في سنة 2004 كنت عايش في البيت متواضع مع ابي وامي نحن 5 اولاد و 6 بنات،  نحن لا نعيش مثل الاغنياء وكل واحد في عند غرفة خاصه وسرير و ثياب كثير وحمامات كبيرو نحن نعيش في 4 غرفه ونحن الاولاد برتدي الثياي من بعضنا البعض ونحن ننام على فرشات وليس سرير و وسادة و غطاء للنوم هنا حمام واحد صغير عند الاولاد حذاء وحدالكل ولد وللبنات حذاء واحد وليس مثل الاغنيا عندهما 5 او 8 احذية بعد ذالك.... و بعد مرور اشهر وايام جاء عيد الميلاد المجيد وابي وامي لم يقدرو ان يشترو هديه لكل واحد منا ابي يشتغل في معمل ياخد اجرته القليله وامي ست بيت وهذا لم يكفي 11 ولدا وبنتا عندما جلست لوحدي وانا افكر كيف ستكون الترتيبات للعيد وفكرت و ذهبت عند ابي وامي وقلت لهم عن الفكره وهي انه نحن وفرنا جزء من المال وانتم تساعدونا بمبلغ بسيط من النقود وهكذا سيكون باستطاعتنا ان نعيد بالعيد سويه ونقضي احلى الاوقات ونتساعد ونقدم الهدايا لكل افراد اسرتنا فالمساعده والمشاركه لها صدى واهميه بالشعور بالانتماء والمحبه والتضحيه لاجل اسرتنا وهذا شيء جميل ....
. وبعد مرور 8 سنوات الابن سمير البكر وكان متفوق في دراسته وكان يحب ان يدرس الجامعة
فذهب واخبر اهله وتكلم معهما عن انه يرغب في ان يتعلم الهندسة المعماريه و تصميم الديكور .
قال ابيه : كم هو المبلغ ؟
قال سمير: الهندسه المعماريه تكلف 8000 شاقلا وتصميم الديكور 5000 شاقلا .
قالت الام لابنها سمير : يا ابني سمير هكذا يصبح المجموع الكلي لقسط التعليم 13000 شاقلا وسوف يكون عبئا" كبيرا في تسديده وخاصة اننا نملك عائله كبيره ولها متطلباتها واحتياجاتها ونحن ملتزمون بدفع كل ما يلزمكم ، لكن هنا طمأنت الام ابنها فائله : لكن لا تقلق يا حبيبي سوف نعمل المستحيل كي نومن لك مستقبل واعد وناجح وسوف نكون لك السند والمعين لكن هيا نفكر بطريقه اخرى ممكن ان تكون مناسبه اكثر لوضع العائله ولك ايضا .
قال سمير: طبعا" يا امي انا فكرت بكل هذا قبلك فلا داعي للقلق . بامكانكم الاعتماد علي فها انا الان شاب ناضج واعي وبطل وسوف يكون مثل الفارس القائد نحو مستقبله دون اي تردد .
لدي فكره اسمعو بالنسبه لقسط الهندسه المعماريه انا بامكاني تسديده فاني املك من النقود ما يكفي وخصوصا اني ادخرتهم عندما اشتغلت مع عمي بالعطله الصيفيه ، اما انت يا ابي وامي فستدفعو الجزء المتبقي وهو 5000 شاقل ليكون بامكاني ان اكمل بموضوع تصميم الديكور وعندما انهي التعلم سابدا مباشرة بالعمل .
قال الاب : هذا امر رائع اني فخور بك يا بني
واكمل سمير كلامه وقال : انا وجدت مطعم اشتغل فيه ناذل .
قال الاب : انا موافق ان تشتغل لكن احرص يا بني على العمل بجهد وتاكد انه الاحترام واجب وكون زلمه قد حالك كرامتك اهم شي واتمنى لك النجاح في مجالك يا رفيق دربي
حلق والسماء حدودك يا بني حماك الله ورعاك
وفي الصيف من هذا العام سجل سمير بالجامعة واجتاز امتحان القبول ،،،، وحضر جيدا للتعليم في شهر تشرين الاول . والتحق بالجامعه فكانت بداية لتحقيق حلمه .
بالبدايه كان سمير متحمس جدا للموضوع وللتعرف عليه ولكن سرعان ما واجهه الصعوبات فمستوى التعلم بالجامعه كان يتطلب لمهارات عديده ومراجعات وبحث .... مما جعل سمير يتنازل عن عدة اموؤ يرغب بها في اوقات فراغه .
فالتزم بالدراسه والمثابره لانه ادرك جيدا انه هذه فتره مهمه في حياته لبناء مستقبل افضل .
فمن سار على الدرب وصل
ومن جد وجد ومن زرع حصد
ومن اراد العلى سهر الليالي
لا شيء في هذه الدنيا سهل ولكل شي بدايه ومسار لتحقيقه لذلك علينا ان نعرف مدى اهمية الوقت والعمل الجاد فله صدى بعيد جدا

