فاخر قياديون في الجبهة بنتائج انتخابات تل أبيب وحصول قائمة "مدينة لجميعنا" على خمسة مقاعد وعلى عشرات آلاف الاصوت للرئاسة لصالح دوف حنين، عضو الكنيست عن الجبهة. وكالت بعض هذه القيادات المديح لما اسمته تقبل المجتمع الإسرائيلي للجبهة ومواقفها.
حتى لا يقع الناس في الأوهام يجب ان تقال الحقيقة، وهي صاعقة ومذهلة. فقد خاض دوف حنين الانتخابات بقائمة نظيفة من العرب، وليس فيها حتى ما يسمى التعايش. وللمقارنة، حتى حركة يسار صهيوني مثل "ميرتص" خاضت في الانتخابات الماضية والأخيرة الانتخابات بقائمة تضم عربي من يافا متقدم. كيف للجبهة ودوف حنين تحديدا ان يشكلوا قائمة بلا عرب! كيف له أن يخوض انتخابات بلا عرب في تل أبيب ثم يطلب من العرب أن يدخلوه الى الكنيست بأصواتهم.
الأدهى من ذلك، أن قائمة دوف حنين لجأت الى 19 ضابط احتياط ليدعموا القائمة. وليس أقل من ذلك أن تكون اغلبية القائمة من المنتمين بمواقفهم وحتى بعضويتهم للآحزاب الصهيونية ومنهم المرشح الثالث، الذي ينتمي الى التيار المتطرف في الليكود.
لقد رفض المئات من اليهود التقدميين التصويت للقائمة وفضلوا التصويت لقائمة "يافا"، لدعم أهالي يافا الذين يعانوا الأمرين من سياسة الحكومة وسياسة البلدية. وقال بعضهم أنهم يرفضون التصويت لقائمة نظيفة من العرب، لأن ذلك يعني الخضوع للعنصرية المتفشية في المجتمع الإسرائيلي.
قد نفهم الخجل من هكذا قائمة، لكن علام المفاخرة بقائمة يهودية صرفة، حصلت على رصيد أمني بدعم الضباط وتحالفت مع الليكود وغيرة من الأحزاب الصهيونية. إذا كان هذا انجازاً، هنيئاً لكم بهذا الانجاز.
هناك من يقول بصفاقة أنه لو كان في القائمة عرب، ولو أنها طرحت قضية العنصرية بقوة، ولو أنها لم تساير الفكر المهيمن في المجتمع الإسرائيلي لما حصدت هذه الأصوات. السؤال ما قيمة هذه الأصوات، وما قيمة أن يغير الإنسان جلده حتى يحصل على أصوات ستذهب أدراج الرياح.