الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 18 / مايو 16:02

قلوب.. لا تخلو من الانانية- الحان


نُشر: 04/10/08 08:17

لقد فقدت كل امل تلذذت به سابقا .. فقدت كل امل بان اجد قلبا لا يعرف للانانية باباً.
انتظرت ان تمر السنون وان اكبر انا ويكبر هذا الامل الذي لاح لي في الفضاء مرة. حينها، خلته ملموسا لشدة لهفتي التي غمرتني للاعماق ولكن.. اتضح لي انه ما الا وهم تذوقته وحدي.
عشت في وهم "المحبة الخالية من كل انانية" سنوات عدة وها انا قد كبرت وتعلمت الكثير. لكن تفاهة امالي وتفاهة ذاك الوهم ما عرفت لهم وجها حقيقيا الا في لحظة الانكسار التي تبين لنا كل شيء.
يتبين لك ايها الانسان انك لست الا مخادع تخدع نفسك وتحييها داخل فقاعة احلامك الوردية. الاحلام التي ما تنفك تقنع نفسك انها ستصبح حقيقة في يوم من الايام.
تختلط الامور والالوان وتجد ان حياتك تنقلب راسا على عقب وانك ما عدت تقدر على الصبر والنضال! النضال ؟! ومن اجل ماذا كنت تناضل ؟ جوابا لهذا السؤال ايضا لن تعرف، فاننا نحيا لنناضل وعندما نسأل انفسنا باكثر اللحظات انكشافا وصدقا ندرك اننا لا نناضل لاجل شيء محدد!
ندرك ان ذاك الافق الذي ما توقفنا عن التساؤل ماذا يخبئ لنا، لا يعد بالكثير. لا بل قد يدهشك ان تتوصل لقناعة بفراغ ذاك الفضاء وان البساط المفروش وردا وريش حمام لن يأخذك في نهاية  المطاف الا الى مرآة شديدة الوضوح ترى بها نفسك المخذولة.
والان لنلقي الضوء على واقعنا الاكثر انجلاءا،
هل تدرك ايها الانسان كم هو مؤلم انك في كل مرة تحاول فهم غيرك لا تسيطرعلى افكارك الا شفقتك على نفسك ؟
هل تدرك انك حين تحاول الولوج الى اعماق افكاره محاولة منك لفهم مشاعره، تجد نفسك قابعا مجددا في افكار تخصك وتدور حولك انت ولا تمت له بصلة ؟
هل تدرك انك اناني الى حد يصعب عليك ان تفهم عمن احاول الدفاع في هذه الخاطرة!
انني اتساءل: من اين لخاطرتي هذه العدائية ؟ انها فعلا لخاطرة تخلو من كل تعاطف .. وهل تعلم السبب؟
لانني حانقة على انجلاء تلك الحقيقة .. حقيقة ان للانانية مكان واسع جدا في قلوب الجميع دون اي استثناء وانني، على ما يبدو، ساضطر ان اتخلى عن جميع تلك الاحلام والامال التي أرتني عالما يختلف كليا عن عالمكم،وعالمي هذا.
عالم اوهمني بان السماء تمطر حنانا وتمطر رقة. عالم به من المطر الغزير ما يكفي لارتواء كل ركن من اركانه.
عالمي الذي حييت، واردت ان اواصل العيش به، هو عالم به الخصال الحميدة تملأ قلوب البشر. به الشر موجود، لكن ليس بمثل قوة الخير.
انها لمفارقة مضحكة بالفعل، كيف لانسان يتحلي بصبر لا متناهي، بقوة وتفاؤل كبيرين،مثلي، كيف له حقا ان يفقد كل هذا كلمح البصر؟  الا يدعو هذه للضحك ؟ والا يدعو حقيقة لبكاء اجهش تعتقد لشدته انه سيخنقك ؟
وما عساني فاعلة الان ؟
أأواصل النضال لاجل اللا شيء..أأواصل التحلي بالصبر الذي لا يجلب اية نتيجة!

مقالات متعلقة