وبعد مرور عدة ايام كنت اداوم في الجامعة باختصاص الهندسة وتعرفت على زملائي وزميلاتي في الصف .
لكن كانت توجد صبية حلو وجميلة تعرفت عليها واصبحنا اصدقاء مقربين و بعدها نجحت في امتحاناتي بنفوق واكملت بالتخصص لدرجة البرفيسور وتغيرت حياتي من فقير الى ميليونير.
وبعد ما ذهبت الى البيت مسرورا" قلت لابي وامي وهما مسروران للغاية .
وقال الاب : انت يا ابني رفعت راسي امام الناس ، قال الابن : شكرا ياابي على المساعدة الي قدمتتلي دم حياتك لكي ادرس الاختصاص الذي ارغبه.
مرت الايام والليالي بسرعة البرق وبال سمير لم يهدا فانه الان يفكر كيف يطور نفسه لانه قد انهى التعليم بنجاح ونال الشهاده الجامعيه والروفيسور ، لكن وقت الجد قد حان فطول الوقت كان يحلم في ان يدير شركه ويكون له اسم لامع في هذا المجال .
لكنه ليس بالسهل لكي يصل الى هذا التفوق
فانه يتطلب منه المال لبناء شركه والمهاره لادارتها ولمعرفة كيفيه التعامل مع الناس والصعاب وليكون صاحب خدمه مميزه لاهل بلده بشكل خاص وللجميع بشكل عام .
عرف سمير انه كان يجري كل فتره لقاءات لتطوير الذات وللتنميه البشريه فدائما كان الاول في التسجيل والمشتركه ، كذلك اكمل مسيرة التعليم فادارتة الاعمال ونجح رغم كل الضغوطات ، لطالما كان هذا الشاب الخلوق الطموح الذي قارن نفسه بنفسه وعرف قيمة ذاته وطورها ةاستفاد من كل انتقاد او تعليف ووجه له ، وتجاوز كل الجسور وعبر نحو الهدف بتميز .
اشتغل سمير شغل اضافي لكي يزيد من مدخوله الشهري لكي يتمم كل مستلزمات تحقيق الهدف . ولم يتعب ولم يكل .
وبعدما طور نفسه فتح اكبر واضخم شركه للهندسه في بلده فهنا بدا مسيرته الفنيه بالهندسة كان اغرب مهندس عمار وديكور بتصاميمه و اشكال البيت الي صممه و ديكوره وكانت صديقته مهندسة محترفة وصارو شركاء في شركته وكمان شريكة حياته
وبعد مرور سنه ونصف قال سمير لابيه يا ابي انا كنت راسم تخطيط لبيتي .
قال الاب : بالطبع يا سميرلا اعتراض انها فكره رائعه وفي الغد وعند استيقاظه ، ذهب سمير الى الشركة وبدء عمل تصميم بيته وخاصة انه قرر يوم عرسه فقد استغل الوقت وعمل بجد ونشاط واستشار امهر العمال والبنائين والدهانين لانجاز هذا البناء الفخم
و بعد ذالك رسم لكل من اخيه واخته تصميم لبيوتهم وهذه كانت هديه سيقدمها سمير لاخوته كشكر لهم لمساعدتهم له
وبعد مرور اشهر جاء يوم عرس سمير ، ففرح كل افراد العائله
وتم الاحتفال لجمعه كامله فيها اجتمع الاهل والافارب والاصدقاء واكلو الذ الماكولات وشربو اشهى المشروبات ورقصو وغنو وفرح الكل لسمير لانه كان ناجح واجتماعي ومحبوب .
وبعدها قد سافر سمير وزوجته رحلة شهر العسل الى عدة دول اوروبيه استطاع منها التعرف على المناطق هناك والتمتع هو وزوجته بقضاء احلى الاوقات سويه ، وقد استطاع ايضا تجميع افكار بناء مميزه تمتاز فيها تلك البلاد ، وصمم منها فورا عند رجوعه من رحلته في بلده .
الحياه حلوه لمن يفهمها . حلوه بحلوها ومرها فلا شك نحن نختار من نكون ونحن نعرف قيمة انفسنا لكن مهم جدا بين الجد واللهو ان نستطيع العيش وبفرح بهذه الحياه ، لكن كل ما هو علينا ان نعرف اهميه الوقت وكيف نوزعه لعمل الاولويات والرغبات وان نوازن بين الرغوب والطلوب في مسيرة تحقيق الهدف
ولا شي يدعى للفشل او الاكتئاب لانه كل واحد يتعلم من فشله
فمن تعلم من فشله لا يحسب انه فشل

