* مركز ميزان: "هذه هي سياسة أحداث أكتوبر فالضحية باتت المتهم ولا جديد تحت الشمس"

قامت شرطة عكا باستدعاء الشيخ محمد ماضي رئيس الحركة الإسلامية في عكا ورئيس مؤسسة عكا للثقافة والتطوير للتحقيق، حيث جرى التحقيق معه تحت الإنذار بدعوى التحريض والدعوة للمشاركة في تظاهرة ممنوعة.
وكانت الشرطة قد استدعت الشيخ إلى محطة الشرطة في عكا حيث وجهت له تهمة التحريض على العنف، في إشارة إلى اتهام الشيخ بدعوة أهل عكا إلى تقديم المساعدة لإخوانهم العرب في منطقة الشيكون، حيث حاولت الشرطة إيجاد صلة للشيخ بدعوة الناس لنجدة سكان الشيكون عبر مكبرات الصوت في المساجد.

كما وجهت الشرطة للشيخ تهمة المشاركة في مظاهرة غير قانونية لتواجده مع أهالي عكا في الساعات الأولى للأحداث حيث هب الناس في محاولة منهم استقصاء مصير العائلات العربية التي حوصرت في المناطق اليهودية.
وقد ابلغ قسم التحقيق الشيخ أنه قد أنهى تحقيقه معه، وأن ملفه سوف ينقل إلى النيابة العامة التي ستبتّ في أمره وتقرر فتح ملف وتوجيه تهمة رسمية له أو لا.
وقد أعرب الشيخ محمد ماضي عن استيائه من أن الشرطة تحاول تحويل ضحايا عكا إلى متهمين وتجد لها كبش فداء لا بد أن يكون من الوسط العربي، بدل اهتمامها بأصل المشكلة وهو التطرف اليهودي، في محاولة منها لإيجاد مخرج أمام وسائل الإعلام.

هذا واستنكر مركز ميزان هذا الإجراء وقام بإرسال رسالة مستعجلة إلى المستشار القضائي للحكومة يطالبه بإيقاف هذه المضايقات والإجراءات المستهجنة وخاصة أن العرب في عكا كانوا قد ابدوا انضباطا والتزاما منقطع النظير نظرا للظروف والخطر الحقيقي الذي تعرضوا له وإهمال بل وتفريط الشرطة القيام بواجبها في حمايتهم.
هذا وقد تطرق مركز ميزان في رسالته إلى التفوهات العنصرية والخطيرة من قبل قيادات ورجال دين يهود أدت بصورة مباشرة إلى تصاعد الهجوم على المواطنين العرب والتي لا تزال الشرطة تتجاهلها مما يجعلنا نتساءل عن الدافع الحقيقي من وراء التحقيق مع القيادات العربية تخصيصا وهو ما لا يمكن تبريره إلا بسهولة مهاجمة الأقلية العربية من جهة ومحاولة تهميش قضية العنصرية القومية اليهودية التي كانت أساسا لهذه الأحداث من جهة أخرى، وهو مما يحرج الدولة الصهيونية عالميا.
يذكر أن هذه التحقيقات تجيء بعد الأحداث التي شهدتها مدينة عكا التي يسكنها عرب فلسطينيين ويهود في ليلة عيد الغفران الأخير الذي احتفل به اليهود بتاريخ 08/10/8، حيث اندلعت صدامات بين السكان اليهود والعرب في إثر قيام مجموعات من السكان اليهود بالاعتداء الشديد على احد السكان العرب ومحاولة قتله بحجة أنه لم يحترم عيدهم لمجرد أن قام بقيادة سيارته في الشارع الرئيسي متوجها إلى بيت أقارب له في المدينة، وقد أعقب ذلك هجوم من جماعات وحشود كبيرة من اليهود على الأحياء العربية حيث قاموا بتكسير السيارات وحرق المنازل وتهجير كثير من العائلات العكاوية العربية من أرضها وبيوتها وقد استمرت هذه الأحداث أياما وليال عدة قبل أن تقوم الشرطة بوقف فعلي لهذه الاعتداءات.