الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 00:02

يجب تحصين أفراد مجتمعنا بموروثنا الحضاري/ بقلم: د. صالح نجيدات

د. صالح نجيدات
نُشر: 28/12/21 11:42,  حُتلن: 11:43

كما هو مهم جدا تقوية مناعة جسم الانسان حتى يصمد امام الامراض المنتشرة، هكذا يجب تقوية وتحصين مناعة افراد مجتمعنا الذين يتعرضون الى بث السموم وانصاف الحقائق والافلام الاباحية وافلام العنف من قبل وسائل الاعلام الكثيرة ومواقع الانترنت ومحطات التلفاز الهابطة بهدف تلويث وتخريب عقول شبابنا وابعادهم عن موروثهم الحضاري وخلق هوة بينهم وبين عقيدتهم وقيمهم الاصلية، ومن هذا المنطلق يجب تحصين أولادنا منذ الصغر بالتربية الصحيحة وترسيخ الثوابت الوطنية وتعزيز الانتماء المجتمعي منذ الصغر في ظل عالم المعرفة المفتوح على مصراعيه، فالعنف والجريمة لا تحدث من فراغ، فهنالك خلل وتقصير واهمال كبير في تربية أولادنا عند نسبة كبيرة من عائلاتنا، مما أدى الى ازدياد العنف ووقوع الجرائم، فنحن كمجتمع تعثرنا وفشلنا في نقل موروثنا الحضاري من عادات وتقاليد وقيم لأولادنا، فحصل فراغ تربوي ان صح التعبير، ملأته محطات التلفاز الهابطة، وغيرها من وسائل الاتصال التي تبث سمومها لتدمير اجيالنا، فعلى سبيل المثال نشرت منظمة ويكيليكس ان مئات من رجال المخابرات الغربية يعملون ليل نهار من اجل نشر الرذيلة ومعلومات وفتاوى غير صحيحة للشباب العربي من خلال هذه الوسائل من اجل تدمير اخلاق الشباب وخلق عدم الثقة بين الشاب العربي ودينه وموروثه الاجتماعي، فهنالك اكثر من 400 محطه تلفاز تبث باللغة العربية في خدمة المشروع الغربي، فأصبحت محطات التلفاز ومواقع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعية بغياب دور الاهل هي التي تربي اولادنا.
تدمير أمة لا يحتاج الى قنابل نووية او صواريخ , ولكن يحتاج الى اهمال التربية الاسرية وتخفيض نوعية التعليم لكي يتفشى الجهل في عقول الأبناء, فانهيار التعليم = انهيار امة.
وهذه الثقافة التدميرية تحدث تصدع تدريجي وعميق بالنسيج الاجتماعي بسبب الكثير من الأزمات والعنف والقتل في مجتمعنا وتلويث لعقول الشباب بغياب الارشاد والتوجيه الوطني الهادف وغياب دور الاسرة في تحصين أبنائها حيث ينعكس ذلك على وحدة المجتمع مما يؤدي إلى انزلاق لا يحمد عقباه.
يجب إيجاد صمام امان وهو بناء خطة تربوية شاملة تتبناها الاسرة والسلطات المحلية العربية لمنع كل التأثيرات السلبية من وسائل الإعلام لمنع حدوث انزلاق شبابنا الى الهاوية ومنع الانحراف الذي يؤدي الى الابتلاء في نفوس وعقول أبنائنا وسلخهم عن موروثهم العربي الاصيل .
علينا جميعاً ان ندرك حجم الاخطار الحقيقية التي تهدد مستقبل أجيالنا وعلينا حفظ أمن وسلامة واستقرار مجتمعنا بالوعي والتكاتف والوحدة والتربية الاسرية والمدرسية السليمة لاولادنا .

مقالات متعلقة