الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 17:01

المخدرات مرّة أخرى/ بقلم: جميل السلحوت

جميل السلحوت
نُشر: 17/08/18 18:11,  حُتلن: 09:20

جميل السلحوت في مقاله:

لا تبرير لمن يحاول التّخفيف من أضرار بعض أنواع المخدّرات "كالماروانا" مثلا، ويستشهد بمعلومات غير مؤكّدة بأنّ هناك دولا تسمح ببيع الماروانا فيها

لا يختلف عاقلان على المضارّ الجسيمة للمخدّرات على من يتعاطاها وعلى المجتمع برمّته، من هنا فإنّ زراعة المخدّرات وترويجها هي بمثابة ضرر يلحق بالمجتمع ككلّ، وبالتّالي تنعكس سلبا على الوطن، فمن يرتضي أنّ يضيع عقله لا يصعب عليه ضياع وطنه.

ولا تبرير لمن يحاول التّخفيف من أضرار بعض أنواع المخدّرات "كالماروانا" مثلا، ويستشهد بمعلومات غير مؤكّدة بأنّ هناك دولا تسمح ببيع الماروانا فيها! ولا معلومات لديّ عن نسبة المادّة المخدّرة في الماروانا أو غيرها من أنواع المخدّرات، لكن مهما كانت نسبة المادّة المخدّرة في الماروانا أو غيرها من أنواع المخدّرات فهذا سبب كافٍ للابتعاد عنها ومحاربتها.

ولا يستغربنّ أحد إذا ما قلنا أنّ المخدّرات تلحق أضرارا تصل إلى جدّ الجريمة بمن يتعاطاها، وقد تلحق أضرارها بغيره من أقرب المقرّبين للمتعاطي، كالزّوجة والأبناء وغيرهم، كما أنّها قد تتعدّى دائرة أقرباء المتعاطي إلى المجتمع، وهنا يجب عمل دراسات وأبحاث عن دور المخدّرات في انتشار الجريمة المغلّظة، كعمليّات القتل مثلا، ففي فلسطين على سبيل المثال وقعت جرائم قتل على أسباب أكثر من تافهةّ! وإلا فكيف يمكن تفسير أو استيعاب جريمة قتل شابّ وطعن والده عدّة طعنات بسبب مرآة سيّارة! فهل كان المجرم القاتل مالكا لعقله؟ وهل هو بريء من تعاطي المخدّرات؟ وهل يمكن استيعاب المصائب الجسيمة التي أوقعها على ذويه وعلى ذوي ضحاياه؟ وهناك جرائم قتل أخرى لا يمكن إيجاد سبب لها.

وممّا يلاحظ انتشار النّزاعات والخلافات التي تؤدّي إلى المشاجرات التي تتفاوت في نتائجها بين إصابة البعض بجروح وبين أن تصل إلى القتل واحراق البيوت والعقارات والممتلكات، ومن يفتعل هذه المشاكل هم منحرفون يتعاطون المخدّرات وغيرها من الموبقات، لكنّ غالبيّة ضحاياها هم أناس عاديّون، وهناك عمليّات السّرقة وعمليّات البلطجة وتدفيع "الخاوة" لمن لا يملكون سندا عشائريّا يحميهم، ومرتكبو هذه الجرائم منحرفون يتعاطون المخدّرات وغيرها من الموبقات.

وهل من يقومون بتخطّي قوانين السّير "بتفحيط" السّيّارات واغلاق الشّوارع أمام المارّة، أو التّسبّب بحوادث طرق بريئون أو بعيدون عن تعاطي المخدّرات. وهل هناك عذر أمام ذوي المنحرفين كمتعاطي المخدّرات أو غيرها؟ وهل يستطيعون التّملّص من عواقب الجرائم التي يرتكبها ابنهم المتعاطي للمخدّرات؟ من هنا فإنّ زراعة المخدّرات أو تصنيعها أو ترويجها جريمة متعدّدة الرّؤوس، وأضرارها تلحق بالمجتمع كلّه، لذا يجب أن يكون عقابهم رادعا لهم ولغيرهم. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

 

مقالات متعلقة