الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 21:01

لنسلّط الضوء على البلدات المختلطة/ بقلم: أمنون بئيري

أمنون بئيري
نُشر: 14/07/21 13:31

من المدن المختلطة قد يأتي الخير، أو لربما الشر، للعيش المشترك بين العرب واليهود

أصبحت معظم مدن البلاد مختلطة ولم يعد التفاعل بين اليهود والعرب مقصورًا على المدن السبع المختلطة التي نعرفها جميعًا. هذه المدن هي مؤشرنا نحو المستقبل. الطريقة التي ستتشكل بها العلاقات والترتيبات بين اليهود والعرب ستحدد كيف ستبدو حياتنا في كل مدينة ومنطقة في جميع أنحاء البلاد.

لكي تكون المدن المختلطة نموذجًا يؤدي إلى السلام بدلاً من الحرب، هذا ما يجب القيام به:

1. تنظيم سياسات للسلطات المحلية المختلطة. لتحقيق هذه الغاية، أولاً، يجب أن يحدد القانون ما هي السلطة المحلية المختلطة. الحقيقة البسيطة هي أنه لا يوجد تعريف للمدن المختلطة في إسرائيل. توصية: أي سلطة (مدينة، مجلس محلي، مجلس إقليمي، إلخ.) يعيش فيها أكثر من 20.000 عربي أو ما لا يقل عن 10٪ من سكانها، ستُعتبر مختلطة، وستطبق عليها القوانين والإجراءات ذات الصلة.
2. النص في التشريع على أن تتم إدارة المدينة المختلطة بالتعاون مع الأقلية العربية فيها - حجز مقاعد للعرب في مجلس المدينة. تعيين نائب عربي بمعاش شهري؛ التمثيل المناسب للعرب في الدوائر البلدية حتى في المناصب العليا. في أي دائرة لا يكون فيها المدير عربيًا، يتم تعيين نائب عربي والعكس صحيح.
3. إنشاء قسم للمساواة والحياة المشتركة في كل مدينة، يديره عربياً ويهودياً. ستخصص الدولة ميزانية لهذه الأقسام التي ستكون مطلوبة لتطوير خطط العمل وتقديم تقارير سنوية.
4. مسح عادل وحقيقي للفجوات بين اليهود والعرب في المدن. هدفه التصحيح وليس الاخفاء. الميزانيات والبنية التحتية والإسكان والتعليم والجريمة وكل شيء آخر - الفجوات لا حصر لها وتحتاج إلى تحديدها كمياً.
5. تعلم اللغة العربية بين موظفي البلدية ومقدمي الخدمات (من موظفي المراكز الجماهيرية إلى رجال الإطفاء) وكذلك التعرف على المجتمع العربي في المدينة. اليوم - من الصعب تصديق - لا يوجد مثل هذه المعرفة تقريبًا في كثير من الحالات، حتى بين موظفي قسم الرفاه الاجتماعي والصحة.
6. وجوب إنشاء مؤسسات وتشغيل خدمات متساوية للسكان العرب، خاصة في المدن المختلطة الجديدة (مثل نوف هجليل) حيث لا يوجد الكثير من هذه الخدمات بعد. رياض الأطفال والمدارس في تيار التعليم العربي؛ دروس وأنشطة في اللغة العربية والمكتبة والمسجد والمقبرة الإسلامية والمسيحية وما شابه.
7. تنفيذ مفهوم تعليمي مخصص للمدن المختلطة والذي سيشمل: أ) مدرسة ثنائية اللغة في كل مدينة (لا تزال الغالبية تفضل الخيار المنفصل، لكن الطلب على ثنائية اللغة يتزايد باستمرار؛ ب) ادخال "التعلم المشترك" لجميع المدارس المنفصلة. أي: يوم واحد في الأسبوع، سيدرس الطلاب معًا، كل أسبوع في المدرسة الأخرى. لقد نجح هذا الأمر في نظام التعليم المنفصل في بلفاست كما وانه ناجح في مشروع تجريبي هنا أيضًا. الآن يجب أن يدخل المشروع إلى جميع المدارس في المدن المختلطة؛ ج) دراسة اللغة العربية المحكية في المدارس العبرية وزيادة تعليم اللغة العبرية في المدارس العربية. كلا الموضوعيين من رياض الأطفال. د) دمج المعلمين العرب في المدارس العبرية وليس فقط كمعلمين للغة العربية. وينطبق الشيء نفسه على اندماج المعلمين اليهود في المدارس العربية
8. تواجد اللغة والثقافة العربية في المدينة: أسماء الشوارع والميادين، اللافتات باللغة العربية، ثنائية اللغة في المطبوعات والأنشطة، صيانة وتجديد المباني.
9. تطوير مكثّف للأحياء العربية: في بعض المدن، خاصة التاريخية منها، لا يمكن تصّور الفجوة بين الأحياء العربية واليهودية. يبدو حي القطار في اللد، والمتواجد على بعد 6 دقائق بالسيارة من مطار بن غوريون وربع ساعة من مركز عازريئلي في تل أبيب وكأنه ضاحية من ضواحي مومباي في يوم سيء، ينصح بالذهاب الى هناك لمشاهدة هذه الغرابة. من هناك تبدأ حرب لمن يتساءل. الجزء الأكثر أهمية في هذا التطور هو السلسلة القانونية للمباني ثم اتصالها المنظم بالبنية التحتية والتنمية البيئية.
10. محاربة الجريمة - الأمن الشخصي للمواطنين العرب في المدن المختلطة أسوأ من أمن العرب في البلدات العربية. هذا واضح من معطيات بحثنا في مبادرات إبراهيم. من يعتقد أنه ليس من المخيف أن يؤذي العرب العرب، يجد أن المجرمين لديهم أيضًا شهية صحية لليهود أيضاً. للظاهرة الشديدة والواسعة الانتشار من الشباب غير المؤطر عواقب وخيمة في المدن المختلطة وأولئك الذين أرادوا تذكيرًا، حصلوا عليها في الأحداث العنيفة في شهر آيار.
11. تقليص البرجزة - في يافا وعكا يعتبر استحواذ الأثرياء على الممتلكات الفلسطينية في الأصل مصدر توتر كبير. عاش العرب في يافا حتى عام 1948 ثم تم تهجيرهم وفرارهم. تم أخذ ملكية منازلهم منهم ونقلها إلى دولة سلمتهم برسوم أساسية للاجئين الفلسطينيين والمهاجرين اليهود. اليوم، مع تقدم الجيل الثاني من العمر وموتهم، تعود الملكية الى الدولة ويتم بيعها لمن يعرض السعر الأعلى. هذا رعب بشري وظلم تاريخي. في إسرائيل، عندما تكون هناك "حاجة قومية"، فإنهم يعرفون كيف يخزنون قوى السوق في المخرن. لا بد من إبقاء السكان العرب في الأحياء التاريخية يافا وعكا (دون التوقف عن الاستثمار فيها مما يجعلها أماكن ممتعة وجميلة).