ويا للحظ بان زوجة سمير مصممة ديكور فهي اهتمت بكل تصميم الديكور بداخل وخارج البيت وصارالبيت جميل ورائع للغاية مثل اصحابه .
لكن معروف بمجتمعنا العربي فرص العمل للمراه اقل من فرص العمل للرجال ، فهي رغم نجاحها وحب سمير لها قد كانت عليها مسووليه ترتيب البيت وتحصير الطعام وتربية الاولاد ... فرغم وضعهم المادي الحسن ، فقد عاش سمير وزوجته خياه متواضعه وعملو كل شي بانفسهم لحتى يعرفو قيمه الحياه ،
فعندما ارادو تنظيف البيت تساعدا الزوجان معا ، وعندما رجع سمير الى بيته قد كان يمارس دور الزوج الحنون الداعم والسند لزوجته فاهتم ان يحضرا طبق الطعام سويه وشعرو باهميه دفيء العائله والشعور بالانتماء ، وقد عرفا ان يفصلا بين وقت الشغل ووقت العائله واستمتع الزوجان مع اولادهما بقضاء وقت ممتاز سويه بالعطله
وعاش سمير وزوجته بثبات ونبات وانجبو الصبيان والبنات.
واستطاعو كزوجين ان ينجحو بمجال عملهم وصممو تصاميم مهمه لرجال اعمال من قرى وبلدان مجاوره .وكانو اهل ناجحين بتربية ابنائهم وانشاء جيل ناجح وخلوق بهذه الحياه .

لكن لا شيء يدوم للنهايه
بعد فتره كبر الزوجان وكبر اولادهم وكل منهم اختار المسار التعليمي المناسب له ، لكن سمير حدث له وعكه صحييه . وقام بالانشغال في اجراء الفحوصات اللازمه وكان هذا كافي في تغيير جو العائله لكنهم عرفو انه اهميه العائله ايضا في المشتركه والدعم بالاوقات المرضيه ، فقد اشترك الكل بالمساعده في اخذ والدهم على الفحوصات والتطمئن على صحته . وكان الاب راضي على ابناءئه وعلى طريقة عيشهم .
فلا اعتراض على مشيئة الله وايضا فترة المرض تتطلب منا هذه الاراده والمثابره لتخطي المشكله الصحيه والمتابعه والتغلب عليها تماما مثل الطريق لتحقيق النجاح نحو المستقبل .
وبالنهايه كل انسان سوف ينتهي ويموت والسمعه الحسنه والذكرى الطيبه هي التي تبقى .
فقد انهك المرض جسم سمير وتغلب عليه وخصوصا وانه في جيل متقدم من العمر وقد حانت ساعة الفراق
فللاسف قد فارق الحياه سمير .
لكن الذي خلف ما مات فانه رحل وترك ورائه زوجه رائعه واولاد ناجحين خلوقين .
وبالنهايه الحياه سوف تستمؤ وتكمل وعلينا ان تكون ارادتنا للحياه اقوى بكثير من ان نترك الزعل والحزن بالتغلب علينا

وقد قرر ابناء العائله بعمل تخليد لذكرى اباهم بالبلد واشترك الكل بهذا العمل الضخم وصار علم هام في هذه البلده وقد حافظ الاولاد على ذكرى طيبه لاباهم بهذا الشي .

عيشو مع بعض احبو وقدسوا العائله والاهل والابناء
فانهم كنز بهذه الدنيا ولا شي يوازي غلاوتهم
والنجاح بهذه الدنيا والتمرد على الصعاب امر جدا مهم

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com