الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 14:02

السعودية تعتبر الفلسطينيين إرهابيين.. أي خدمة هذه لإسرائيل؟/ أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 13/08/21 12:02,  حُتلن: 15:41

الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد في العالم، والذي تم تهجيره وممارسة عمليات قتل وتنكيل ضده على يد عصابات صهيونية، ساعدتها بريطانيا فيما بعد على احتلال فلسطين في العام 1948.وتم تأسيس الدولة العبرية باعتراف الأمم المتحدة، رغم معرفتها بأنها أقيمت من خلال طرد شعب من أرضه. ورغم التشرد والمآسي التي مر بها الفلسطيني إلا أنه لم يستسلم لليأس والمصائب وظل مثابراً حتى في اللجوء على النضال من أجل بلده. حكام الخليج يعرفون أن للفلسطينيين الفضل الأكبر في تثقيف وتعليم أبناء الخليج. وإن كان هناك ساسة كبار يفهمون بالسياسة في الخليج فهم بدون شك من تلامذة أساتذة فلسطينيين.
القضاء السعودي أصدر الأحد الماضي أحكاماً غير مبررة على سبعين فلسطينياً يقيمون في السعودية تتراوح بين البراءة والسجن 22 عاما بتهم دعم قضيتهم وشعبهم دون الإساءة للرياض، وتتهمهم بالإرهاب.
تصوروا الفارق الكبير في المواقف تجاه الفلسطينيين بين الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز، وبين الحكام الحاليين في الرياض. ولنذكّر (الولد) محمد بن سلمان، أن اغتيال الملك فيصل السعودي في الخامس والعشرين من شهر مارس/آذار عام 1975 كان بسبب قرارات ومواقف حاسمة للملك الراحل أبرزها قطع إمدادات النفط عن الغرب عام 1973 ودعمه للقضية الفلسطينية. وتصوروا أن الفلسطينيين أصبحوا اليوم إرهابيين بنظر "حرامية الحرمين" في بلاد الحجاز.
السعودية التي تصف الفلسطينيين اليوم بالإرهابيين، كانت إحدى أكثر الدول الخليجية التي تعلّم طلابها على أيدي آلاف المعلمين الفلسطينيين، ناهيك عن المجالات الأخرى مثل السياسة، الطب، الهندسة والإستشارات بجميع أنواعها. لنذكر(الولد) محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، بأن السعودية أصبح لها اسم في الدبلوماسية العالمية بفضل سياسيين فلسطينين:
السياسي الفلسطيني أحمد الشقيري: وهو الأبرز، حيث عينه الملك سعود بمرسوم ملكي في منصب "وزير دولة لشؤون الأمم المتحدة، ثم سفيرا دائما للمملكة في الأمم المتحدة
الدبلوماسي الفلسطيني سمير الشهابي تم تعيينه كسفير أول في سويسرا من 1956 إلى 1959، ثم قائماً بأعمال السفير في روما من 1959 إلى 1961، وسفيراً في تركيا والصومال وباكستان، قبل أن يلتحق بالأمم المتحدة مندوباً دائماً للرياض سنة 1983، ليتوج عمله الدبلوماسي العام 1991 بانتخابه رئيساً للدورة السادسة والأربعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، الشهابي أنهى مشواره الدبلوماسي قبل تقاعده وعاد إلى سويسرا سفيراً للمملكة حتى العام 1999.
السعودية اختارت أيضاً الفلسطيني عوني الدجاني، واحداً من أوائل سفرائها في اليابان، خاصة أن اليابان بدأت بالتحول لدولة صناعية كبرى مؤثرة في الاقتصاد العالمي. وكان أحد أكثر الملفات المسؤول عنها الدجاني هو إبقاء اليابان ودول الشرق الأقصى ضمن الدول المؤيدة للحق الفلسطيني.
فلسطيني آخر خبير في الاقتصاد اسمه رجاء الحسيني مقدسي الولادة، شغل أيضاً منصباً حساسا في السعودية، حيت أصدر الملك سعود قراراً بتعيينه أميناً عاماً للمجلس الأعلى للتخطيط، بعد أن كان مستشاراً في وزارة المالية .
لكن وصف الفلسطينيين بالارهابيين لم يكن شيئاً جديداً أو حالة استثنائية في السعودية. فقد قالت صحيفة "مكة" السعودية في العاشر من شهر أيار/مايو عام 2019 ان المرحوم الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي هما إرهابيان. وأعتقد بأن المسؤول عن الصحيفة قي منتهى الغباء: هل نسي أن الملك عبد الله استقبل الراحل الشيخ ياسين؟ فكيف يمكن للملك أن يستقبل إرهابياً؟
الفلسطينيون بنظر محمد بن سلمان هم إرهابيون لأنهم يدافعون عن قضيتهم وحقهم ويدعمون أهلهم وذويهم، فهل يوجد بعد خدمة أفضل من ذلك تقدم لإسرائيل؟ الفلسطينييون إرهابيون بينما كوشنر صديق (الولد) ومستشار ترامب السابق الذي طالب ذات يوم بتدمير مكة والمدينة للبرهان (حسب ادعائه) على أن الله ليس مع المسلمين هو ليس إرهابياً إنما هو مواطن صالح.
إلهذه الدرجة وصلت النذالة والعمالة بالعهد السعودي الحالي؟ لك يوم يا ظالم.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة