الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 10:02

أريدُ حذاءً يتكلّم-السفير منجد صالح

السفير منجد صالح
نُشر: 30/10/21 21:16

استعرت هذا العنوان الجريء من عنوان كتاب للصديقة الأديبة الفلسطينية النابلسية شيراز عنّاب. كتاب بديع بنصوصه ومحتوياته وتجلّياته.
أرجو المعذرة منها مُسبقا، مُقدّما، وسلفا، وأنا على البرّ، قبل أن أخوض وأغوص في مياه البحر العميقة، فمن يدري ان كان نصّي وسردي سيوازي أو أن يكون بهذه الدرجة من البداعة والوداعة و"الجدعنة"؟؟!!.
وربما يُحرّضني أيضا على "خروجي عن النص" و"كسر المجاديف" قليلا نثرا، مقالات الصديق الكاتب الشاعر الناقد فراس حج محمد الحرّاقة "المتبّلة" الوارفة الظلال البديعة، "أم عيون جريئة".
لدينا "مِحبرة قديمة على طاولة خشبية مُغبرّة، تحمل في أحشائها قليل من الحبر الأزرق جفّت حوافّه، وريشة ملقاة على ظهرها"، بالقرب من وبجانب المِحبرة، مُزرقّ رأسها، لكن شُعيراته جافة بقسوة.
منذ عدّة شهور لم "تتحرّش" أصابع الكاتب بريشته "قسرا وليس طوعا" بأمر وضغط و"هرس وهوَس" من "دائرة الأرصاد الجوّية"، فرع الرقابة الأمنية، بموجب قوانين الدفاع وفرض "الأجواء"، الأحكام العرفية، في البلاد، نتيجة جائحة الكورونا.
تقول لائحة الإدّعاء ضد "ريشة"، قلم الكاتب، بأنّه "ضُبِطَ" مُتلبّسا ومُلتبسا دون كمّامة، في "الشارع العام مُخالطا الجماهير"، في ظلّ ذروة موجة الجائحة!!!
أمّا الكاتب فيدافع عن نفسه وعن ريشته وبردّ حانقا غاضبا عاتبا، ويقول "مُدّعيا" بحقٍ بأنّه مُلتزم، مُكمّم، وزوجته مُكمّمة، وأولاده مُكمّمون، وجيرانه مُكمّمون، وأبناء الحيّ جميعهم قاطبة دون استثناء مكمّمون، حتى أن سبّاباتهم مكمّمة خوفا من لمس أزرار المصعد ومفاتيخ الكهرباء التي تُنير درج وممرات العمارة.
أما هو، الكاتب بذاته، فسبّابته وإبهامه مكمّمان تحسّبا وخوفا من أن يضغطا على الريشة، "غير المُكمّمة"، ذات الرأس المُزرقّ والجاف بقسوة، فتنزلق في المحبرة وتخرج "تتراقص" و"تبقّ بحصة" تتدحرج في الشارع العام و"تخرق وتخترق" حالة منع التجوال المفروضة لضبط إيقاع جائحة الكورونا المُتصاعدة.
وربّما دون قصد قد تصل "البحصة" في تدحرجها و"تطبّ" في كرسي الزعيم، الجنرال، القائد المُلهم المُبجّل الأوحد، "أبو عيون جريئة"، الذي لم تلد النساء مثله، لا في السابقين ولا في اللاحقبن، لا في البرّ ولا في البحرّ، إذ أنّه، وبعد ولادته مباشرة ودون تأخير، تمّ "تكميم" أرحام النساء جميعهن في الجمهورية كُلّها.
"كسروا القالب" و"الله غالب" بعد ولادته ليبقى على مرّ الزمان والعصور مثل السيف فردا.
المُنتج الوحيد الذي لا يمكن تكميمه هو الحذاء، لأن عكس ذلك سيمشى الناس حفاة، وهذا مُناقض ومُخالف ومُناف للذوق العام، التي تحرص "نواطير" الفجر على عدم "تفشّي" البداوة والعودة إلى الصحراء وإلى:
"أتذكر إذ لحافك جلد شاةٍ وإذ نعلاك من جلد البعير".
وتوشي بالعودة إلى مياه الحنفية فقط "الحصرية المحفوظة في الثلاجة أعواما" وإلى العوم في مياه "الترعة!!!".
فكيف يمكن إذن تكميم الحذاء؟؟".
الأمر ذاته يندرج على "دوائر الأرصاد الجوّية، فرع الأمن والضبط والربط" في معظم الدول العربية والإسلامية.
أمّا وجود حالات مشابهة أخرى في بعض البلدان المُطلة على مياه حوض البحر الأبيض المتوسط الزرقاء الوادعة، فهي "مُجرّد صُدفة"، "لا ترقى إلى درجة اليقين!!!".
كاتب ودبلوماسي فلسطيني



 

مقالات متعلقة