الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 21:02

العيش المشترك هو المصلحة العليا لكل مواطن/ بقلم: د. صالح نجيدات

د. صالح نجيدات
نُشر: 09/11/21 09:25

مجتمعنا العربي الفلسطيني في البلاد ، مكون من طوائف وعائلات ، وأحيانا يحدث صراع ومشاكل بين العائلات ، يؤدي الى صدامات وشجارات عنيفة وشرخ في الروابط الاجتماعية بين أبناء البلد الواحد ، مما يخلق الاحتقان والتوتر والأجواء السلبية التي تؤثر على كل مجريات الحياة ، وتؤثر على تربية اولادنا ، وحتى نحافظ على سلامة هذا المجتمع ووحدته وترابط العلاقات بين أفراده يتوجب على كل فرد ان يمتنع عن استعمال العنف مهما كانت المشكله والاحتكام الى العقل والقانون في حل المشاكل وعليه نبذ العصبية العائلية ، ويجب أن يدرك الفرد ان العيش المشترك هو المصلحة العليا لكل مواطن ، فالعيش المشترك بسلام واحترام هو بوابة صيانة وتعزيز سلامة ووحدة المجتمع ، وهو الاستقرار الاجتماعي والأمن والأمان والاطمئنان للمجتمع مما يجعل العيش رغيدا وجودة حياة عالية تجعل الفرد يعيش في سعادة وهداة بال . وإن أي تراجع في إرادة العيش المشترك او المس بها ، ينعكس سلباً على وحدة المجتمع ونفسيات الناس وعلى معنوياتهم ، ومن هنا فإن الحاجة تتطلب اليوم العمل على إبراز والتأكيد على إرادة العيش المشترك بين جميع العائلات والطوائف في بلداتنا وقرانا . فالتعايش المشترك هو رؤية عميقة وممارسة سلوكية من الجميع تتجه صوب إننا جميعاً مهما اختلفنا بحاجة إلى أن نتعايش مع بعضنا البعض فكلنا جيران ونعيش الواحد بجانب الآخر ، وأي طرف يشعر أنه في غنى عن قيمة التعايش المشترك ، فهو يبذر البذرة الأولى في مشروع هدم اساسات وتخريب الاستقرار الاجتماعي والسياسي للمجتمع الواحد ، وما أريد أن أثيره في هذا السياق هو إرادة العيش المشترك والسعي المتواصل لتنمية النقاط المشتركة بين جميع العائلات والطوائف في المجتمع الواحد ، ويجب تغييب مسببات الخصومة بين المواطنين والتعصب العائلي ، فان اختلف اثنان يجب ان لا يجر كل ابناء العائلتين الى هذا الشجار ، وعلينا إثراء متواصل للمواضيع الاجتماعية بثقافة التعاون والتعاضد والاحترام المتبادل ، على قاعدة الدين لله والوطن للجميع ، وعدم حل المشاكل الاجتماعية بالعنف مهما كانت المسببات والظروف ، وصولا الى نضوج بيئة وطنية اجتماعية تعلي من شأن إنسانية الإنسان وتتعامل مع الجميع بإيجابية تامة مهما كانت المنابت والأصول.
فالعيش المشترك في مجتمعنا ، يجب جعله في أول سلم الافضليات لكل واحد منا لأنه يضمن الامن والأمان والسلم الاهلي للجميع ، وهو واقع اجتماعي لا بد من حمايته من الفتن ومن كل خصومه وعصبيات بغيضة ، والحماية هنا تتطلب تكاتف بين الجميع لنبذ كل إنسان يسيء إلى العيش المشترك ووحدة البلد ويجب استخدام وسائل التثقيف العام للترويج والدعوة إلى العيش المشترك مع الآخرين باحترام وتقدير لابناء البلد ،واحترام الجيرة والجيران .
الدكتور صالح نجيدات

مقالات متعلقة