه.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة