الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 03:02

من الفلبين الى غزة/ بقلم: سميح خلف

سميح خلف
نُشر: 13/07/18 15:22,  حُتلن: 08:10

سميح خلف في مقاله:

من الفلبين الى غزة المسافة شاسعة والفوارق شاسعة ايضا ، فهل نحن في عالم يحتكم لنصوص الديانات السماوية والقوانين الوضعية التي لم تكن الا حبرا على ورق

قد تحمل المسافة من الفلبين الى غزة بأميالها تناقضات المجتمع الدولي ومواقفه، وبينما تحرك العالم نحو 15 طفل علقوا في كهف نتيجة الفياضانات وبين غزة التي يعاني قاطنيها من كل الوان القتل والحصار والتجويع ، هؤلاء الاطفال الذين احتموا في مغارة في الفلبين تحركت كل التكنولوجيا لحمايتهم وهو عمل انساني يحترم ، لو كانت المقاييس واحدة لحماية جميع اطفال العالم فلقد سجلت الحروب الثلاث على غزة الكم الهائل من قتل الاطفال واحتجازهم بفعل الآلة العسكرية الاسرائيلية بل كانت هناك اسر لم تجد قوتها في حرب 2014 ولمدة 51 يوما ولم تجد حليب لاطفالها ولحالة المواليد في تلك الفترة ، ناهيك على ان غزة الان والتي تعاني من العقوبات والحصار واكبر حالة فقر في العالم وبطالة ونقص في الادوية وغذاء الاطفال لم يتحرك العالم لحماية هؤلاء الاطفال ولحماية هذا الشعب من بطش الاحتلال وعقوباته وفرضياته على واقع السلطة ، ازدواجية في المعايير بين ابناء أدم "ابناء البشر" .

في السابق وقف العالم عاجزا أمام مدبحة صبرا وشاتيلا وقتل عشرات الشيوخ والنساء والاطفال كما هي مواقفه في كفر قاسم ودير يس وقانا ومدرسة بحر البقر في مصر وابو زعبل ، لم يتحرك العالم حين اطيح بالبيوت في الشجاعية وخانيونس ورفح على رؤوس ساكنيها لتباد عائلات بكاملها ، هكذا هي المعايير التي تقود ما يسمى العالم الحر او الدول التي تدعي قيادة العالم .

اذا كانت غزة هي المقياس الان لاذدواجية التعامل مع البشر من قبل الدول الكبرى فإن تلك الدول ايضا وقفت عاجزة ايضا عن حماية شعب بكاملة في القدس والضفة وما تتعرض له القدس من سرقة التاريخ والحضارة وما تعانيه من عملية تهويد ، اذا لماذا العالم العالم تحرك كله ماديا واعلاميا لحماية 15 طفلا فلبينيا ولم يتحرك لحماية الشعب الفلسطيني .

وانا استمع لفضائيات متعددة عربية وأجنبية أصابني الحزن تارة والإحباط تارة أخرى والضحك وشر البلية ما يضحك حينما خصصت تلك الفضائيات برامج كاملة ومصورة عن حالة 15 طفل فلبيني واستحضروا علماء نفس و أطباء لدراسة الحالة النفسية لهؤلاء الاطفال بعدما تم انقاذهم ، يقول الخبراء ان تعرضهم للخطر لمدة 15 يوم قد اثار لديهم عدة مشاكل نفسية ومن الصعب انخراطهم في المجتمع وبالتالي يجب وضعهم تحت فترة علاج ونقاهة تعيدهم للانخراط في المجتمع ، وهنا اتسآل كم فضائية وكم عالم فكروا بالاعتناء بأطفال غزة او شبابها الذين يعانون من الحصار نتيجةالفياضنات السياسية المؤامرات الدولية على وجودهم وعلى أرضهم التاريخية ، كم من العلماء والفضائيات كرسوا مجهوداتهم او خصصوا بعضا منها لدراسة سيكولوجيا شباب غزة الذين يعانون من البطالة على مدار سنوات عديدة وكم من المؤسسات الدولية درست الحالة النفسية للشعب الفلسطيني بعد النزوح ووجوده في مخيمات اللجوء بعد ان كان يمتلك الارض والزرع.

من الفلبين الى غزة المسافة شاسعة والفوارق شاسعة ايضا ، فهل نحن في عالم يحتكم لنصوص الديانات السماوية والقوانين الوضعية التي لم تكن الا حبرا على ورق.

علما بأن الفلبين ليست هي الدولة القدوة في الديمقراطية او حقوق الانسان فمازال هناك المسلمين يتعرضون للظلم والقهر والاضطهاد والقتل رغم وعود المتكررة باعتطائهم حكما ذاتيا جنوب البلاد وهنا نوضح ان اولى القبائل التي ذهبت الى تلك الارض هي قبائل المسلمين التي عمل الاستعمار الاسباني على تغيير ديموغرافيتها باستجلاب مئات الالاف من الديانات الاخرى لتصبح الديانة الاسلامية هي الاقلية في تلك البلاد ما بين غزة والفلبين هي عملية القهر و الاضطهاد وكما يتعرض المسلمين للقهر والقتل في تلك البلاد ايضا تتعرض غزة وفلسطين وهويتها القدس ايضا لعمليات التهويد والقتل والاجتياحات الاسرائيلية فهناك السر في المواقف والفوارق .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة