كفى، كفى، للاقتتال الداخلي بين ابناء الشعب الواحد. ما يحصل في غزة لا يشرف أي عربي فلسطيني على وجه البسيطة. ماذا جرى لكم يا اخوتي الاعزاء، لا اكل لديكم، وتقومون عن سبق الاصرار والترصد بقتل ابناء جلدتكم، تدخلون الى المساجد وتقومون باعمال القتل والذبح، الى اين وصلنا؟ والله العظيم، انني اخجل من كوني انتمي الى الشعب العربي الفلسطيني في هذه الايام...

كفى، كفى لسفك الدماء الفلسطينية بالرصاص الفلسطيني. ماذا جرى لنا نسينا ان الاحتلال ما زال قائما، تناسينا، ان اسرائيل وامريكا والاوروبيون فرحون من الذي يحدث في قطاع غزة. الم تسمعوا ما قاله سماحة الشيخ حسن نصر الله، الزعيم العربي الذي قهر الجيش الذي لا يقهر، قال سماحته انهم لو قتلوا منا، أي ما يسمى قوى الرابع عشر من اذار، الفا، لن نستعمل السلاح اللبناني ضد اللبنانيين. لماذا لا نتعلم منه، ولماذا لا تنصرف كما تصرف هذا الزعيم، الذي نحترم مواقفه الشجاعة والجريئة.
تتصارعون على سلطة وهمية باتت عبئا على الشعب الفلسطيني، تتقاتلون على سلطة سراب يتحكم فيها الاحتلال الاسرائيلي. لا، يا اخوتي الاعزاء، حتى في احلامي السوداوية، لم اتخيل ان نصل الى هذا الوضع، الفلسطيني يقتل الفلسطيني، والاحتلال يتفرج.
هل تريدون انقاذ اولمرت من ورطته؟ ماذا جرى لكم، كفى، كفى، لقد بلغ السيل الزبى، نحن ابناء الشعب العربي الفلسطيني في جميع اماكن تواجده، نتوجه اليكم بنداء صادر من القلب الفلسطيني النابض، اوقفوا هذا الاعمال، لانها دخيلة علينا وعلى خصالنا وعلى نضالنا، فكروا بالاسرى الذين يقبعون في سجون الاحتلال لانهم قاموا باعمال من اجل تحقيق حلمنا باقامة دولتنا المستقلة، فكروا بالاف الشهداء الذين انضموا الى قافلة شهداء فلسطين، وعطر دمهم الزكي تراب الوطن الغالي، من اجلهم جميعا، ومن اجل الاجيال الصاعدة والناشئة يتحتم عليكم، اخوتي الاعزاء، ان توقفوا حمام الدماء في غزة هاشم.

بالله عليكم، انتم في حركتي فتح وحماس، كيف تريدون مني ان افسر لنفسي اولا وافسر للاخرين ثانيا، ان فصائل المقاومة الفلسطينية توصلت الى هدنة مع الاحتلال الاسرائيلي، وحافظت عليها، ولكن الفصائل نفسها لا تتصرف على هذا النحو في المواجهات الدامية في غزة. كيف يمكن لفلسطيني ان يوجه بندقيته الى فلسطيني، والله، العار كل العار لهذه البنادق التي تسيل الدم الفلسطيني.
من اجل ماذا وعلى ماذا هذا الصراع الوهمي والسرابي، كفى، كفى، انكم تقتلون بعضكم يوميا، وتقتلون جميع ابناء شعبكم في مناطق الـ48 وفي الشتات، اننا نتعذب عندما نرى الاطفال من ابناء شعبنا يقتلون بنيران ابناء شعبهم؟ لا، يا اخوتي الاعزاء، اجتزنا جميع الخطوط الحمراء، جميعكم تتحملون المسؤولية التاريخية وجميعكم ستدفعون الثمن الغالي هباء، توقفوا الان الان وليس غدا، لاننا اذا بقينا على هذا المنوال فاننا سنضيع ما تبقى لنا من فلسطين الحبيبة.
والله عندما قلت انني اخجل من كوني فلسطينيا كنت صادقا. توقفوا، توقفوا وتذكروا ما كنا نقوله في الانتفاضة الاولى تقدموا تقدموا، تقدموا، فمهما حدث سنبقى ابناء الشعب الواحد، وبالله عليكم لا تمنحونا التبريرات والتسويغات لما يحدث.
تقدموا نحو الوحدة، كفى لسفك الدماء

  زهير اندراوس