12. "تجفيف" البؤر الاستيطانية - إذا كانت المدن المختلطة قنبلة موقوتة، فالبؤر الاستيطانية هي الرعد الذي يجب تحييده. هذا ليس نقاشا حول حق الإقامة. لليهود والعرب الحق في العيش في أي مكان في البلاد (عمليًا، أقل قليلا للعرب) ولكن النقاش حول الدافعية. على عكس محسّني الإسكان العرب الذين ينتقلون إلى المدن اليهودية من أجل التمتع بجودة حياة أفضل، يأتي المستوطنون إلى المدن المختلطة كتعبير عن سيادة اليهود وتفوقهم وسيادتهم. الكثير من خطاب التجديد الحضري والاجتماعي وأقوال "جئنا لرفع المستوى في المحيط الاجتماعي" (سمعتهم بأذني). ولكن تصرفاتهم تقول: جئنا للاستيطان لأننا أسياد البلاد". وهذا الامر يكون ضمن تشجيع الدولة ومؤسسات ثانية، بعضهم يؤمنون بالخير ولا يرون او يفهمون القصة.


يجب أن يبدأ هذا الترتيب صباح الغد على أساس أن ذلك سيمنع المواجهة المستمرة بين اليهود والعرب. هذا صحيح بشكل خاص في المدن المختلطة القائمة والناشئة، ولكن أيضًا في التفاعلات ونقاط الاتصال التي لا حصر لها والتي ستتضاعف في دولتنا المكتظة والمختلطة.

أمنون بئيري سوليتسيانو، مدير عام مشارك – مبادرات ابراهيم

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة